كيف تعرف ارتفاع وانخفاض سوق الأسهم ؟
لا يعلم المتداول المبتدئ ما الذي ينتظرهُ في سوق الأسهم، هذا السوق الذي لا يشبهُ أي سوق
آخر، والحقيقة أنهُ يشابه المحيط الذي ما إن تدخلهُ حتى تجد نفسك وسط موجات عاتية من صعود وهبوط في أسعار الأسهم.
وحتى تتمكن من الإبحار بثقة وسط كل تلك التقلبات لا بد أن تكون بارع في الإجابة عن السؤال التالي:
كيف تعرف ارتفاع وانخفاض سوق الأسهم ؟ وها نحن سنقدم لك الإجابة عن هذا الاستفسار.
كيف تحدد ارتفاع وانخفاض سوق الأسهم
لن ندخلك في دوامة من الشروحات الطويلة، عوضاً عن ذلك، سنقدّم لك الطريقة الأسهل في تحليل الأسهم الأمريكية أو غيرها لتحديد ارتفاع أو انخفاض سوق الأسهم، والطريقة هي رصد المؤشرات.
والمؤشر كما يشير اسمهُ هو الأداة القياسية التي يُمكنك استخدامها في تحليل سوق الأسهم.
وهو عبارة عن محفظة (لنقل أنها محفظة نظريًا) تتكون من أسهم لشركات مدرجة في بورصة معينة، ويتم اختيار تلك
الأسهم وفقًا لمعايير محددة مثل القيمة السوقية وقطاع النشاط. وعلى ذلك فإن الهدف الرئيسي من المؤشرات هو توفير تمثيل عادل لأداء السوق ككل. وبعبارة أخرى، تساعد المؤشرات في تحديد الاتجاهات العامة للسوق، سواءً كانت صاعدة أو هابطة أو مستقرة.
مؤشر داو جونز الصناعي (Dow Jones Industrial Average) هو المؤشر الأشهر في تحليل الأسهم الأمريكية، حيث يمثل 30 شركة أمريكية كبرى. إلى جانبهُ نجد مؤشر S&P 500، وهو يمثل 500 شركة أمريكية مدرجة في بورصة نيويورك وبورصة ناسداك. وبالحديث عن ناسداك، فإنّ مؤشر ناسداك المركب (Nasdaq Composite) يركز على الشركات التكنولوجية والشركات الناشئة ولذلك فإن تتبعهُ يساعدك في معرفة ارتفاع وانخفاض سوق الأسهم الأمريكية التكنولوجية على وجه الخصوص. وليس بعيدًا عن أمريكا، يمكنك أن تجد مؤشر FTSE 100، يمثل أكبر 100 شركة بريطانية مدرجة في بورصة لندن.
العوامل التي تساهم في ارتفاع وانخفاض سوق الأسهم
لقد عرفنا الآن كيفية تحديد ارتفاع وانخفاض سوق الأسهم، لكن الإجابة على هذا التساؤل تعيدنا إلى تساؤل يجب أن يسبقهُ، وهو: كيف ترتفع وتنخفض أسواق الأسهم ؟ الحقيقة أن سوق الأسهم يتشابه مع باقي الأسواق في جزئية معينة، وهي مبدأ العرض والطلب. هذا المبدأ يشكّل حجر الزاوية في عملية تحليل الأسهم الأمريكية والعالمية. ونشرح تأثيرهُ بالإضافة إلى تأثير العوامل الأخرى في ارتفاع وانخفاض سوق الأسهم توالياً.
تأثير العرض والطلب في ارتفاع وانخفاض سوق الأسهم
يمكن تشبيه العلاقة بين العرض والطلب في سوق الأسهم بعلاقة الطلب على أي سلعة أخرى. إذا كان هناك طلب كبير على سهم معين، تقابلهُ كمية العرض محدودة، سيرتفع سعر السهم. والعكس صحيح. فكلما زاد العرض وانخفض الطلب، انخفض السعر. هذا المبدأ الأساسي هو المحرك الرئيسي في تحليل الأسهم الأمريكية والعالمية.
بالعودة إلى منتصف التسعينات، شهدنا مثال واضح على تأثير العرض والطلب في فقاعة COM. (أو فقاعة الإنترنت). فمع ظهور الإنترنت وتزايد الاهتمام بالشركات التكنولوجية، ارتفعت أسعار أسهم هذهِ الشركات بشكلٍ جنوني، والحقيقة أن ذلك حدث وسط تجاهل تام لأرباح بعض تلك الشركات والتي كانت ضئيلة أو معدومة. ومع زيادة الطلب بشكلٍ كبير، ارتفعت الأسعار بشكل غير معقول، قبل أن تنفجر الفقاعة وتنخفض الأسعار بشكل حاد.
يمكننا القول أن العرض والطلب يحرّكان أداء سوق الأسهم ككل. فمن ناحية، عندما يكون عدد الأسهم المشتراة في سوق الأسهم أكبر من عدد الأسهم المباعة، فإن السوق سوف يتحرك نحو الارتفاع. ومن ناحية أخرى، عندما يكون عدد الأسهم المباعة أكبر من إجمالي عدد الأسهم المشتراة، سيتحرك سوق الأسهم نحو الانخفاض مع انخفاض أسعار الأسهم المباعة.
