تعددت الأصول والأدوات المتاحة للتداول في الأسواق المالية، مما جعل هناك خيارات واسعة للاستثمار والتداول، ولكن لا بد وأن يبحث المستثمرون عن أفضل هذه الأصول للتداول وتحقيق المكاسب من خلالها، ويعتمدون في ذلك على التنبؤ بتحركات هذه الأصول والأسعار المستقبلية لها، وفي الواقع إن الكثير من منصات التداول العالمية توفر التحليل الفني وأدواته لمساعدة المستثمرين في تداولاتهم واتخاذ قراراتهم الاستثمارية، ومن أهم الأدوات التي توفرها مخططات الشموع اليابانية، التي تعد من أكثر الأدوات استخدامًا في عالم الأصول المالية، فما هي هذه المخططات؟ وكيفية استخدام الشموع اليابانية؟ وما هي أنماطها؟ وما أهميتها؟.
كيفية استخدام الشموع اليابانية في سوق الفوركس
جدول المحتويات
Toggleكل شمعة من الشموع اليابانية عبارة عن رسم بياني يمثل معلومات حول تحركات الأسعار خلال وحدة زمنية معينة، حيث يخبرنا بسعر الافتتاح، وسعر الإغلاق، أعلى سعر وأدنى سعر.
يشير لون الشموع اليابانية إلى اتجاه الأصول المالية المتداولة، ويتم تحديد الألوان عند استخدام منصات التداول، في البداية كان يتم تمثيل الشموع اليابانية باللونين الأبيض والأسود، أما حديثًا حلت مكانها ألوانًا أخرى وهي الأحمر والأزرق والأخضر.
ففي حال تم إغلاق سعر الأصل المالي المتداول بسعر أعلى من سعر الافتتاح يكون لون جسم الشمعة أبيض، ويكون سعر الإغلاق في أعلى الجسم وسعر الافتتاح في أسفل الجسم، أما في حال تم إغلاق السعر بسعر أقل من سعر الافتتاح يكون لون جسم الشمعة أسود، وفي هذه الحالة يكون سعر الافتتاح في أعلى الجسم وسعر الإغلاق في الأسفل.
لا بد من الإشارة إلى أن جسم الشمعة يمثل المسافة بين سعري الافتتاح والإغلاق للأصل المالي الذي يتم تداوله، وللتمكن من استخدام مخططات الشموع اليابانية بالشكل الأمثل يجب التعرف إلى كيفية قرائتها ومؤشراتها بشكل تفصيلي.
قراءة مخططات الشموع اليابانية
باعتبار أن مخططات الشموع اليابانية من الأدوات التحليلية المفيدة في مجال التداول، لذا لا بد أن يكون المتداولين على دراية في كيفية استخدامها وقرائتها، وهذا ما يتطلب التعرف على عناصرها، وهي: لون الشمعة، جسمها وفتيلها، حيث يشير لون الشمعة إلى اتجاه سعر الأصل المالي، والجسم يعرض مستويات الافتتاح والإغلاق، في حين أن الفتيل يشير إلى أدنى وأعلى مستويات الأسعار.
- إذا كان لون الشمعة أخضر أو “أبيض” يكون اتجاه السعر صعوديًا.
- في حال كان اللون أحمر أو “أسود” فيكون اتجاه السعر هبوطيًا.
- قمة الفتيل هي أعلى سعر وصل إليه السوق خلال الفترة الزمنية المحددة.
- القاع هو أدنى سعر وصل إليه السوق خلال الفترة الزمنية المحددة.
- كلما كان الفتيل طويلًا بالنسبة إلى جسم الشمعة كان هذا مؤشرًا على زيادة الصراع بين المشترين والبائعين، وكان احتمال توقف الاتجاه الحالي أو عكسه أكبر.
- أما كلما كان الفتيل أقصر بالنسبة إلى الجسم، كانت الحركة لأعلى أو لأسفل أكثر حسمًا، وكان احتمال استمرار الحركة في نفس الاتجاه أكبر.
- في حال كان جسم الإغلاق علوي طويل مع وجود القليل من الظلال أو عدم وجود ظلال، فهذا يشير إلى أن عدد المشترين يفوق عدد البائعين وأنهم كانوا القوة المسيطرة خلال الفترة بأكملها التي تغطيها الشمعة، مما دفع السعر إلى الأعلى بثبات، وبذلك كلما زاد طول جسم الشمعة، زادت قوة الشراء.
- أما في حال كان جسم الإغلاق سفلي طويل مع القليل من الظلال أو عدم وجود ظلال أن البائعين فاقوا عدد المشترين وكانوا مسيطرين خلال الفترة بأكملها التي تغطيها الشمعة، مما أدى إلى انخفاض الأسعار، كلما زاد طول جسم الشمعة، زادت قوة البيع.
