الاستثمار في الفضة
قبل البحث عن تحليل الفضة فإن على المتداول أن يكون على علم بأن تداول الفضة لا يتم كأصول مالية فقط؛ حيث تتعدد استعمالات الفضة التي تُصنّف ضمن المعادن الثمينة. ويتجه العديد من المستثمرين إلى الاستثمار في الفضة والتداول فيه؛ للاستفادة من تقلبات الأسعار التي تشهدها.
هل يعتبر تداول الفضة أفضل من تداول الذهب؟
يعد كلاً من الذهب والفضة الأكثر شُهرةً ما بين المعادن الثمينة، ويمتلك كُلاً من الذهب والفضة على حِدة العديد من الخصائص التي تعمل على جذب المتداولين إليها؛ حيث يرى البعض أن الذهب هو الأفضل خاصةً مع الاضطرابات الاقتصادية التي يشهدها العالم؛ ذلك لأنه يوفر درجة أكبر من الموثوقية وبالتالي فإنه الأكثر استقراراً، بينما ترتبط الفضة بشكل أكبر بالمنتجات الصناعية. وعلى الرغم من أن ذلك يساهم في جعل سعرها أكثر تقلباً، وهو ما يمكن الاستدلال عليه من تحليل الفضة؛ إلا إنه يتيح الفرصة للحصول على مقدار أرباح أكبر، وبالتالي فإن اختيار المعدن المناسب للتداول يعتمد على استراتيجية المتداول.
العوامل المؤثرة في تحليل أسعار الفضة
يوجد مجموعة من العوامل التي يعتمد عليها تحليل الفضة – التحليل الأساسي؛ حيث إن هذا النوع من التحليل بشكل عام يعتمد على الظروف السائدة التي تؤثر في ارتفاع الفضة وهبوطها. وبشكل عام فإن سعر الفضة يشهد تقلبات أكثر من المعادن الأخرى بشكل كبير، وبسبب وجود العديد من العوامل التي تؤثر في قيمتها، ومن أهمها:
الاستخدام في الصناعة
عند إجراء خطوات تحليل أسعار الفضة فإنه لا بد من الأخذ بعين الاعتبار استخدام هذا المعدن في الصناعة بشكل كبير؛ حيث إن كونها عالية التوصيل ومقاومة للبكتيريا وذات مرونة عالية وقابلة للتمدد يساهم في دخولها بصناعات مختلفة؛ حيث يتم استعمال الفضة في البطاريات والأدوية وطب الأسنان، ويؤدي ذلك إلى إنشاء طلب ثابت على المعادن لا يعتمد على الاستثمار.
الدولار الأمريكي
يتم تحديد سعر الفضة بالدولار الأمريكي اعتماداً على قيمته؛ حيث يرتبطان ببعضهما بعلاقة عكسية، أي أنه إذا انخفضت قيمة الدولار الأمريكي فإن سعر الفضة يكون أرخص، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع الطلب العالمي على الفضة وبالتالي ارتفاع الفضة في سعرها، أما إذا زادت قوة الدولار وارتفع سعره فإن الفضة تصبح أغلى وينخفض الطلب عليها.
الاستثمار الآمن
نظراً لكون كلّ من الفضة والذهب يتم استخدامهما كاستثمارات ملاذات آمنة، فإن أسعارها تتأثر بالأداء الاقتصادي والاستقرار السياسي، ويتجه نسبة كبيرة من المستثمرين إلى الفضة لكونها أفضل من العملات الورقية والأصول الأخرى، وذلك فيما يتعلق بالحفاظ على قيمتها عند تراجع الاقتصاد؛ لذا فإن المستثمرين يتجهون إليها كمخزن للقيمة. ويتم الاعتماد على تحليل الفضة الأساسي والفني لتوقع السعر وبالتالي تحديد ما إذا كانت صفقة الفضة المناسبة هي البيع؛ للحصول على قيمة مالية أعلى نتيجة هذا الاستثمار أو الشراء لانخفاض سعر الفضة، وتوقع ارتفاعه في المستقبل وفقاً لما يرد عن أخبار الفضة اليوم. وينبغي التنويه إلى أنه في فترات النمو الاقتصادي تنخفض قيمة الفضة نتيجة تحوّل المستثمرين إلى أصول أخرى تدر عليهم قدراً أكبر من الأرباح.
الطلب على المعادن الأخرى
غالباً ما يتم العثور على الفضة ضمن عمليات استخراج معادن أخرى؛ فعلى سبيل المثال يشكّل تعديل خام النحاس 26% من إجمالي الفضة التي يتم إيجادها، ونتيجةً لذلك فإن ازدياد الطلب على النحاس يؤدي إلى ارتفاع عرض الفضة، وفي حال عدم ازدياد الطلب العالمي على الفضة فإن ذلك يساهم في استقرار سعره.