تأثير السياسة على ارتفاع وانخفاض سوق الأسهم
لا تقتصر تأثيرات السياسة في سوق الأسهم على قرارات الحكومات الكبرى. حتى الأحداث السياسية المحلية، مثل الانتخابات أو التغييرات في القوانين واللوائح، يمكن أن تؤثر على ثقة المُستثمرين وتؤدي إلى تقلبات في السوق. هذا التأثير غالبًا ما يكون غير مباشر، حيث يتفاعل المُستثمرون مع التغيرات السياسية المتوقعة أو المحتملة.
لنتذكّر سوياً ما حدث عقب استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2016. لقد خلف ذلك سحابة ضخمة من عدم اليقين بين المتداولين بشأن ما سيحدث. على إثر ذلك، تعرضت الأسهم البريطانية لضربة قوية في الأيام التي أعقبت التصويت.
البيانات الاقتصادية ودورها في ارتفاع وانخفاض سوق الأسهم
تشبه البيانات الاقتصادية بوصلة توجه مسار السوق، فكل إعلان عن معدل بطالة جديد، أو تغير في أسعار الفائدة، أو مؤشر للتضخم، يثير موجة من التفاعلات في السوق.
تخيل أنك بصدد تداول أسهم في شركة تعمل في قطاع الإنشاءات، وصدرت بيانات تشير إلى انخفاض في أسعار الفائدة. من المحتمل يدفعك ذلك إلى شراء المزيد من أسهم الشركة، وذلك لأن انخفاض أسعار الفائدة سيحفز على الاقتراض والاستثمار في العقارات بشكلٍ بديهي، مما يعزز نشاط شركتك. ومع حذو بقية المتداولين حذوك، سنعود للعامل الأول وهو تأثير العرض والطلب في سوق الأسهم.
أداء الشركات وسوق الأسهم
كل شيء في أسواق الأسهم يحدث بالاعتماد أولًا وأخيرًا على الشركات، وبالتالي فكل إعلان عن أرباح جديدة، أو مشروع استثماري جديد، أو تغييرات في الإدارة، يؤثر بشكلٍ مباشر على سعر سهم الشركة.
وتَلتزم الشركات بإعلانات وإفصاحات مالية دورية مثل مقدار الإيرادات وكمية الأرباح التي حققتها، وتنشر الشركات تلك الأخبار والتقارير في نفس الوقت من العام عادة. ولك أن تتخيل أن تحمل غالبية تلك التقارير أخبار سلبية في سوق أسهم ما! سيكون ذلك كفيل بتحرّك هذا السوق نحو الانخفاض. ويمكنك مراقبة هذهِ الإعلانات عندما ترغب في تحليل الأسهم الأمريكية والعالمية قبل أن تبدأ التداول.
المشاعر في سوق الأسهم
في نهاية المطاف، تتحرك أسواق الأسهم بدافع المشاعر الإنسانية. فالتفاؤل والتشاؤم، والخوف والجشع، كلها عوامل
تؤثر على قرارات التداول وتقع تحت مسمى (المزاج العام). معنى ذلك أنهُ وعندما يكون المتداولين متفائلين بشأن
مُستقبل الاقتصاد، فإنهم يميلون إلى شراء الأسهم، مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع. وعندما يكونون متشائمين، فإنهم يميلون إلى البيع، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار.
صحيح أن هناك العديد من الطرق التقليدية لتعلم تحليل الأسهم الأمريكية ، ولكننا نحاول أن نمحنك بعض
الأفكار المبتكرة والفعالة لتعلم تداول و تحليل الأسهم الأمريكية :
- الدورات التدريبية عبر الإنترنت: طريقة متجددة، وهنالك العديد من المنصات تقدم دورات شاملة تغطي جميع جوانب التداول، من الأساسيات إلى الاستراتيجيات المتقدمة. هذهِ الدورات عادة ما تكون مرنة وتسمح لك بالتعلم بوقتك الخاص.
- التطبيقات الذكية: لحسن الحظ، توجد اليوم تطبيقات مصممة خصيصاً لتعليم التداول، حيث تقدم دروساً قصيرة وموجزة، واختبارات لتقويم فهمك.
- مجموعات التواصل الاجتماعي: انضم إلى مجموعات على فيسبوك، لينكد إن، أو ريديت هُناك يمكنك طرح أسئلتك والتفاعل مع متداولين آخرين من مختلف دول العالم.
- ألعاب التداول: نعم أصبح هنالك العديد من الألعاب المصممة لتقليد بيئة التداول الحقيقية، وبكل تأكيد يُساعدك التدريب من خلالها على تطوير مهاراتك واتخاذ قرارات أفضل.
- يوتيوب: ليس عليك سوى أن تكتب في خانة البحث (تعلم تحليل الأسهم الأمريكية) لتظهر لك آلاف المقاطع التي تشكل مصادر مجانية للتعلم (لكن ليسَ كل ما تراه هو تعليم صحيح). وبكل تأكيد نحن لا ندعوك لمشاهدتها جميعاً. يجب أن يكون اختيار قناة واحدة بشكل احترافي لتتابع ما تقدمهُ باستمرار.
في النهاية، صحيح أن عالم أسواق الأسهم مليء بالتعقيدات، ولكن فهم الأساسيات قبل دخولهُ أمر حتمي. تخيل نفسك كسائق سيارة يقود في طريق لا يعلم إلى أين تيجه، فهل تفضل القيادة دون معرفة ما يحدث حولك.
هل لديك أي أسئلة إضافية أو ترغب في الحصول على استشارة حول كيفية البدء ؟
خبراء توصيات جاهزين للمساهدة! تواصل الآن عبر WhatsApp وسيكون الفريق سعيد بالإجابة على جميع استفساراتك وتقديم الدعم اللازم لتحقيق أهدافك الاستثمارية.