تحليل تنافسية لسهم تسلا: مقارنة Tesla مع الشركات
تحليل تنافسية لسهم تسلا: مقارنة Tesla مع الشركات
يشهد سوق السيارات الكهربائية تنافسًا شديدًا فيما يشبه رالي السيارات الكهربائية، وفي حين لا تزال تسلا رائدة في
بعض المجالات، فإن شركات جديدة تقلص الفجوة بسرعة. ومن المحتمل أن تكون التطورات التكنولوجية المتقدمة
في مجال البطاريات والسيارات ذاتية القيادة عوامل حاسمة في نجاح هذه الشركات في المستقبل.
تلقي هذه المقالة نظرة على اللاعبين الأساسيين في سوق السيارات الكهربائية، لنستعرض الاستراتيجيات الخاصة بكل شركة.
عمالقة السيارات الكهربائية: تسلا ضد BYD
بالنظر مليًا إلى سوق السيارات الكهربائية، يمكننا استنتاج أن المشهد يتصدره لاعبان رئيسيان هما تسلا و BYD. وعلى الرغم من التركيز الإعلامي الكبير على شركات ناشئة مثل NIO وريفيان وغيرها، إلا أن BYD الصينية نجحت في التفوق على مبيعات تسلا من السيارات الكهربائية بالكامل خلال عام 2022.
في هذه الأثناء، عانت تسلا ولا زالت تعاني من تحديات إنتاجية في مصنعها بشنغهاي، بالإضافة إلى تعليق العمل في مصنع برلين، مما أدى إلى تراجع حاد في عمليات التسليم. ولم يتمكن المحللون بعد من استيعاب هذا التراجع.
وفيما يعول أنصار تسلا على إحراز تقدم في تقنية مساعدة السائق ذاتية القيادة بالكامل (FSD). تستعد BYD لافتتاح أول مصنع لها خارج الصين لإنتاج سيارات الركاب الكهربائية، إلى جانب وضع حجر الأساس لمصنع آخر ضمن خططها التوسعية المستقبلية.
وبينما يحاول سهم BYD التعافي بعد انخفاضه في الأشهر الأخيرة بسبب مخاوف حرب الأسعار، فإن هو الأسوأ أداءً في مؤشر S&P 500 حتى الآن هذا العام.
في ضوء هذه التطورات، نتابع عن كثب المنافسة بين BYD وتسلا، وكذلك أداء BYDDF مقابل سهم تسلا TSLA.
معركة مبيعات السيارات الكهربائية
دعونا نلقي نظرة على أداء كل شركة في عام 2023 والربع الأول من عام 2024، مع التركيز على المبيعات والتسعير.
في الواقع، حققت BYD مبيعات قياسية في عام 2023 حيث تجاوزت هدفها البالغ 3 مليون سيارة ووصلت إلى 3,012,906. كما تصدرت BYD مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل (BEVs) في الربع الرابع من عام 2023 لأول مرة، متجاوزة تسلا.
من ناحية أخرى، من المتوقع أن تسجل تسلا انخفاضًا في المبيعات خلال الربع الأول من عام 2024 مقارنة بالربع الرابع من عام 2023، وذلك بسبب ضعف الطلب في أوروبا والصين وارتفاع المخزون.
بالإضافة إلى ذلك، يمكننا ملاحظة معركة من نوع آخر في استراتيجية التسعير بين الشركتين:
- BYD: بدأت BYD بخفض أسعار العديد من سياراتها الكهربائية منخفضة التكلفة والرئيسية بأكثر من 10%. كما أنها تضيف المزيد من التقنيات الذكية إلى سياراتها وتستهدف صراحةً سوق السيارات التي تعمل بالوقود التقليدي بشعار “السيارات الكهربائية أرخص من البنزين”.
- تسلا: ردًا على ذلك، لجأت تسلا إلى خفض أسعار موديلات 3 و Y في الصين وأوروبا عدة مرات خلال عامي 2023 و 2024. وفي الولايات المتحدة، رفعت تسلا لفترة وجيزة سعر طراز Model 3 Long Range، لكن أسعار المخزون الجديد تظل مخفضة بشكل كبير. كما أعلنت تسلا عن رفع أسعار طرازات Model Y في الولايات المتحدة وأوروبا والصين اعتبارًا من أبريل 2024، لكن بالنظر إلى المخزون المرتفع، يبدو أن هذه الخطوة تهدف إلى زيادة المبيعات في مارس بدلاً من تحسن حقيقي في الطلب.