توقعات الفضة 2022
أكّد معهد الفضة العالمي أن توقعات الفضة 2022 تدل على ارتفاع في الطلب العالمي عليه؛ حيث إنه من المفترض أن يصل إلى 1.112 مليار أوقية، وهو مستوى قياسي لم تصل إليه من قبل، كما يذكر المعهد أنه ووفقاً لـ تحليل الفضة فإنه من المتوقع أن يقفز الطلب على الاستثمار المادي للفضة، الذي يتكون من مشتريات السبائك والسبائك الفضية بنسبة 13% في 2022، وبذلك فإنه يحقق أعلى مستوى له في 7 سنوات، كما أنه من المتوقع أيضاً ازدياد استخدام الفضة في المجوهرات والفضيات عام 2022 بنسبة 11% و21% على التوالي.
ووفقاً لـ أخبار الفضة اليوم وتحليل أسعار الفضة؛ فإنه من المتوقع أن يتمتع الاستثمار المادي الفضي بمكاسب مضاعفة في 2022، كما أنه من المتوقع أن يصل متوسط سعر جرام الفضة بالدولار في هذا العام 24.80 دولاراً، أي أقل بنسبة 1% من متوسط السعر في عام 2021؛ حيث قد بلغ 25.14، وعلى الرغم من ذلك فإنه يبقى متوسطاً مرتفعاً.
كما أنه من المتوقع أن ترتفع كمية الفضة المعروضة بنسبة 7% عام 2022، ويعد المساهم الأساسي في ذلك هو إنتاج مناجم الفضة؛ حيث من المتوقع أن تزداد بنسبة 7%، وبذلك فإنها تحقق أعلى مستوى لها خلال 6 سنوات الأخيرة، خاصةً في ظل وجود العمليات الكبيرة، والمشاريع الجديدة الضخمة.
طرق الاستثمار في الفضة
يوجد عدة طرق يمكن الاختيار من بينها للاستثمار في الفضة، ومن بينها:
تداول العقود مقابل الفروقات على الفضة
يُقبل المتداولين المحترفين على هذا النوع من التداول؛ حيث إنه يمنحهم إمكانية الاستفادة من مزايا الرسوم والعمولات وفروق الأسعار المنخفضة، كما تتيح لهم منصات التداول المختلفة إمكانية استخدام الرافعة المالية، وتعد هذه الطريقة من التداول الأنسب للمستثمرين ذوي المخاطر العالية والمتداولين بشكل يومي؛ حيث إن استعمال الرافعة المالية بالشكل المناسب واعتماداً على تحليل الفضة قد يساهم في الحصول على قدر كبير من الربح، كما أنه يعرضهم لخسائر أكبر.
ويُطلق مصطلح السعر الفوري للفضة على السعر الذي يتم تسعير الفضة به في الوقت الحالي، ويدل الشراء بهذا السعر على أنه يمكن استبدال الفضة وتسليمها مباشرةً، أما من خلال تداول العقود مقابل الفروقات فإن التداول يتم على الأسعار الفورية للفضة دون الحاجة إلى امتلاك الفضة نفسها.
ويوفر تداول العقود مقابل الفروقات على الفضة أيضاً فرصةً لفتح صفقات قصيرة؛ حيث يحصل المتداولون على الأرباح عند انخفاض سعر الأداة؛ مما يتيح إمكانية تنفيذ العديد من الاستراتيجيات المختلفة أثناء جلسات التداول على سعر الفضة، وتعتمد هذه الطريقة بشكل كبير على تحليل الفني للفضة، وذلك باستعمال واحد أو أكثر من المؤشرات الفنية؛ مثل: مؤشر القوة النسبية RSI مستويات فيبوناتشي.
الأسهم
تعد الأسهم إحدى طرق الاستثمار الفضة؛ حيث يمكن للمتداولين شراء أسهم في شركات تعدين الفضة، وفي هذه الحالة فإنه يمكنهم الاستفادة من العرض الخاص بسوق الأوراق المالية للشركات المرتبطة بتعدين الفضة؛ مثل: شركة Silvercorp Metals – SVM.US، شركة أو Hecla Mining Company – HL.US، وشركة Endeavor Silver Corp- EXK.US.
وتعتمد هذه الشركات على سعر الفضة الحالي في السوق؛ حيث إنه وعند ارتفاع أسعار الفضة، فإن النظرة المستقبلية لهذه الشركات تكون جيدة؛ ذلك لأن الأداء المالي لها من المتوقع أن يرتفع. وينبغي التنويه إلى أن سعر أسهم هذه الشركات متقبلة بشكل كبير؛ إلا إنها غالباً ما تقدم أرباح أعلى من الأرباح الناتجة عن شراء السلعة نفسها. وممّا يميز هذه الشركات أنها تقوم بدفع توزيعات الأرباح، الأمر الذي يعد من أهم المزايا الخاصة بالاستثمار في المعادن الثمينة، كما أنه من الأمور التي تجذب المستثمرين على المدى الطويل.
