هل تساءلت يوماً عن كيفية عمل البورصة العالمية؟ ومن هم المشاركون الرئيسيون في هذهِ الأسواق الضخمة؟ وما هو دورهم في تشكيل اتجاهات الأسواق المالية العالمية؟ إنّ عالم البورصة العالمية يعد مجالاً مثيراً ومعقداً يستحق استكشافهُ.
الآن في هذه المقالة سوفَ نقوم بأخذك في رحلة مشوقة داخل عالم البورصة العالمية، حيث نستكشف أكبر وأهم بورصة في العالم ونتعرف على المشاركين الرئيسيين الذين يؤثرون في حركة الأسواق المالية العالمية. سنكشف عن كيفية التداولات وما كانت عليه قبل تطور التكنولوجيا، وكيف تغيّرت هذهِ العمليات في ظل التقدم التكنولوجي.
هل سبق لك أن تساءلت كيف تعمل البورصة العالمية ؟ هل تود معرفة كيف يتم تنفيذ الصفقات وكيف يؤثّر ذلك في اقتصاد الدول والشركات؟ وما هي أهم مؤشرات البورصة العالمية المستخدمة لتتبع أداء الأسواق المالية؟
تابع معنا حيث نستكشف أسرار هذا العالم المثير ونجيب على هذهِ الأسئلة وأكثر من ذلك. ستكتشف كيف تعمل بورصات مثل نيويورك ولندن وطوكيو وشنغهاي. وما هي أهم المشاركين في هذهِ البورصات العالمية و دورهم الحاسم في تحقيق الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي.
سنتحدث عن أهم مؤشرات البورصة العالمية التي تستخدم لقياس أداء الأسواق المالية، وكيف يمكن للمستثمرين الاستفادة منها في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية. سنكشف النقاب عن العوامل التي تؤثّر في حركة الأسواق وكيف يمكن للمستثمرين تحليلها واستغلالها لتحقيق نجاح مالي.
من هو مؤسس البورصة العالمية
جدول المحتويات
Toggleفي الحقيقة، لا يوجد مؤسس واحد لسوق البورصة العالمية، حيث إن مصطلح “البورصة العالمية” لا يشير إلى بورصة واحدة مركزية. بل هو يشير إلى مصطلح شبكة مترابطة من البورصات والأسواق المالية المختلفة في جميع أنحاء العالم.
يوجد العديد من البورصات العالمية الكبرى في العالم، مثل بورصة نيويورك NYSE للأوراق المالية في الولايات المتحدة، وبورصة لندن في المملكة المتحدة وبورصة طوكيو في اليابان وبورصة شنغهاي في الصين، وغيرها الكثير.
في الواقع، يمكن القول أنّ العديد من البورصات العالمية قد تطورت على مر العصور، وقد تأسست من خلال جهود مجتمعات تجارية ومستثمرين وسياسيين في بلدان مختلفة. وتعمل هذهِ البورصات العالمية على تسهيل تداول الأوراق المالية والسلع والعملات بين المشترين والبائعين، وتوفير الشفافية والكفاءة في عمليات السوق المالية.
ما هي أول البورصة العالمية
أول بورصة عالمية في العالم هي بورصة أمستردام، والتي تأسست في عام 1602. تم تأسيسها من قبل شركة هولندية تُدعى “فيرين يجدي اوست (Vereenigde Oost-Indische Compagnie أو VOC بالاختصار). هي شركة تجارية تعمل في مجال التجارة البحرية والاستكشاف في آسيا. تُعتبر بورصة أمستردام أول سوق للأوراق المالية المنظمة في العالم، حيث تم تداول الأسهم والسندات والخيارات فيها.
بورصة أمستردام أسست نموذجاً للعديد من البورصات العالمية الحديثة التي تعمل اليوم. ومُنذ تأسيسها، نمت وتطورت البورصات في جميع أنحاء العالم، وأصبحت واحدة من أهم الوسائل التي يتم من خلالها تداول الأوراق المالية وتحقيق العوائد المالية.
كيف كانت التداولات تتم قبل عصر التكنولوجيا؟
قبل عصر التكنولوجيا، كانت التداولات تتم بشكل رئيسي عن طريق التداول اليدوي (الوجه إلى وجه) في قاعات التداول أو على أرض البورصة. كانت هذهِ العملية تشمل التواجد الشخصي للوسطاء والتجّار والمستثمرين في مكان محدد. ويتم التفاوض وتنفيذ الصفقات بشكل مباشر.
