هل سبق وأن رأيت منطقة على الرسم البياني للسهم لا يوجد فيها أي تداولات، أي أنها منطقة فارغة بين سعر الإغلاق
لجلسة تداول وسعر الافتتاح للجلسة التالية. مجرد قفزة في السعر لأعلى أو لأسفل دون وجود أي تداولات بين هذين السعرين.
في الواقع، هذا ما نسميهُ “الفجوة السعرية”. ولكن لماذا يتغير سعر السهم بعد إغلاق السوق ليتم تشكيل تلك الفجوات؟ وماذا يجري عندما يُغادر الجميع أسواق الأسهم وتطفأ الأنوار؟ لنحاول أن نتناول تلك التساؤلات من جميع الجوانب حتى نصل إلى الجواب الشافي.
الفرق بين سعر الإغلاق وسعر الافتتاح
جدول المحتويات
Toggleمن السهل علينا أن نتفهم تغير أسعار الأسهم باستمرار خلال جلسة التداول، والذي يحدث بطبيعة الحال نتيجة لتفاعل قوى العرض والطلب على تلك الأسهم.
لكن، لماذا يختلف سعر افتتاح السهم عن سعر إغلاقه في اليوم السابق؟ للإجابة على هذا السؤال بدقة، دعنا أولًا نستعرض مفهومَي سعر الإغلاق وسعر الافتتاح وكيفية حسابهما.
- سعر الإغلاق: هو آخر سعر تم تداولهُ للسهم في نهاية جلسة التداول اليومية. يتم حسابهُ عادة كمتوسط سعر مرجح لآخر فترة زمنية من الجلسة (لآخر 30 دقيقة)، أي من الساعة 3:00 مساءً إلى 3:30 مساءً بالنسبة لأسواق الأسهم. لنقل مثلًا أن سعر سهم شركة ما (سنسميها ألفا) في تمام الساعة 3:30 مساءً أي عند نهاية الجلسة بلغ 55 دولار، لاحظ أنهُ وبمقارنتهُ مع سعر الإغلاق سنجدهما مختلفان، لأن سعر الإغلاق هو متوسط الأسعار في آخر نصف ساعة وليكن في مثالنا 51,5 دولار.
- سعر الافتتاح: هو أول سعر يتم تداولهُ للسهم في بداية جلسة التداول اليومية. يتم تحديدهُ بناءً على الطلبات التي يتم تقديمها خلال فترة ما قبل السوق، حيث يتم مطابقة هذهِ الطلبات لتحديد السعر الذي سيتم به فتح التداول.
- نافذة ما قبل السوق: لنشرح نافذة ما قبل السوق علينا أن نعلم أن توقيت التداول في سوق الأسهم يبدأ عند الساعة 9:15 صباحاً إلى 3:30 مساءً. بيد أن البورصة تبدأ في جمع الطلبات من الساعة 9:00 صباحاً حتى 9:08 صباحاً. وبالتالي فإن جمع الطلبات خلال الثماني دقائق تلك هو ما يسمى بنافذة ما قبل السوق. وخلال الـ 7 دقائق المتبقية، تتم عملية مطابقة هذهِ الطلبات لتحديد السعر الذي سيفتح بهِ السهم لليوم في تمام الساعة 9:15 صباحاً. إذا:
لماذا يختلف سعر السهم بعد إغلاق السوق؟
كما أشرنا في تعريف نافذة ما قبل السوق، فإنهُ وقبل أن يرن جرس افتتاح السوق، تبدأ التحضيرات لوضع
السعر الأولي للسهم. تخيل أنك تتفاوض على شراء منزل، عليك قبل حضور جلسة المفاوضات أن تجمع معلوماتك
التي ستؤثر على السعر من وجهة نظرك. مثل موقع المنزل وتجهيزهُ وما إلى هنالك، وفي هذهِ المرحلة، ستكون أي معلومة
إضافية تحصل عليها بخصوص المنزل سواءً كانت إيجابية أو سلبية حاسمة في تحديد سعر الشراء المناسب لك.
بنفس الطريقة، خلال فترة ما قبل السوق، يتشارك المتداولون المعلومات لتتشكل صورة جديدة عن قيمة السهم. وهذا بدورهُ يؤدي إلى تغيير في العرض والطلب، مما قد يؤثر على سعر الافتتاح. هذه المعلومات قد تتضمن أي أخبار اقتصادية جديدة مثل إعلانات الأرباح، أو التوقعات الاقتصادية. ناهيك عن الأحداث السياسية أيضاً.
