تحليل أثر الأحداث الرئيسية على سهم أبل: في سوق الأسهم، تتغير الأسعار باستمرار بسبب تقلبات العرض والطلب.
كلما زاد عدد الراغبين بشراءِ سهمٍ ما، ارتفع سعرهُ السوقي. وبالمثل، كلما زاد عدد البائعين، ينخفض السعر.
في الواقع، هذهِ العلاقة ثابتة في جميع أنواع الأسواق.
ولكن المختلف في سوق الأسهم هو أن العلاقة بين العرض والطلب حساسة للغاية تجاه الأخبار المتداولة.
ومع ذلك، فإن مطاردة الأخبار ليست استراتيجية جيدة لاختيار الأسهم بالنسبة للمُستثمر. وفي معظم الحالات، يتفاعل
المتداولون المحترفون تحسباً لحدوث معين، وليس حين ورود الخبر ذاتهُ.
في هذا المقال، سننطلق من الحديث عن تأثير الأخبار على الأسهم بشكل عام لنحاول فهم تحليل أثر الأحداث الرئيسية على سهم أبل على وجه الخصوص.
كيف تؤثر الأخبار على الأسهم في وول ستريت؟
جدول المحتويات
Toggleربما لا يمكننا شرح فكرة بطريقة أفضل من تقديم سيناريو افتراضي لتوضيحها. ولأجل ذلك لنفترض أن شركة أبل أعلنت عن زيادة كبيرة في أرباحها الفصلية مقارنة بالعام السابق. هذا خبر جيد، إلا أن وول ستريت ربما كانت تتوقع زيادة أكبر. وبالتالي، قد ينخفض سعر السهم.
بعد يوم، قد يقرر المتداولون أن سعر سهم أبل انخفض عن قيمتهُ العادلة. سيشترونهُ، ما يؤدي إلى رفع سعر السهم، تحسبًا لمبيعات أفضل في الربع الحالي. بعد ساعات، قد يتنبّأ تقرير جديد بتباطؤ المبيعات في قطاع التكنولوجيا بشكلٍ عام. عندها، قد ينخفض سهم أبل، إلى جانب كل شركة تقنية أخرى.
في الواقع، التأرجح الكبير في أسعار الأسهم تبعًا للأخبار هو أحد الأسباب التي تجعل المستثمرين المحافظين يفضلون استراتيجية الشراء والاحتفاظ. حيث يمكنهم تجاهل التقلبات اللحظية، على ثقة بأن أسهم الشركات الجيدة سترتفع على المدى الطويل.
الاختلاف بين تأثير الأخبار الجيدة والأخبار السيئة على أسعار الأسهم
بكل تأكيد، لا تؤدي الأخبار الجيدة التأثير ذاتهُ الذي تؤديهُ الأخبار السيئة على سوق الأسهم، ويمكننا توضيح تأثير كلا النوعين فيما يلي:
- عادة ما تؤدي الأخبار السيئة بالناس إلى بيع الأسهم. أخبار مثل تقرير الأرباح السيئ، والخلل في حوكمة الشركات، وعدم اليقين الاقتصادي والسياسي الكبير، والأحداث المؤسفة، كلها تترجم إلى ضغط بيع وانخفاض في أسعار العديد من الأسهم إن لم يكن معظمها.
- على الجهة المقابلة، عادة ما تؤدي الأخبار الإيجابية إلى مسارعة الأفراد بشراء الأسهم. أخبار مثل تقارير الأرباح الجيدة، والإعلان عن منتج جديد، وعمليات الاستحواذ على الشركات، والمؤشرات الاقتصادية الإيجابية، كلها تترجم إلى ضغط شراء وارتفاع في أسعار الأسهم.
تحليل تأثير الأخبار العالمية على سهم شركة أبل
بناءً على المعلومات التي ذكرناها، يمكننا استخلاص الآتي حول تأثير الأخبار العالمية على أسهم شركة أبل ويمكن تعميم تلك الخلاصة على جميع الشركات التكنولوجية:
أولا: تأثير الأخبار الاقتصادية العالمية: ونقصد بها النقاط التالية:
- تقارير النمو الاقتصادي: إذا أشارت التقارير إلى قوة الاقتصاد العالمي، وارتفاع إنفاق المستهلكين، فقد يرتفع سهم Apple حيث يزداد الطلب على منتجاتها الإلكترونية. بالعكس، فإن ضعف الاقتصاد العالمي وقلّة إنفاق المستهلكين سيؤثران سلبًا على سهم الشركة.
- تقارير التضخم: تؤدي زيادات أسعار الفائدة لمكافحة التضخم إلى ارتفاع تكلفة الاقتراض، مما قد يقلل من رغبة المستهلكين في شراء السلع الكمالية مثل أجهزة iPhone و iPads، وبالتالي خفض سعر السهم.
