مُنذ نشأتها كرائدة في ثورة الحواسيب الشخصية، إلى هيمنتها على سوق الهواتف الذكية، لطالما كانت شركة أبل رمزًا للابتكار والنجاح. ولكن مع تغيرات السوق وتزايد المنافسة، يطرح المستثمرون تساؤلات حول مستقبل و تحليل سهم أبل في السوق المالية. وهُنا سنغوص في تحليل أداء سهم أبل ، ونناقش العوامل المؤثرة على قيمته، ونستشرف آفاقه المستقبلية.
العوامل المؤثرة على سعر سهم أبل
جدول المحتويات
Toggleلنتفق أولًا على أنّ فهم العوامل المُختلفة التي تؤثّر على سعر سهم أبل، بما في ذلك المؤشرات الاقتصادية واتجاهات
القطاع والأداء المالي والابتكار والتطور التكنولوجي، يمكّن المُستثمرين من اتخاذ قرارات استثمارية أكثر دقة.
لذلك دعونا نبدأ باستكشاف العوامل المُختلفة التي تؤثّر على أداء سهم هذهِ الشركة الرائدة في مجال التكنولوجيا. ويتم تقسيم تلك العوامل إلى:
- عوامل الاقتصاد: تلعب المؤشرات الاقتصادية مثل الناتج المحلي الإجمالي ومعدلات التضخم وأسعار الفائدة دورًا رئيسيًا في تحديد أداء سهم أبل في السوق المالية. على سبيل المثال، تؤدي فترات النمو الاقتصادي إلى زيادة الإنفاق الاستهلاكي، مما يدفع عادةً إلى ارتفاع سعر السهم. أمّا خلال فترات الركود الاقتصادي، يميل المستهلكون إلى تقليل إنفاقهم، مما يؤثر سلبًا على سعر السهم.
- عوامل خاصة بالقطاع التكنولوجي: يعتبر قطاع التكنولوجيا قطاع شديد التنافسية ودائم التطور. لذلك، تلعب اتجاهات السوق وتفضيلات المستهلكين دورًا محوريًا في تحديد أداء سهم أبل. على سبيل المثال، يؤثر نجاح الشركة في توقع وتلبية الاتجاهات المتغيرة، مثل التحول نحو الأجهزة المحمولة والمنتجات القأبلة للارتداء، بشكلٍ كبير على سعر سهمها.
- الأداء المالي لشركة أبل: الأداء المالي لأي شركة يُعتبر مؤشرًا رئيسيًا على صحة الشركة المالية وآفاقها المستقبلية. ولذلك يراقب المستثمرون عن كثب الإيرادات والأرباح والتدفقات النقدية للشركة لتقييم جاذبية سهمها.
- الابتكار والتطور التكنولوجي: لطالما كان نجاح أبل مرتبطًا بقدرتها على الابتكار وتقديم تقنيات رائدة. وبالتالي فإن طرح منتجات جديدة ومبتكرة يلفت أنظار المستهلكين ويحفز المُستثمرين، مما يؤثر إيجابًا على سعر السهم.
- معنويات المستثمرين: تلعب نفسية المستثمرين دورًا كبيرًا في تشكيل أداء سهم أبل. الأخبار الإيجابية، مثل المبيعات القوية أو توصيات المحللين الإيجابية، يمكن أن تدفع سعر السهم نحو الارتفاع. في المقأبل، يمكن أن تؤدي الأخبار السلبية أو المخاوف بشأن مستقبل الشركة إلى انخفاض السعر.
يمكننا القول أن جميع تلك العوامل تبدو مفهومة وواضحة، ولكن كيف يمكن للمنتجات الجديدة أن تدفع بسعر سهم أبل نحو الأعلى؟ وما هو تأثير تقسيم الأسهم على سعر سهم أبل؟ نحن نظن أن هذين المحورين يستحقان المزيد من التفصيل فيما يلي.
تأثير إطلاق المنتجات على سعر سهم أبل تاريخيًا
وفقًا لنظرية السوق الفعالة، فإن سوق الأسهم يعكس كافة المعلومات المتاحة عن الشركات. حيث يتولى معالجة واستيعاب البيانات الجديدة بسرعة من خلال آلية البيع والشراء.
وبالتالي فإن إطلاق منتج أو خدمة مبتكرة ومدرة للأرباح أحد الطرق القليلة التي يمكن للشركة من خلالها التأثير على تقييم أسهمها. حيث يعتمد الأداء المالي لشركة أبل، بما في ذلك صعود سعر سهمها، بشكلٍ كبير على مبيعات المنتجات. ومع ذلك، لم يكن إطلاق المنتجات في البداية يؤدي دائمًا إلى ارتفاع سعر السهم.
وبناءً على ذلك، حققت أبل، التي تشهد أسهمها ارتفاعات قوية على مدار تاريخها الحديث، أعلى مستويات لها على الإطلاق بنهاية عام 2021. كما بلغت قيمتها السوقية رقمًا قياسيًا يقترب من 3 تريليون دولار أمريكي.
تأثير تقسيم أسهم أبل على سعر السهم
عامل آخر قد يؤثر على أداء سهم أبل في السوق المالية. في الحقيقة، خضعت أسهم أبل لعدة تقسيمات منذ طرحها للاكتتاب العام لأول مرة في ديسمبر 1980.
جاء أول تقسيم في 16 يونيو 1987، على أساس اثنين مقأبل واحد بسعر ما قبل التقسيم البالغ 79 دولارًا أمريكيًا.
ثم جاء التقسيم التالي في 21 يونيو 2000، عندما وصلت أسهم الشركة إلى 101.25 دولار أمريكي.
