تخيل أن لديك خارطة، لكن بدلًا من أن تُريك الحدود السياسية والطبيعية، تُريك هذه الخارطة تحركات أسعار الأسهم بمرور الوقت.
هذا تمامًا ما تفعله المؤشرات الفنية. وبالتالي فإن تحليل المؤشرات الفنية هو دراسة هذه التحركات لتوقع مسار السهم التالي.
ويُسمى أيضًا بالتحليل البياني لأننا نستخدم الرسوم البيانية لفهم تحركات السعر.
وسنتناقش في هذه المراجعة في أهمية تحليل المؤشرات الفنية في التداول اليومي عبر نصائح أساسية لك كمتداول يومي، فهل أنت مستعد؟
ملخص المقال
- تحليل المؤشرات الفنية هو أداة لفهم تحركات الأسعار واتخاذ قرارات تداول أفضل.
- يفترض تحليل المؤشرات الفنية أن السوق يستوعب كافة المعلومات بما فيها معلومات الشركة الاساسية، كما يفترض أن الأسعار تتحرك وفق اتجاهات وتميل الأنماط السابقة إلى التكرار.
- أدوات تحليل المؤشرات الفنية الشائعة هي حجم التداول الذي يشير إلى عدد الأسهم المتداولة ويدل على قوة الاتجاه. بالإضافة إلى مستويات الدعم والمقاومة وهي نقاط يتوقع عندها أن يرتد السعر. فضلًا عن المتوسطات المتحركة وهي متوسط سعر السهم لفترة زمنية محددة.
- تتلخص أهمية تحليل المؤشرات الفنية للمتداولين اليوميين في تحديد قيمة السهم ومقارنتها بالأسهم الأخرى. بالإضافة إلى توقع الاتجاهات وتحديد نقاط الدخول والخروج من السوق.
-
ما هي المؤشرات الفنية ؟
جدول المحتويات
Toggleقبل أن نتحدث عن أهمية تحليل المؤشرات الفنية في التداول اليومي، دعنا نلقي نظرة على معناها أولًا.. في الحقيقة، وعلى عكس نهج وارن بافيث الذي يركز على قوة الشركة نفسها (وهو ما نسميه بالتحليل الأساسي، وهذا يركز على القيمة الحقيقية للشركة من خلال دراسة بياناتها المالية والاقتصادية)، فإن تحليل المؤشرات الفنية يركز فقط على حركة السعر وما يعتقده المستثمرون الآخرون بشأن قيمة السهم بناءً على العرض والطلب.
بعبارة أخرى، دعنا نتفق على أن تحليل المؤشرات الفنية هو أسلوب نستخدمه لدراسة تحركات الأسهم من خلال الرسم البياني (الشارت) للمساعدة في اتخاذ قرارات تداول أفضل. ويعتمد ذلك بشكل كبير الأنماط السعرية المتكررة.
وعلى الرغم من وجود بعض المفاهيم الرياضية المعقدة المرتبطة بتحليل المؤشرات الفنية، إلا أنه في الأساس طريقة لتحديد ما إذا كان سهم معين أو السوق بشكل عام يرتفع أو ينخفض.
افتراضات تحليل المؤشرات الفنية
هناك ثلاثة افتراضات أساسية يقوم عليها تحليل المؤشرات الفنية، وهي: السوق يستوعب كافة المعلومات، والأسعار تتحرك وفق اتجاهات، والميل إلى تكرار الأنماط السابقة. ونصيحتنا لك كمبتدئ هي فهم تلك الافتراضات قبل البدء من الاستفادة من تحليل المؤشرات الفنية.
- السوق يستوعب كافة المعلومات: يفترض تحليل المؤشرات الفنية أن سعر السهم في أي وقت يعكس كل ما يمكن أن يؤثر أو قد أثر بالفعل على الشركة، بما في ذلك العوامل الأساسية (التي ذكرناها قبل قليل) وبالتالي يعتقد المحللون الفنيون أن السعر يأخذ بعين الاعتبار أساسيات الشركة، إلى جانب نفسية السوق والعوامل الاقتصادية الأوسع، ولذلك فهو يزيل الحاجة إلى دراسة هذه العوامل بشكل منفصل.