والخلاصة هي أن كلتا الشركتين تخفضان الأسعار لزيادة المبيعات، لكن تواجه تسلا تحديات إضافية بسبب المخزون المرتفع. الجدول التالي يلخص ذلك بشكل أوضح:
ملاحظات |
استراتيجية التسعير | المبيعات |
الشركة |
إضافة تقنيات ذكية، استهداف سوق السيارات البنزينية |
تخفيضات كبيرة في الأسعار | أعلى |
BYD |
مخزون مرتفع، منافسة شديدة |
تخفيضات متكررة ثم رفع للأسعار | أقل (متوقع في الربع الأول 2024) |
تسلا |
معركة الإنتاج والتوسع
يمكن وصف المشهد في الإنتاجي في تسلا بجملة واحدة: توسع تسلا الإنتاجي يواجه تحديات الطلب.
حيث شهد مصنع تسلا العملاق في شنغهاي توسعة كبيرة في عام 2023، كما زادت قدرة المصنعين في برلين واوستن بالولايات المتحدة. لكن الطلب لم يواكب الزيادة في الإنتاج، حتى مع خفض تسلا للأسعار وتقليص الإنتاج دون طاقته الإنتاجية.
ويبدو أن ضعف المبيعات الأوروبية لتسلا يزيد من التحديات، خاصة بعد فقدان دعم حكومي رئيسي. وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض صادرات تسلا من شنغهاي إلى أوروبا. وقد علقت تسلا الإنتاج في مصنع برلين لعدة فترات خلال عام 2024، مشيرة إلى نقص في قطع الغيار بسبب تأخير الشحن البحري. لكن من الواضح أن لدى تسلا فائض في المخزون والقدرة الإنتاجية في أوروبا. فيما أفادت التقارير أن تسلا خفضت إنتاجها في شنغهاي بشكل كبير في مارس بسبب ضعف الطلب.
BYD تتوسع عالميًا
على الناحية الثانية كل شيء تقريبًا يبدو إيجابيًا، حيث تزيد BYD من إنتاج السيارات الكهربائية والبطاريات، مع افتتاح المزيد من المصانع في الصين. كما أنها تبني مصنعًا للسيارات الكهربائية في تايلاند، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج في الربع الثالث.
أعلنت BYD أيضًا عن خطط لبناء مصانع في المجر وإندونيسيا، كما أشارت إلى إمكانية الإعلان عن مصنع في المكسيك لاحقًا هذا العام، والذي لن يستهدف على الأرجح السوق الأمريكية.
في الواقع، لا تقتصر BYD على خفض الأسعار وحسب، بل تتوسع أيضًا في تشكيلة السيارات الفاخرة. حيث بدأت علامة Yangwang الفاخرة للغاية تسليمات طراز U8 في أواخر عام 2023. كما أطلقت BYD رسميًا سيارتها الخارقة عالية الأداء Yangwang U9 في فبراير بسعر يقارب 233,500 دولار أمريكي. وبدأ خط إنتاج FangChengBao أيضًا تسليمات Bao 5، مع المزيد من الطرازات القادمة هذا العام.
وبالتالي تتوسع BYD بشكل كبير خارج الصين، حيث أصبحت تايلاند سوقًا رئيسية لها. كما أنها دخلت معظم دول آسيا. وفيما لا تزال الصادرات تمثل حصة صغيرة من المبيعات، نلاحظ أنها ارتفعت بشكل كبير مقارنة بالعدم تقريبًا في منتصف عام 2022.
معركة البطاريات: تسلا تعتمد على موردين خارجيين مقابل BYD العملاق في إنتاج البطاريات
لم تعتمد تسلا تقليديًا على إنتاج بطارياتها الخاصة بشكل كبير. بالنسبة لبطاريات الليثيوم أيون، فإن شريكها في المشروع المشترك Panasonic يصنع الخلايا فيما تتولى Tesla تجميعها. كما أنها تشتري بطاريات ليثيوم أيون من LG الكورية الجنوبية.
كما تعمل Tesla على بطاريات 4680، والتي تم الإشادة بها لأول مرة في 2020. وعلى الرغم من زيادة إنتاج بطاريات 4680 في الأشهر الأخيرة، إلا أنها لا تزال منخفضة نسبيًا. حيث لم تحل Tesla بعد العقبات التقنية الرئيسية للسماح بالإنتاج الضخم لبطاريات 4680 وتوفير التكاليف.
BYD، في المقابل، هي واحدة من أكبر مصنعي بطاريات السيارات الكهربائية في العالم. تعتبر بطاريات Blade الخاصة بها نوعًا متخصصًا من بطاريات ليثيوم فوسفات الحديدية (LFP). وتسعى BYD إلى توسيع مصانع البطاريات لتزويد صانعي السيارات الكهربائية الآخرين وكذلك التخزين، بالإضافة إلى احتياجاتها الخاصة من السيارات الكهربائية.