وفي 28 فبراير 2005، قسمت أبل أسهمها مرة أخرى عند بلوغها 88.99 دولار أمريكي. وكانت آخر تقسيمين على أساس اثنين مقأبل واحد. قامت الشركة بتقسيم أسهمها مرة أخرى على أساس سبعة مقأبل واحد في 9 يونيو 2014، عندما وصلت أسعار الأسهم إلى 645.57 دولار أمريكي.
أمّا التقسيم النهائي فكان في 31 أغسطس 2020، حيث تم تقسيمها على أساس أربعة مقأبل واحد بسعر ما قبل التقسيم البالغ 499.23 دولار أمريكي.
ويمكننا تلخيص تأثير تقسيم الأسهم على سعر السهم بالجانبين التاليين:
- انخفاض سعر السهم: ينخفض سعر السهم بنفس نسبة تقسيم السهم. على سبيل المثال، في تقسيم 4:1، سينخفض سعر السهم من 100 دولار إلى 25 دولارًا.
- لا تغيير في القيمة الإجمالية: لا يؤثر تقسيم الأسهم على القيمة الإجمالية للأسهم التي يملكها المستثمر. في نفس المثال، ستظل القيمة الإجمالية 10,000 دولار (100 سهم × 100 دولار = 400 سهم × 25 دولار).
وبالمناسبة، الأخبار الواردة في هذه الأيام لا تتحدث عن نية قريبة لأبل لتقسيم أسهمها.
نظرة على الوضع الحالي لأبل Apple
في الواقع، الأخبار الحالية تبدو جيدة بالنسبة للتفاحة، وشاهدنا جميعًا عودة أبل للنمو بفضل الآيفون 15، حيث حققت أبل، التي تتخذ من كيوبرتينو بولاية كاليفورنيا مقراً لها، نموًا مرة أخرى في مبيعات الربع الأول من السنة المالية، وذلك بفضل مبيعات هاتف iPhone 15 وخدمات الشركة المتنوعة.
لكن في المقأبل، لا يبدو الوضع في “بيجين” جيدًا تمامًا بالنسبة لأبل، فقد انخفضت مبيعاتها في الصين بنسبة 12.9% على أساس سنوي في الربع الرابع من العام الماضي بسبب المنافسة المتزايدة من شركات صناعة الهواتف الصينية.
آفاق النمو المستقبلية لسهم أبل
بالنظر إلى المستقبل، ومع نضوج أعمال أجهزة iPhone، يتساءل المُستثمرون حول المحرك الكبير التالي لنمو سهم أبل.
في الآونة الأخيرة، شهد قطاعين من
أعمال الشركة نمواً ملحوظا وهما الخدمات والمنتجات القأبلة للارتداء (مثل ساعات Apple Watch). في الواقع، حققت خدمات أبل إيرادات بقيمة 23.1 مليار دولار في الربع الأخير من العام الماضي، بزيادة قدرها 11% على أساس سنوي. في حين ارتفعت مبيعات الأجهزة بنسبة ضئيلة جدًا على أساس سنوي لتصل إلى 96.5 مليار دولار.
وتجدر الإشارة إلى أن خدمات أبل تشمل مجموعة متنوعة من العروض مثل App Store و AppleCare و iCloud و Apple Pay و Apple Music و Apple TV + و Apple Arcade وغيرها.
دخول سوق الواقع المعزز والافتراضي مع Apple Vision Pro
في خطوة نحو سوق الواقع المعزز والافتراضي، أطلقت أبل منتجها الرئيسي الجديد خلال السنوات التسع الماضية وهو Apple Vision Pro. تبدأ أسعار خوذة الواقع الافتراضي هذه من 3499 دولارًا وهي متوفرة حاليًا في الولايات المتحدة فقط.
وقد حقق إطلاق Apple Vision Pro ضجة كبيرة حيث اصطف المستهلكين في متاجر أبل لتجربة الكمبيوتر المكاني الجديد. تجمع هذهِ النظارات الواقع الافتراضي والمعزز معًا، ويمكنها تشغيل محتوى الواقع الافتراضي ومحاكاة الواقع المعزز باستخدام تقنية العرض المرئي لإظهار العالم الحقيقي.
نظرة على أداء سهم أبل
بالانتقال إلى التحليل الدقيق لأداء سهم أبل، يمكننا القول أن أبل حققت أرباحًا قدرها 2.18 دولار للسهم الواحد
على مبيعات بلغت 119.6 مليار دولار في الربع المنتهي في 30 ديسمبر.
وتوقعالمحللون الذين استطلعت آراؤهم من قبل FactSet أن تبلغ أرباح أبل 2.10 دولار للسهم الواحد على مبيعات بقيمة 118 مليار دولار.
على أساس سنوي، ارتفعت أرباح أبل بنسبة 16% بينما ارتفعت المبيعات بنسبة 2%.
بالنسبة للربع الحالي، تتوقع أبل مبيعات بقيمة 90 مليار دولار تقريبًا، بانخفاض قدره 5% عن نفس الفترة من العام الماضي. ومن المقرر صدور تقرير أرباح أبل التالي في أواخر أبريل أو أوائل مايو. ويمكن أن يكون ذلك بمثابة محفز لسهم الشركة.
هل يجب أن تستثمر في أسهم أبل الآن ؟
وفقًا لتحليلنا الفني، ليس الوقت مناسبًا لشراء أسهم أبل الآن. ولكن قد يكون ذلك قريبًا. تشير بعض التوصيات
إلى أن سعر الشراء المناسب هو 199.62 دولار للسهم الواحد. ومن المهم أن تراقب السوق بشكل عام، فإذا انخفضت السوق، لا تحاول السباحة عكس التيار.
تابع تحليل الذهب من موقع توصيات