مؤشر الدولار الأمريكي يعتبر مقياساً واقعياً لقيمة الدولار الأمريكي مقابل مجموعة من العملات الأجنبية
المختلفة في كل يوم، إلى جانب ذلك، فهو يعتبر واحداً من الأدوات التي يركز عليها مجموعة كبيرة من المتداولين.
في الواقع، إن انخفاض وارتفاع مؤشر الدولار يؤثر على أسعار العملات الأجنبية المرتبطة به بشكل مباشر، وإن هذا التأثير
ينعكس على اقتصاد الكثير من الدول مباشرة، وخاصة الدول النامية التي تعتمد بشكل كلي تقريباً على الاستيراد.
إن مؤشر الدولار، والذي يعرف أيضاً بالرمز DXY، هو عبارة عن معيار معترف به على نطاق واسع، يعمل على قياس قيمة الدولار الأمريكي مقابل
مجموعة من العملات الرئيسية، وهو يوفر، بطريقة أو بأخرى، رؤى قيمة لضعف أو قيمة الدولار الأمريكي
بالنسبة للشركاء التجاريين، ويمتلك آثاراً كبيرة على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية العالمية.
من هنا، فإن فهم مؤشر الدولار الأمريكي يعتبر أمراً ضرورياً للمستثمرين والتجار، نظراً لأهميتهُ في المساعدة
في قياس الصحة العامة للاقتصاد الأمريكي والتأثير على قرارات الاستثمار العالمية.
من وجهة نظر المتداولين والمستثمرين، فإن مؤشر الدولار يعمل بصفته أداة مفيدة من أجل تقييم مخاطر العملات واتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة حول الاستثمارات الدولية. حيث عندما يرتفع مؤشر الدولار، فإن هذا الأمر يشير إلى أن الدولار الأمريكي يعزز العملات الأخرى المتواجدة معه في السلة، ومن الممكن أن يكون هذا الأمر مفيداً للمستثمرين الذين يحملون الأصول المالية المقومة بالدولار مثل السندات الأمريكية والأسهم وغيرها، حيث تزداد قيمتها عند تحويلها إلى العملات المحلية.
وعلى العكس من ذلك، فإن انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي من الممكن أن يشير إلى ضعف الدولار، مع ذلك، فإن هذا الأمر يفيد المستثمرين عن طريق حيازات في الأصول الأجنبية. وفي هذا المقال سوف نتعرف على دور مؤشر الدولار في الاقتصاد العالمي.
ما هو مؤشر الدولار (USDX) ؟
جدول المحتويات
Toggleإنّ مؤشر الدولار الأمريكي هو عبارة عن مقياس لقيمة الدولار الأمريكي بالنسبة إلى سلة من العملات الأجنبية. تم إنشاء مؤشر الدولار هذا من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في عام 1973، وذلك بعد حل اتفاقية بريتون وودز، وتتم صيانته في الوقت الحالي بواسطة ICE Data Indices وهي شركة تابعة لبورصة ICE. تحليل المؤشرات
وغالباً ما يشار إلى العملات الستة المدرجة في USDX على أنها من أهم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة الأمريكية، ولكن تم تحديث المؤشر مرة واحدة فقط وذلك في عام 1999 عندما حل اليورو محل المارك الألماني والفرنك الفرنسي والليرة الإيطالية والغيلدر الهولندي والفرنك البلجيكي، وبالتالي، فإن المؤشر لا يعكس بدقة التجارة الأمريكية الحالية.
في الوقت الحالي، يتم حساب المؤشر من خلال الأخذ في الاعتبار أسعار صرف ست عملات أجنبية تشمل ما يلي: اليورو (EUR)، والين الياباني (JPY) والدولار الكندي (CAD) والجنيه الإسترليني (GBP) والكرونا السويدية (SEK) والسويسرية، والفرنك السويسري. ويعتبر اليورو، إلى حد بعيد، أكبر مكون في مؤشر الدولار الأمريكي، نظراً لكونه يشكل حوالي 57.6% من السلة، أما أوزان العملات البقية في المؤشر فهي الين الياباني (13.6%)، الجنيه الإسترليني (11.9%)، الدولار الكندي (9.1%)، الكرونة السويدية (4.2%)، الفرنك السويسري (3.6%).
بدأ المؤشر في عام 1973 بقاعدة 100، وأصبحت القيم منذ ذلك الحين مرتبطة بهذه القاعدة. تم تأسيسها بعد وقت قصير من حل اتفاقية بريتون وودز، وكجزء من الاتفاقية، قامت الدول المشاركة بتسوية أرصدتها بالدولار الأمريكي (الذي تم استخدامه كعملة احتياطية)، في حين كان الدولار الأمريكي قابلاً للتحويل بالكامل إلى الذهب بمعدل 35 دولار للأونصة.
إن المبالغة في تقييم الدولار الأمريكي أدت إلى مخاوف بشأن أسعار الصرف وارتباطها بالطريقة التي يتم بها تسعير الذهب. قرر الرئيس ريتشارد نيكسون تعليق معيار الذهب مؤقتاً، وعند هذه النقطة أصبحت الدول الأخرى قادرة على اختيار أي اتفاقية تبادل بخلاف سعر الذهب، وفي عام 1973، اختارت الكثير من الحكومات الأجنبية السماح بتعويم أسعار عملاتها، الأمر الذي أدى إلى إنهاء الاتفاقية.