- الأسعار تتحرك وفق اتجاهات: افتراض آخر لتحليل المؤشرات الفنية هو أن الأسعار تتبع اتجاهًا معينًا بدلًا من التحرك بشكل غير متساو. يمكن أن يكون هذا الاتجاه صعوديًا أو هبوطيًا، ويتبع أنماطًا فريدة. هذا يعني أن تحليل المؤشرات الفنية يركز في تحديد النمط الذي تتحرك أسهمك وفقًا له. وبمجرد تحديد الاتجاه، يُفترض أن سعر الأسهم سيتحرك وفقًا له حتى يتم تكوين اتجاه جديد.
- الميل إلى تكرار الأنماط السابقة: أخيرًا، يفترض تحليل المؤشرات الفنية أن الاتجاهات تتكرر وأن التاريخ البشري والسلوك البشري يعيدان نفسيهما. ونظرًا لأن نمط سعر السهم متكرر، عليك كمحلل فني أن تراقب سعر السهم السابق للتنبؤ باتجاهات الأسعار المستقبلية بمساعدة الأنماط البيانية.
أدوات تحليل المؤشرات الفنية
الآن، وبعد أن فهمت تمامًا الافتراضات التي يستند إليها علم تحليل المؤشرات الفنية، عليك أن تتعلم أدوات هذا التحليل فيما لو كنت ترغب في استخدامها في تداولك اليومي.
عادةً، يستخدم المحللون الفنيون أدوات مختلفة لفهم حركة السعر، دعنا نلقي نظرة على بعض الأدوات الشائعة:
- حجم التداول
يُظهر لنا حجم التداول عدد الأسهم التي يتم تداولها في يوم معين. ويلعب دورًا مهمًا في تحليل المؤشرات الفنية. حيث يشير حجم التداول الكبير إلى اتجاه صعودي (أو إقبال على الشراء وبالتالي زيادة في السعر)، حيث يهتم العديد من المتداولين بالسهم. وعكس ذلك، يشير حجم التداول المنخفض إلى اتجاه هبوطي (قلة اهتمام بالشراء وتراجع في السعر).
ببساطة، يؤكد حجم التداول قوة الاتجاه في الشارتات، ولكن أين تجده؟ يتم تمثيل حجم التداول بواسطة الأعمدة الموجودة أسفل الشارت.
- مستويات الدعم والمقاومة:
تخيل أن السهم يتدحرج على تلال. مستوى الدعم هو المستوى أسفل التل، حيث يميل المشترون إلى التدخل وشراء السهم لمنع انخفاضه أكثر. بينما مستوى المقاومة هو قمة التل، حيث يميل البائعون إلى جني الأرباح وبيع السهم لمنعه من الوصول إلى قمة جديدة، مما قد يتسبب في انخفاض السعر.
بالعودة إلى التعريف الأكاديمي، تعتبر مستويات الدعم والمقاومة أساسًا لمعظم أنماط التداول في تحليل المؤشرات الفنية. وبالتالي تشير مستويات الدعم والمقاومة إلى نقاط التقاء بين قوى العرض والطلب. وهي الأسعار التي يصعب على السهم أو المؤشر تجاوزها.
ويمثل مستوى الدعم السعر الذي نتوقع عنده أن يكون المشترين أكثر من البائعين. من ناحية أخرى، يمثل مستوى المقاومة السعر الذي نتوقع عنده أن يكون البائعين أكثر من المشترين.
- المتوسطات المتحركة:
المتوسط المتحرك هو متوسط سعر السهم خلال فترة زمنية معينة (50 يوم مثلًا). وتساعدك المتوسطات المتحركة على تجاهل التقلبات اليومية في الأسعار وتحديد الاتجاه العام للسهم. وهناك أنواع مختلفة من المتوسطات المتحركة، وتستخدم بناءً على إطار زمني محدد للتداول. وعلى الرغم من اتخاذها لأطر زمنية متعددة، إلا أنها ستقدم لك المساعدة في تداولك اليومي بكل تأكيد.
لماذا يعتبر تحليل المؤشرات الفنية مهمًا للمتداولين اليوميين ؟
على عكس المستثمرين الذين يحتفظون بالأسهم على المدى الطويل، يحاول المتداولون اليوميون جني الأرباح من تحركات الأسعار الصغيرة على مدار اليوم. وبالتالي فهم يحتاجون إلى أدوات تحليل سريعة. ولذلك يساعدهم التحليل الفني على تحديد نقاط الدخول والخروج من الصفقة بناءً على أنماط الأسعار وحجم التداول.
على سبيل المثال، يمكن أن يخبرهم الرسم البياني إذا كان السهم في اتجاه صعود أم هبوط، أو إذا كان من المحتمل أن يرتفع السعر قريبًا بعد انخفاضه إلى مستوى معين.