في قاعات التداول، يجتمع المتداولون ويتفاوضون على الأسعار والكميات وشروط الصفقات. وكانت العروض والطلبات يتم تسجيلها يدوياً على الورق. وكانت تتم المصادقة عليها بواسطة الوكلاء أو الوسطاء.
إضافة إلى ذلك، كانت هناك أيضاً تداولات هاتفية، حيث يتم الاتصال بين المتداولين والوسطاء عبر الهواتف لتحديد الصفقات وتنفيذها.
هذهِ العمليات تتطلب وقتاً وجهد كبير، وكانت السرعة والفاعلية محدودة نسبياً. كما كانت هناك مخاطر التأخير في تنفيذ الصفقات وعدم الدقة في تسجيلها.
مع تقدم التكنولوجيا، تم تطوير نظام التداول الإلكتروني وتبسيط العمليات في البورصة العالمية. وبدأ استخدام الشبكة العنكبوتية والتطبيقات الإلكترونية في التداول، مما أدى إلى زيادة سرعة التنفيذ وتوفير مزيد من الشفافية والوصول إلى الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم
ما هي أكبر وأهم بورصة عالمية؟
أكبر وأهم بورصة عالمية في العالم من حيث حجم التداول وتأثيرها هي بورصة نيويورك للأوراق المالية (New York Stock Exchange – NYSE)، المعروفة أيضاً باسم “وول ستريت”، وتقع في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية. تأسست في عام 1792 وتعتبر أقدم بورصة في الولايات المتحدة. مع العلم إلى الآن في شهر 5 من العام الحالي 2023 تعتبر أكبر بورصة عالمية في حجم السوق والتداول.
بورصة نيويورك للأوراق المالية تضم أكبر عدد من الشركات المدرجة وأكبر قيمة سوقية للشركات في العالم. يتم تداول العديد من الأسهم الكبيرة والشهيرة على البورصة العالمية نيويورك، مثل شركات التكنولوجيا العملاقة مثل آبل ومايكروسوفت وأمازون.
بالإضافة إلى بورصة نيويورك. يوجد بورصات عالمية أخرى مهمّة على المستوى العالمي. مثل بورصة ناسداك (NASDAQ) وبورصة طوكيو (Tokyo Stock Exchange) وبورصة لندن (London Stock Exchange) وبورصة شنغهاي (Shanghai Stock Exchange). جميع هذهِ البورصات لها تأثير كبير على الأسواق المالية العالمية وتلعب دور حاسم في تداول الأوراق المالية وتشكيل اتجاهات الأسواق.
ما هي مؤشرات البورصة العالمية
يوجد العديد من مؤشرات البورصة العالمية المستخدمة لتتبع أداء الأسواق المالية العالمية بشكلٍ عام. وفيما يلي بعض مؤشرات البورصة العالمية المعروفة والمهمّة:
- مؤشر داو جونز الصناعي (Dow Jones Industrial Average): وهو يقيس أداء أكبر 30 شركة صناعية في الولايات المتحدة الأمريكية.
- مؤشر S&P 500: يتكون من 500 شركة رائدة في مختلف القطاعات الاقتصادية في الولايات المتحدة. يعتبر أحد المؤشرات الأكثر استخداماً وتتبعاً على مستوى العالم.
- مؤشر NASDAQ Composite: يتكون من الشركات المدرجة في بورصة ناسداك في الولايات المتحدة، ويشمل الشركات التكنولوجية والإلكترونية والتكنولوجيا الحديثة.
- مؤشر FTSE 100: يتكون من 100 شركة كبيرة مدرجة في بورصة لندن في المملكة المتحدة.
- مؤشر CAC 40: يتكون من 40 شركة مميزة في بورصة باريس في فرنسا.
- مؤشر داكس (DAX): يقيس أداء 30 شركة كبيرة في بورصة فرانكفورت في ألمانيا.
- مؤشر نيكاي (Nikkei): يتكون من 225 شركة في بورصة طوكيو في اليابان.
- مؤشر شنغهاي المركب (Shanghai Composite): يعمل على قياس أداء الأسهم المدرجة في بورصة شنغهاي في الصين.
هذه بعض الأمثلة على مؤشرات البورصة العالمية، ويوجد غيرها العديد من مؤشرات البورصة العالمية التي تتبع أداء الأسواق المالية في دول ومناطق أخرى حول العالم. تهدف هذهِ المؤشرات إلى تقديم نظرة عامّة على حركة الأسواق وتغيراتها وتوجهاتها على مدار فترة زمنية محددة.