ما أهمية مؤشر الدولار بالنسبة للمتداولين ؟
نظراً للقوة الكبيرة التي يتمتع بها الدولار الأمريكي حول العالم، فإن مؤشر الدولار يعتبر واحداً من أهم الأدوات للمتداولين في مجال الفوركس في الأسواق المالية. إذ إنه يستخدم في التحليل الفني من أجل تأكيد الاتجاهات المتعلقة بالكثير من الأسواق، بما في ذلك:
- السلع التي يتم بيعها بتسعيرة الدولار.
- الأسهم والمؤشرات.
- أزواج العملات التي تستخدم لحساب قيمة مخطط مؤشر الدولار وغيرها الكثير من الأزواج التي تشمل الدولار.
في الواقع، غالباً ما تنخفض أسعار السلع الرئيسية حتى لو بشكل اسمي على الأقل، ولكن
من الجانب الآخر، من الممكن أن تتحرك أزواج العملات المختلفة بنفس اتجاه مؤشر الدولار.
بالإضافة إلى ذلك، إن أهمية استخدام مؤشر الدولار بالنسبة للمتداولين تكمن في تجنب المخاطر المحتملة، مثل تعويض مخاطر التداول وغيرها.
دور مؤشر الدولار في الاقتصاد العالمي
إن الأسواق المالية العالمية مترابطة ومعقدة، مع وجود العديد من العوامل المختلفة التي تؤثر على حركة الاستثمارات والعملات.
وواحد من أهم تلك العوامل التي تمتلك أهمية كبيرة في فهم ديناميكيات هذه الأسواق هو مؤشر الدولار.
حيث يعتبر هذا المؤشر مقياساً لقيمة الدولار الأمريكي بالنسبة لسلة العملات الأجنبية، نظراً لكونه يوفر رؤى قيمة حول
ضعف أو قوة الدولار ضد الشركاء التجاريين الأساسيين، الأمر الذي يجعلها أداة حاسمة للتجار والمستثمرين وصانعي السياسات على حد سواء.
من وجهة نظر المستثمر، فإن مؤشر الدولار الأمريكي يعمل كمؤشر رئيسي من أجل تقييم الصحة العامة
للاقتصاد العالمي، وبصفته أهم عملة احتياطية في العالم، يمكن أن يكون للتقلبات في قيمة الدولار الأمريكي
مجموعة من الآثار بعيدة المدى على فئات الأصول المختلفة، ويتضمن ذلك العملات المشفرة والسلع والسندات والأسهم.
على سبيل المثال، عندما يقوى مؤشر الدولار الأمريكي، فإن غالباً ما يؤدي إلى انخفاض في أسعار السلع، نظراً لكون
معظم السلع تسعر بالدولار، حيث إن هذه العلاقة العكسية بين الدولار الأمريكي والسلع من شأنها أن تؤثر على قرارات الاستثمار في التعدين والزراعة والطاقة.
إلى جانب ذلك، من الممكن أن يؤثر الدولار الأمريكي القوي كذلك على أرباح الشركات متعددة الجنسيات وربحيتها.
من الممكن كذلك للشركات التي تولد أجزاءاً كبيرة من إيراداته من العمليات الخارجية أن تواجه رياحاً معاكسة
عند إعادة الأرباح إلى عملتها المحلية بسبب أسعار الصرف غير المواتية. على العكس من ذلك، من الممكن للدولار
الضعيف أن يعزز الصادرات لهذه الشركات عن طريق جعل منتجاتها أكثر تنافسية في الأسواق العالمية.
مؤشر الدولار الأمريكي كمؤشر اقتصادي
إن مؤشر الدولار الأمريكي يراقب من قبل الاقتصاديين وصانعي السياسات عن كثب، نظراً لكونه يوفر نظرة ثاقبة على الصحة الاقتصادية العالمية الشاملة، وغالباً ما يشير مؤشر الدولار المتزايد إلى الثقة الكبيرة في الاقتصاد الأمريكي، كما يمكن اعتباره علامة على الاستقرار والجاذبية للمستثمرين الأجانب. من الجانب الآخر، من الممكن أن يوحي مؤشر الدولار المتدني بوجود مخاوف حول الضغوط التضخمية أو النمو الاقتصادي.
التأثير على الأسواق الناشئة
إن اقتصادات الأسواق الناشئة تعتمد اعتماداً كبيراً على الاستثمارات الأجنبية والتمويل الخارجي. لهذا، من الممكن
أن تؤثر التغييرات في مؤشر الدولار بشكل كبير على تلك الاقتصادات. كذلك، من الممكن أن يؤدي تعزيز الدولار إلى
تدفقات رأس المال من الأسواق الناشئة حيث يبحث المستثمرون عن أصول أكثر أماناً في الولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن
أيضاً أن يؤدي هذا التدفق الخارجي لرأس المال إلى الضغط نوعاً ما على العملات المحلية بالإضافة إلى إعاقة النمو الاقتصادي وزيادة تكاليف الاقتراض.
حالة التمسك الآمن
إن الدولار الأمريكي يعتبر تاريخياً من العملات الآمنة في أوقات تقلبات السوق أو أوقات عدم اليقين
العالمية، وغالباً ما يميل المستثمرون إلى الاتجاه نحو الدولار الأمريكي كملاذ آمن، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تقدير قيمته.