صراع أسهم تسلا و BYD: من يتصدر سوق السيارات الكهربائية؟
الملاحظة الأبرز في صراع أسهم تسلا وBYD، أن أسهم تسلا تواجه ضغوطاً بينما تتعافى BYD..
وفي التفاصيل، انخفض بنسبة 29.25٪ حتى الآن في عام 2024 (بناءً على بيانات 28 مارس)، مسجلاً أدنى مستوى له في 10 أشهر. سبق كل ذلك ارتفاع الأسهم بنسبة 102٪ في عام 2023. هذ الانخفاض جاء وسط مؤشرات متزايدة على احتمال انخفاض تسليمات الربع الأول بشكل حاد عن الربع الرابع وتقديرات المحللين. فيما انخفض مؤشر القوة النسبية (RS Line) إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من عام.
أسهم BYD تتحسن ولكن لا تزال بعيدة عن قمتها
انخفض سهم BYD بنسبة 8.6٪ في عام 2024 حتى 28 مارس. وفيما تعافت الأسهم من أدنى مستوى لها في 52 أسبوعًا في نهاية يناير، لكنها تراجعت مرة أخرى في أواخر مارس. هذا وارتفعت الأسهم بنسبة 12.7٪ في عام 2023.
ملاحظة فنية على سهم BYD: باع المستثمر الكبير وارن بافت (عبر Berkshire Hathaway) أجزاء من حصته في BYD على مدار الأشهر القليلة الماضية، ولكنه لا يزال يملك حوالي 5٪ من الشركة.
الجدول التالي هو جدول مقارنة تحليل أسهم تسلا وأسهم BYD:
سهم تسلا |
سهم BYD | |
-29.25% |
-8.6% |
التغير في عام 2024 (حتى 28 مارس) |
559.85 مليار دولار |
69 مليار دولار |
القيمة السوقية (حتى 28 مارس) |
+102% |
+12.7% |
أداء السهم في 2023 |
شركات السيارات التقليدية تدخل معركة السيارات الكهربائية
القصة لا تشمل الشركات الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية فحسب، والحقيقة أن عملاق السيارات الكهربائية تسلا يواجه منافسة متزايدة من شركات تصنيع السيارات التقليدية والشركات الناشئة على حدٍ سواء. يقدم كل من هذه الشركات مزيجًا فريدًا من الميزات والقدرات التي تجذب المستهلكين بطرق مختلفة. اليكم فكرة عن المنافسين القادمين لتسلا:
التركيز |
الإنجازات | الاستثمار | الخطط المستقبلية |
المصنع |
الشاحنات، السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات، والسيارات الكهربائية |
جائزة “أفضل سيارة كهربائية للعام” لعام 2021 | 22 مليار دولار بحلول عام 2025 | التركيز على الأسعار التنافسية والكفاءة التشغيلية |
فورد |
سيارات كهربائية تناسب جميع الأذواق والأسعار |
شيفروليه سيلفرادو الكهربائية | 35 مليار دولار بحلول عام 2025 | ميزة تنافسية في البطاريات والبرمجيات وتكامل المركبات والتصنيع |
جنرال موتورز |
سيارات كهربائية بأسعار معقولة |
ليف – أكثر السيارات الكهربائية مبيعًا في العالم | زيادة مبيعات السيارات الكهربائية إلى 50% بحلول عام 2030 |
نيسان |
|
جميع أنواع السيارات، مع التركيز على السيارات الكهربائية |
50% من مبيعات الولايات المتحدة من السيارات الكهربائية بحلول عام 2030 | عشرات المليارات من الدولارات | 1.5 مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2025 |
فولكس فاجن |
في الختام، لا تزال شركة تسلا هي الشركة السباقة بين مصنعي السيارات الكهربائية في العالم. ولكنها تواجه ضغوطًا على هوامش ربحها وتحتاج إلى إطلاق منتجات جديدة لتحقيق النمو. وتمتلك BYD في المقابل، نموذج عمل متنوع وتحقق أرباح قوية. والخلاصة هي: BYD تتفوق على تسلا في المبيعات ولكن القيمة السوقية أقل بكثير. وعلى صعيد متصل، تستثمر العديد من الشركات مليارات الدولارات في تطوير وإنتاج السيارات الكهربائية، مما يؤدي إلى توسيع نطاق الخيارات المتاحة للمستهلكين.