وذلك يقودنا إلى النقطة الأبرز في هذا المقال، وهي أهمية تحليل المؤشرات الفنية في التداول اليومي، فباستخدامها، يمكنك كمتداول يومي:
- تحديد قيمة السهم ومقارنتها بالأسهم الأخرى.
- قياس مدى تقلب السهم.
- فهم سلوك المتداولين الآخرين في السوق.
- توقع الاتجاهات الصاعدة والهابطة للسعر.
- تحديد نقاط جني الأرباح والخروج من السوق عند الضرورة.
خطوات عملية لتحديد الاتجاه باستخدام المؤشرات الفنية
في الواقع، اخترنا أن نتحدث عن تحديد الاتجاه لأن تحديد اتجاه السهم هو الخطوة الأولى والأهم في عملية التحليل الفني.
ولأنك متداول مبتدئ، عليك أن تبدأ من الخطوة الأولى بكل تأكيد..
تخيل أن أمامك شاشة عرض سعر زوج عملات (على سبيل المثال دولار أمريكي مقابل يورو).
هذه الشاشة تحتوي على شمعات ملونة تمثل تحركات السعر خلال فترات زمنية معينة. لنفرض أنك ترى 100 إلى 200 شمعة.
انظر إلى الشمعات واسأل نفسك: هل الأسعار بشكل عام ترتفع أم تنخفض؟
تحديد الاتجاه الصاعد:
إذا كانت الإجابة ارتفاع، فهذا يعني أننا أمام اتجاه صاعد. تأكد من هذا الاتجاه الصاعد بالبحث عن قمم (ارتفاعات) وقيعان (انخفاضات) على الشارت. يجب أن تكون كل قمة أعلى من سابقتها وكل قاع أعلى من سابقه.
من المهم أن تتذكر أن أي اتجاه لن يستمر للأبد. بل سيأتي وقت وينعكس الاتجاه الصاعد إلى اتجاه هابط. يحدث هذا الانعكاس عندما نرى سلسلة من القمم والقيعان الأقل، بمعنى كل قمة أقل من سابقتها وكل قاع أقل من الذي يسبقه.
تحديد الاتجاه الهابط:
بنفس الطريقة، إذا كانت الإجابة على سؤالنا الأول هي انخفاض، فذلك يعني أننا أمام اتجاه هابط. تأكد من هذا الاتجاه الهابط بالبحث عن سلسلة من قمم وقيعان أقل. يتحول هذا الاتجاه الهابط إلى اتجاه صاعد عندما نرى سلسلة من القمم والقيعان الأعلى.
في هذه النقطة، إذا لم تكن متأكدًا من الاتجاه، فنصيحتنا هي أنه من الأفضل أن تبحث عن زوج عملات آخر يكون اتجاهه واضحا.
استخدام خطوط الاتجاه:
هناك أداة أخرى تساعدنا على تحديد الاتجاه وهي خطوط الاتجاه. تخيل أننا نرسم خطًا على الشارت يمر عبر قمم أو قيعان متعددة. هذا الخط يمثل خط الاتجاه.
- في حالة الاتجاه الصاعد، نرسم الخط بحيث يمر على عدة قيعان منخفضة.
- في حالة الاتجاه الهابط، نرسم الخط بحيث يمر على عدة قمم مرتفعة.
أضف إلى ذلك، يساعدنا خط الاتجاه على تحديد مناطق الدعم والمقاومة المحتملة. مناطق الدعم هي مناطق يرتفع منها السعر عادةً (بفرض استمرار الاتجاه الصاعد)، ومناطق المقاومة هي مناطق ينخفض منها السعر عادةً (بفرض استمرار الاتجاه الهابط).
بالإضافة إلى التداول اليومي، فباستخدام خط الاتجاه يمكننا توقع مناطق ارتدادات السعر المحتملة، وبالتالي الدخول في صفقات شراء طويلة (بفرض استمرار الاتجاه الصاعد) إلى أن ينتهي الاتجاه الصاعد.
في الختام، لا يعتبر تحليل المؤشرات الفنية علمًا دقيقًا مع الأسف، شأنه شأن أي علم آخر يعتمد على قانون الاحتمالات، وطالما أن هنالك احتمال قيمته 1٪ بأن الأمور ستجري عكس التوقعات، فهذا يعني أنها ربما تجري عكس التوقعات بالفعل.