- يشير جسم صغير بالنسبة إلى الفتائل إلى نفس التردد بدرجة أقل، إذا كان الجسم أحمر، كان البائعون أقوى بشكل متواضع، إذا كان اللون الأخضر، فإن العكس هو الصحيح.
مفهوم الشموع اليابانية
الشموع اليابانية هي أداة من أدوات التحليل الفني التي يستخدمها المستثمرون في رسم وتحليل حركة أسعار الأصول المالية،
تم تطوير مفهوم الرسم البياني بالشموع من قبل تاجر أرز ياباني يُدعى مونيهيسا هوما Munehisa Homma، والذي وجد أن سعر الأرز يتأثر بمشاعر التجار، ومعدل العرض والطلب على الأرز، وعندها عمد إلى رسم شموع توضح تحرك الأسعار من خلال استخدام الألوان، ومكنه ذلك من السيطرة على تجارة الأرز، ومنذ ذلك الوقت بدأ المتداولون يستخدمون هذه المنهجية في عمليات التداول واتخاذ القرارات الاستثمارية، ومن ثم نقل هذه التقنية إلى العرب المحلل Steve Nison وأطلق عليها تقنية رسم الشموع اليابانية، ومنذ ذلك الوقت أصبح الرسم البياني بالشموع اليابانية من أهم المؤشرات الفنية التي يستخدمها المتداولون لتحليل الأسواق المالية، ولكن، لا بد وأنك تتساءل عن كيفية استخدام الشموع اليابانية؟
أهمية استخدام الشموع اليابانية
تعتبر تقنية الشموع اليابانية من تقنيات التحليل الفني الفعّالة والشائعة الاستخدام، حيث توفر للمتداولين الكثير من المعلومات حول تداول الأصول المالية في فترات زمنية معينة، مما يتيح للمتداول مقارنة الأسعار في الفترات الزمنية المختلفة، ومعرفة من القوة المسيطرة في سوق التداول البائع أم الشاري، والسلوك الذي سلكه الأصل المالي في السوق المالية، وهذا ما جعل استخدام مخططات الشموع اليابانية من أدوات التحليل الفني الموثوقة لقراءة سلوك سعر الأصول المالية في سوق الفوركس والسوق المالية العالمية.
وبناءً على ذلك إن استخدام الشموع اليابانية يساعد المتداولين في اتخاذ القرارات الاستثمارية، والتداول وفق استراتيجيات محددة وناجحة بالاستفادة من سلوك المتداولين الآخرين، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن استخدام الشموع اليابانية لفترات زمنية طويلة تكون أكثر أهمية من شموع المدى القصير، حيث إن تحركات الأسعار خلال الفترات القصيرة لا تكون ذات التأثير الكبير.
أنماطها
هناك عدة أنماط للشموع اليابانية يتم استخدامها من قبل المتداولين، وهي:
- نمط دوجي Doji: هو نوع من الشموع يتكون عندما تكون أسعار الافتتاح والإغلاق متشابهة، أو قريبة جدًا من بعضها البعض، في حين قد يكون للظلال أطوال مختلفة.
- نمط المطرقة Hammer: يشتمل نمط المطرقة على ذيل طويل على نهايته السفلية وظل علوي شبه مهمل، عادة ما تكون إشارة إلى انعكاس السوق، سواء كان صعوديًا أو هبوطيًا.
- نمط Gravestone Doji: هذا النمط يشبه شاهد القبر، ومن هنا جاءت تسميته، يتشكل عندما يحدث الفتح والإغلاق في أدنى الفترة الزمنية.
- نمط Dragonfly Doji: يتشكل هذا النمط عندما تكون أسعار الافتتاح والإغلاق في أعلى الفترة الزمنية، يتضمن ظلًا سفليًا طويلًا ويشير إلى انعكاس الاتجاه الصعودي.
- نمط الابتلاع الهابط Bearish Engulfing: يشير هذا النمط إلى سيطرة الدببة “السوق الهابطة” على السوق المالية، وهذا النمط هو عبارة عن شمعة متجهة لأسفل تتكون من جسم كبير يبتلع جسم الشمعة السابقة، حيث يكون سعر الإغلاق أقل من سعر الافتتاح، عندما يظهر هذا النمط فإنه يشير إلى انعكاس هبوطي.
- نمط الابتلاع الصاعد Bullish Engulfing: غالبًا ما يتشكل هذا النمط في نهاية الاتجاه الهابط، وهو يتألف من شمعة أصغر لأسفل يبتلع جسمها شمعة أكبر لأعلى.
كانت هذه أبرز المعلومات حول كيفية استخدام الشموع اليابانية، مفهومها، أهميتها، وأنماطها، حيث إن الإلمام بهذه التقنية وطريقة استخدامها يعتبر من الأدوات المهمة في اتخاذ القرارات الاستثمارية، هذا إلى جانب أنه من الضروري على كل مستثمر الاطلاع بشكل أوسع على تحركات الأصول المالية السابقة والبناء عليها، وهذا ما توفره مخططات الشموع اليابانية.