من هم المشاركين المهمين في البورصة العالمية
البورصات العالمية تجتذب مشاركين مهمين من مختلف الفئات والأطراف. وسوفَ نذكر لك بعض المشاركين المهمين في البورصات العالمية:
- الشركات المدرجة: الشركات المساهمة التي تكون جزءاً من بورصة معينة تعتبر مشاركين أساسيين. تكون الشركات مستفيدة من التداول عبر البورصة لجذب التمويل وزيادة الشفافية وتوسيع قاعدة المستثمرين.
- المستثمرون الأفراد: يشمل ذلك المتداولين الأفراد والمستثمرين الذين يشترون ويبيعون الأسهم والأوراق المالية على البورصة. قد يكونون مستثمرين عاديين أو محترفين. مثل: الصناديق المالية وشركات الاستثمار.
- الوسطاء وشركات الوساطة: يعمل الوسطاء بين المشترين والبائعين على البورصة العالمية. يوفرون خدمات التداول والتنفيذ والتسوية والتوفيق للمستثمرين. تشمل شركات الوساطة البنوك والشركات المالية وشركات الوساطة عبر الإنترنت.
- المؤسسات المالية: تَشمل المؤسسات المالية مثل البنوك وشركات التأمين وصناديق التحوط والمؤسسات الاستثمارية الكبيرة. تشتري وتبيع الأوراق المالية بالكميات الكبيرة وتؤثّر على حركة السوق.
- السلطات التنظيمية: تَلعب الهيئات والسلطات التنظيمية دوراً هاماً في البورصة العالمية، حيث يتولون مراقبة وتنظيم وتطبيق القوانين واللوائح المتعلقة بالتداول والأوراق المالية.
مع العلم يجب أن يتعاون هؤلاء المشاركون فيما بينهم لضمان سلامة ونزاهة وشفافية عمليات التداول على البورصة العالمية وتحقيق فوائد اقتصادية للأطراف المعنية.
ما هي العوامل التي تؤثّر في حركة البورصة العالمية
في العادة حركة البورصة العالمية متأثّرة بعدِة عوامل، ومن بين العوامل الرئيسية التي تؤثر فيها:
- الأخبار الاقتصادية والسياسية العالمية: تتضمن قرارات السياسة النقدية والمالية. تطورات الحروب والصراعات الجيوسياسية والسياسات التجارية الدولية وتغيرات في السياسات الضريبية والتشريعات المالية. تلك الأخبار يمكن أن تتسبب في تقلبات في الأسواق المالية العالمية وتؤثّر على مستويات الثقة والتوقعات لدى المستثمرين.
- تقلبات العملات العالمية: حركة العملات العالمية تؤثّر على البورصة العالمية حيث يمكن أن تؤثّر تغيرات قيمة العملات في أرباح وخسائر المستثمرين الدوليين وتعزز التدفقات المالية بين الدول.
- التوترات الجيوسياسية والأزمات العالمية: حدوث أزمات سياسية أو اقتصادية عالمية الصراعات الجيوسياسية والأزمات المالية العالمية والأزمات الاقتصادية الكبرى. يمكن أن تؤدي إلى تقلبات هائلة في البورصة العالمية.
- تأثير الأسواق المالية الكبرى: تتأثر البورصات العالمية بأداء الأسواق المالية الكبرى مثل بورصة وول ستريت في الولايات المتحدة وبورصة لندن وبورصة طوكيو. عندما تشهد تلك البورصات تقلبات كبيرة. فإنّها قد تنتقل لِتؤثر على الأسواق الأخرى حول العالم.
- التطورات التكنولوجية والابتكارات المالية: التغيّرات في التكنولوجيا المالية والابتكارات المالية مثل التداول عبر الإنترنت والروبوتات المالية والتكنولوجيا المالية المبتكرة (FinTech).
تمتلك البورصات العالمية دوراً حاسماً في الاقتصاد العالمي وتعكس تطورات الشركات والأسواق والاقتصادات. ومن خلال المشاركة في هذا العالم المتنوع، يمكن للمستثمرين تحقيق عوائد مالية وفرص نمو مهمّة.
إن عالم البورصات العالمية يحمل الكثير من الإثارة والتحديات، ولكنهُ في الوقت نفسه يقدم فرصاً هائلة لتحقيق النجاح المالي. بالتعرف على المشاركين الرئيسيين والعوامل المؤثرة، يمكننا فهم تلك الديناميكيات واستغلالها لتحقيق أهدافنا المالية.