- تقلبات أسعار الصرف: تلعب أسعار العملات دورًا رئيسيًا بالنسبة لشركة Apple التي تبيع منتجاتها عالميًا. ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى يجعل منتجات Apple أغلى بالنسبة للمشترين الأجانب، وقد يؤثر سلبًا على المبيعات وأسعار الأسهم.
ثانيًا: تأثير الأخبار الخاصة بشركة أبل: ونحن نقصد بذلك:
- إطلاق منتجات جديدة: يُعد إطلاق منتجات جديدة حدثًا رئيسيًا يؤثر على سهم Apple. عادة ما يسبق الإطلاق حملات تسويقية كبيرة تزيد من الاهتمام بالمنتج الجديد. وإذا نجح المنتج تجاريًا، سيرتفع سعر السهم.
- الأداء المالي للشركة: تؤثر نتائج الشركة المالية الفصلية بشكل كبير على سعر السهم. إذا تجاوزت الأرباح وتوقعات المبيعات توقعات المحللين، سيرتفع السهم. والعكس صحيح، إذا كانت النتائج أقل من المتوقع، فقد ينخفض السهم.
- الأخبار القانونية والسياسية: يمكن أن تؤثر التحديات القانونية والتحقيقات الحكومية على سمعة Apple وتوقعات أرباحها المستقبلية، مما يؤدي إلى انخفاض سعر السهم. كذلك، يمكن أن تؤثر التغييرات في السياسات التجارية العالمية، مثل الرسوم الجمركية، على تكاليف الإنتاج لشركة Apple وبالتالي على سعر السهم.
ثالثًا: تأثير الأحداث العالمية غير المتوقعة: العبارة تبدو واضحة، ولكن تحتاج إلى شيء من التفصيل عبر النقاط التالية:
- الأزمات الجيوسياسية: يمكن أن تؤدي الأحداث العالمية المفاجئة، مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية، إلى اضطرابات اقتصادية وتعطل سلاسل التوريد، مما يؤثر على إنتاج Apple وأسعار أسهمها.
- نقص المواد الخام: تعتمد Apple على المعادن النادرة وغيرها من المواد الخام في تصنيع منتجاتها. يمكن أن يؤدي نقص المعروض أو ارتفاع أسعار هذه المواد إلى زيادة تكاليف الإنتاج وخفض هوامش الربح، مما يؤثر على سعر السهم.
استباق الأخبار من أهم استراتيجيات المُتداول الناجح
كما ذكرنا، يقضي المتداولون المحترفون جزءًا كبيرًا من وقتهم في محاولة استباق دورة الأخبار التالية، بحيث
يمكنهم شراء أو بيع الأسهم قبل صدور الأرقام الحقيقية. يستخدم المحترفون عددًا من مصادر المعلومات في جهودهم.
وفي المرة القادمة التي ستحاول فيها تحليل أثر الأحداث الرئيسية على سهم أبل حاول التركيز على الجوانب التالية:
- تقارير الحكومة الاقتصادية: تقارير مثل تقرير التوظيف الصادر عن مكتب إحصاءات العمل يعتبر مؤشر على قوة الاقتصاد والمستهلك.
- أخبار الشركة والصناعة: دعنا نفاجئك بأن التقارير الفصلية قديمة حرفيًا. والواقع أن المتداولون يريدون معرفة كيف تتشكل الطلبيات حاليًا، وما هي المنتجات الرائجة، والاتجاهات التي تتلاشى.
- الشائعات: غالبًا ما تلاحظ تقارير الأخبار التجارية أن إيرادات أو مبيعات الشركات الكبرى مثل أبل قد حققت أو فشلت في تحقيق “الرقم الذي يتم الحديث عنه في الأروقة”. في غياب الحقائق الثابتة، يتبادل المتخصصون في وول ستريت الشائعات، بعضها مبني على معلومات قوية وبعضها لا.
- أخبار غير متوقعة: هناك أحداث لا يمكن توقعها ببساطة، مثل أزمة الشرق الأوسط التي تدفع أسعار النفط إلى الارتفاع، أو الجفاف الطويل الذي يدمر المحاصيل. قد يعتقد المتداولون أنهم يقدرون المخاطر، لكن إمكانيات حدوث الأمور بشكل خاطئ لا حصر لها. وبالتالي، فإن الأخبار غير المتوقعة هي التي تدفع الأسعار في اتجاه أو آخر في النهاية.
إجمالاً: يتأثّر سعر سهم Apple بمجموعة واسعة من الأخبار العالمية، بما في ذلك الاقتصاد العالمي، والأخبار الخاصة بالشركة، والأحداث غير المتوقعة. من المهم للمستثمرين أن يكونوا على دراية بهذه العوامل وأن يضعوها في الحسبان عند اتخاذ قرارات الاستثمار.
تابع تحليل الذهب من موقع توصيات