لنقوم بشرح العوامل التي تؤثر على سعر البيتكوين، باعتبارها أصلًا رقميًا ثوريًا، فضولَ المستثمرينِ والمتابعينَ على حدٍّ سواء نحو هذه العملة. فما هي العواملُ التي تُحدّدُ سعرَها؟ وما هو الحدُّ الأقصى المُحتملُ لوصولِها؟
سنغوصُ في رحلةٍ تحليليةٍ شاملةٍ لفهمِ عوامل التأثير على سعر البيتكوين، عبر البحث في العوامل
الاقتصادية والتقنية، وتقييم إمكانياتِ نموّهِ المستقبليةِ.
ما هي عوامل التأثير على سعر البيتكوين ؟
جدول المحتويات
Toggleيجمع العالم على أن البيتكوينَ ظاهرةً اقتصاديةً فريدةً من نوعها، حيثُ شهدَ تقلباتٍ هائلةً في سعرهِ منذَ نشأتِهِ.
وعند تتبع المسار السعري الذي رسمه البيتكوين منذ ظهوره في 2009، نجد أن عوامل التأثير على سعر البيتكوين تشمل:
العرضُ والطلبُ
يُشكّلُ مبدأُ العرضِ والطلبِ حجرَ الأساسِ لفهمِ ديناميكياتِ أيّ سوقٍ، بما في ذلكَ سوقُ البيتكوينِ.
فمن جهةٍ، يُحدّدُ العرضُ الكميةَ المتاحةَ من العملةِ، بينما يُمثّلُ الطلبُ رغبةَ المشترينَ في اقتنائها.
ويتميزُ البيتكوينُ بوجودِ كميةٍ محدودةٍ مُسبقًا، تبلغُ 21 مليونَ عملةٍ فقط، مما يُضفي عليهِ صفةَ النّدرةِ.
ولكنْ، لا ينحصرُ العرضُ في الكمياتِ المُتاحةِ فحسب، بلْ يُؤثّرُ أيضًا معدلُ إنشاءِ عملاتِ البيتكوينِ الجديدةِ، المعروفُ باسمِ “التعدينِ”.
تخفيضُ عملةِ البيتكوينِ إلى النصفِ:
هل سمعت من قبل بتخفيض عملة البيتكوين إلى النصف؟ هذه العملية تشكل حدثًا مهمًا يتكرر كل أربع سنوات يُؤثّرُ على سعر البيتكوين. ففي هذهِ العمليةِ، يتمّ تقليلُ عددِ وحداتِ البيتكوينِ الجديدةِ التي يتمّ إنشاؤها مع كلّ كتلةٍ يتمّ استخراجها. ويُؤدّي ذلك إلى انخفاضٍ في معدلِ نموّ العرضِ، مما قد يُؤدّي إلى ارتفاعِ سعرِ العملةِ على المدى الطويلِ.
المنافسة:
لا يقفُ البيتكوينُ وحيدًا في ساحةِ العملاتِ الرقميةِ بكل تأكيد، بلْ يواجهُ منافسةً قويةً من عملاتٍ مشفرةٍ أخرى مثلَ “إيثريومِ” و”دوجِ كوينِ”. ففي عالمِ العملاتِ المشفرةِ، تُؤثّرُ هذهِ المنافسةُ على سعرِ البيتكوينِ، حيثُ قد تُؤدّي شعبيةُ عملةٍ بديلةٍ إلى تحويلِ بعضِ المستثمرينَ عن شراءِ البيتكوينِ.
التغطية الإعلامية والأخبار:
تلعبُ التغطيةُ الإخباريةُ دورًا هامًا في تشكيلِ معنوياتِ المستثمرينَ، فالأخبارُ الإيجابيةُ حولَ البيتكوينِ، مثلَ تبنّيهِ من قبلِ شركاتٍ كبرى أو تطوّراتٍ تقنيةٍ مُهمّةٍ، قد تُؤدّي إلى ارتفاعِ أسعارهِ، بينما تُؤثّرُ الأخبارُ السلبيةُ، مثلَ فرضِ قيودٍ تنظيميةٍ أو حوادثِ الاختراقٍ، على العكسِ من ذلك إلى تخفيض سعره.
تكلفةُ الإنتاجِ:
لا يُمكنُ استخراجَ البيتكوينِ دونَ تكلفةٍ، فالقائمونَ بالتعدينِ يُنفقونَ أموالًا على البنيةِ التحتيةِ والكهرباءِ لحلِّ ألغازٍ معقدةٍ تُؤدّي إلى إنشاءِ عملاتٍ جديدةٍ في عملية التعدين، تُشكلُ هذهِ التكاليفُ عامل أساسي يُحدّدُ الحدَّ الأدنى لسعرِ البيتكوينِ والذي يكون معه بيع البيتكوين مربحًا للقائمينَ بالتعدينِ.
ولذلك تلعبُ صعوبةُ تعدينِ البيتكوينِ دورًا هامًا في تحديدِ تكلفةِ الإنتاجِ، فكلما زادتْ صعوبةُ التعدينِ، زادتْ تكلفةُ الحصولِ على عملةٍ جديدةٍ.
التطورات التنظيمية:
تُؤثّرُ التطوراتُ التنظيميةُ بشكلٍ كبيرٍ على مستقبلِ البيتكوينِ. فبعضُ الدولِ، مثلَ السلفادور، تُشجّعُ على استخدامِ العملاتِ المشفرةِ، بينما تُفرضُ دولٌ أخرى قيودًا صارمةً على تداولها. بطبيعة الحال، تُؤدّي هذهِ التطوراتُ إلى حالةٍ من عدمِ اليقينِ في السوقِ، ممّا قد يُؤثّرُ على سعرِ البيتكوينِ.