لنفترض أن سعر إغلاق سهم معين هو 50 دولار. وخلال الليل، تم الإعلان عن نتائج مالية إيجابية للشركة. بعد ذلك، وعند فتح السوق في اليوم التالي، سيكون هناك طلب كبير على السهم، مما يدفع سعره للارتفاع إلى 55 دولار. هذا يعني أن سعر الافتتاح كان أعلى من سعر الإغلاق السابق بسبب الأخبار الإيجابية التي أثرت على توقعات المستثمرين.
لكن ليس ذلك هو كل شيء، فهنالك عوامل إضافية قد تساهم في تحديد سعر الافتتاح، مثل:
- الأوامر المعلقة: الأوامر التي يتم إدخالها قبل بداية الجلسة وتنفذ تلقائياً عند الافتتاح تؤثر على سعر الافتتاح.
- تداولات الخوارزميات: تستخدم العديد من المؤسسات المالية خوارزميات للتداول الآلي، وهو ما يؤثر على حركة الأسعار في بداية الجلسة.
- المضاربة: ونقصد هنا شراء السهم لفترة زمنية قصيرة الأجل من المتداولون يكون التحكّم على كيفية تحرك السوق بناءً على الأخبار والأحداث التي تحدث داخل السوق. ويؤدي هذا النشاط بطبيعة الحال إلى زيادة التقلبات وتغيرات الأسعار.
التداول خارج ساعات العمل وتأثيره في تغير سعر السهم بعد إغلاق السوق
هل أصابك عنوان الفقرة بالدهشة؟ نعم هذه هي الحقيقة، فبعد قرع جرس ختام الجلسة عند الـ 3:30 تبدأ مرحلة
جديدة من التداول، وعندما يتم الإعلان عن أخبار مهمة، مثل نتائج الأرباح أو التغيرات في التوقعات الاقتصادية خارج
ساعات التداول العادية، فإن المتداولين لديهم الفرصة للتعبير عن ردود أفعالهم على هذه الأخبار من خلال التداول في
أسواق ما بعد ساعات العمل. وهذا يؤدي إلى تعديل أسعار الأسهم بشكل فوري.
ولكن قبل أن تهرع إلى تحليل الأسهم الأمريكية لتداولها خارج ساعات العمل، عليك أن تعي أن السيولة خارج ساعات العمل منخفضة، وهو ما يجعلك تتحمل مستوى أعلى من المخاطر، خاصة وأن أوامر الشراء أو البيع الكبيرة قد تؤدي إلى تحركات سعرية حادة في ظل انخفاض السيولة.
الحقيقة أنك لن تفلح في تعلم تحليل الأسهم الأمريكية وتداولها من الندوة الأولى أو من الكتاب الأول أو حتى من الصفقة الناجحة الأولى، فتعلم تحليل الأسهم الأمريكية شأنهُ شأن أي علم يحتاج إلى متابعة وتكرار واستفادة من الأخطاء المرتكبة. ولكن يمكننا أن ننصحك بتعلم الأسهم الأمريكية من خلال ما يلي:
- الندوات والويبينارات: اشترك في الندوات والويبينارات التي يقدمها خبراء تحليل الأسهم الأمريكية. ولا تخجل من طرح أسئلتك مباشرة عليهم لتحصل على إجابات مفصلة منهم.
- التدريب الشخصي: إذا كان لديك الميزانية اللازمة، يمكنك الاستعانة بمدرب تداول شخصي لتقديم توجيهات مخصصة لك أثناء تحليل الأسهم الأمريكية .
- قراءة كتب وتقارير الخبراء: استفد من الكتب الإلكترونية وتقارير الخبراء التي تتناول أساليب التداول المختلفة.
- التدريب على إدارة العواطف: جانب مهم جداً في عملية تعلم الأسهم الأمريكية هو تعلم كيفية إدارة عواطفك أثناء التداول، وذلك لأن الخوف والطمع يمكن أن يؤثرا سلباً على قراراتك.
- مجموعات الاستثمار: حاول أن تنضم إلى مجموعات استثمارية ضمن منطقتك. لأنك بذلك ستستفيد من خبرات الآخرين وستتعلم من أخطائهم.
والخلاصة أن سعر السهم بعد إغلاق السوق قد يتغير بشكل مُشابه في معظم الأحيان لتغير أسعار الخضار مثلًا بين يوم وآخر نتيجة لصقيع مفاجئ أصاب المحاصيل، أو حتى مجرد شائعة تدور في فلك ذلك! ولهذا السبب عليك أن تحرص على متابعة الأخبار الاقتصادية بشكل مستمر وذلك عند تحليل الأسهم الأمريكية أو أي أسهم أخرى.
المصدر: الوكالات