الظروفُ الاقتصاديةُ الكليةُ:
تتأثرُ قيمةُ البيتكوينِ كاستثمارٍ بالعواملِ الاقتصاديةِ الكليةِ، مثلَ معدلاتِ التضخمِ وانخفاضِ قيمةِ العملاتِ. ففي فتراتِ عدمِ الاستقرارِ الاقتصاديّ، يُمكنُ للبيتكوينِ أن يُصبحَ ملاذًا آمنًا للمستثمرينَ، مما يُساهمُ في ارتفاعِ سعرهِ.
مسارُ النموّ المستقبليّ للبيتكوين
باستعراض سريع لمسار النمو المستقبلي للعملة الأشهر، نرى أن تحليلُ منحنى S لاعتمادِ التكنولوجيا يشير إلى أنّ البيتكوينَ يمضي على طريقِ النموّ المُستدامِ.
ولكن، لا يمكن لأي باحث أو متتبع لسعر البيتكوين إلا أن يلاحظ التقلبات التي تحدث في سعر البيتكوين بين الفينة والأخرى، وتُعزى تقلباتُ بيتكوينَ إلى عدمُ اليقينِ بشأنِ قيمتهِ الجوهريةِ، أو لنقل: أزمة ثقة.. حيث يُواجهُ بيتكوينُ تحدّيًا في تحديدِ قيمتهِ الجوهريةِ، مما يُؤدّي إلى تذبذبِ سعرهِ مع تغيّرِ مشاعرِ السوقِ. هذه التقلبات تطرح سؤالين جوهريين، الأول: هل يمكن توقع الحدُّ الأقصى المُحتمل لسعر البيتكوين بناء على التحليلات؟
في الحقيقة، إن فكرة تحديدُ حدٍّ أقصى مُحتملٍ لِسعرِ البيتكوينِ هي أمر معقد ويعتمدُ على العوامل التي تؤثر على سعر البيتكوين والتي سبق لنا استعراضها. إلى ذلك، تُشيرُ التوقعاتُ المُتفائلةُ إلى إمكانيةِ وصولِهِ إلى قيمٍ هائلةٍ تفوقُ الذهبَ نفسهُ.
السؤال الثاني هو الأكثر أهمية، وهو: هل يمكنُ أن يصلَ سعرُ بيتكوينَ إلى الصفر؟
لنقل أن هذا السيناريو غيرَ مرجّحٍ إلى حدٍّ كبيرٍ، ولكنّهُ ممكنٌ من الناحيةِ الفنيةِ في ظلّ ظروفٍ قاسيةٍ، مثلَ انهيارٍ تقنيٍّ كارثيٍّ يُؤدّي إلى انهيارِ ثقةِ جميعِ المستخدمينَ والمستثمرينَ. ومع ذلك، فإنّ طبيعةَ بيتكوينَ اللامركزيةَ وقوّةَ تقنيتها الأساسيةِ تُقلّلُ من احتماليةِ حدوثِ مثلِ هذهِ السيناريوهاتِ بشكلٍ كبيرٍ.
بين الصفر والمستويات القياسية التي تفوق الذهب، تبرز أهمية التحليل الفني في توقع المسار القريب لعملة البيتكوين.
التحليل الفني لعملة البيتكوين
بالانتقال إلى سوق العملات الرقمية اليوم، نلاحظ ارتفاعًا ملحوظًا في قيمة بيتكوين، حيث وصل إلى 69069073 دولارًا أمريكيًا، بزيادة 1101 نقطة (1.66%). بيد أن التحليل الفني للعملة لا يبدو إيجابيًا. في الواقع، هو لا يبدو سلبيًا حتى!
المذبذبات: تشير المؤشرات إلى اتجاه حيادي على المدى القصير، مع وجود بعض الإشارات للشراء على المدى الطويل.
المتوسطات المتحركة: المتوسطات المتحركة تتحرك بإيجابية، حيث تُظهر جميع المتوسطات المتحركة اتجاهًا صعوديًا، ما يدعم استمرار الزخم الإيجابي.
المحاور:
- الدعم: S1 عند 55548 دولارًا أمريكيًا يُمثل مستوى دعم مهم.
- المقاومة: R1 عند 69236 دولارًا أمريكيًا يُمثل مستوى مقاومة رئيسي.
مؤشرات إضافية:
- مؤشر القوة النسبية RSI)): 59(حيادي).
- مؤشر ستوكاستيك: 72 (حيادي).
- مؤشر قناة السلع: 83 (حيادي).
- متوسط مؤشر الاتجاه (ADX): 24 (حيادي).
كما نلاحظ، يُظهر التحليل الفني لبيتكوين اتجاهًا حياديًا على المدى القصير، مع إمكانية استمرار الارتفاع على المدى الطويل. ولذلك فإن توصياتنا لك كمتداول هي التريث حتى يتم تأكيد اتجاه السوق قبل الدخول في أي صفقات جديدة.
في الختام، وبعد أن قدمنا عوامل التأثير على سعر البيتكوين، لا يسعنا القول إلا أن البيتكوين بإجماع خبراء الاقتصاد هو أصل مضارب ذو تقلباتٍ كبيرةٍ، ولكنّهُ رغم ذلك يتمتّعُ أيضًا بإمكانياتٍ كبيرةٍ للنموّ. ويعتمدُ مستقبلُ بيتكوينَ على قدرتهِ على التكيّفِ مع التحدّياتِ والاستفادةِ من الفرصِ المُتاحةِ.