كيف أدخل الأسهم للمبتدئين ؟
دخولك إلى عالم الأسهم قد يبدو معقّداً في البدايات، لكنهُ من أكثر الطرق المحببة والشائعة لبناء الثروة على المدى الطويل.
وخاصة المبتدئين أمثالك الذين يرغبون في استكشاف عالم الاستثمار. من المهم فهم الخطوات الأساسية التي تضعك على الطريق الصحيح.
لنتناول كيفية دخول الأسهم للمبتدئين بأسلوب بسيط، مع تقديم أفضل النصائح لتجنّب المخاطر وتحقيق النجاح بوقت
قياسي بعيداً عن الضجيج الغير لازم في عالم التداول والاستثمار.
كيفية دخول الأسهم للمبتدئين
فهم الأساسيات لدخول الأسهم
أولى الخطوات لدخول عالم الأسهم هي فهم الأساسيات لهذا العالم. الأسهم تمثّل حصص من الملكية في الشركات التي تطرح أسهمها في البورصات للاستثمار العام. فَعندما تشتري سهم لشركة ما، فأنت تشتري جزء من حصة الشركة. مع مرور الوقت، إذا زادت قيمة الشركة، يَرتفع سعر السهم، وهذا يُتيح فرص تحقيق الربح سواءً عبر ارتفاع الأسعار أو توزيعات الأرباح في حال كانت الشركة توزع الأرباح على المُستثمرين.
تعلم التحليل الأساسي والتحليل الفني
من أجل أن تكون مستثمر ناجح، تَحتاج إلى فهم نوعين رئيسيين من التحليل:
- التحليل الأساسي: يركّز على تقييم الشركة بناءً على نتائجها المالية وأدائها الاقتصادي. ستنظر إلى الأرباح، والمبيعات، وإدارة الشركة، بالإضافة إلى العوامل الخارجية مثل الاقتصاد الكلي.
- التحليل الفني: يَعتمد على دراسة الرسوم البيانية وحركات الأسعار. الهدف هنا هو تحديد الأنماط والاتجاهات المُحتملة للسهم من خلال تحليل البيانات السابقة.
كلا النوعين ضروريان للمبتدئ لأنهما يمنحانك صورة شاملة عن الأسهم التي تستثمر فيها.
فتح حساب تداول مع شركة موثوقة
البدء في شراء الأسهم، يحتاج إلى فتح حساب تداول مع شركة موثوقة مرخصة. عليك اختيار وسيط يلبّي احتياجاتك كمبتدئ. تأكد من أن الشركة تقدم أدوات للتحليل والتعليم و توصيات تداول حول كيفية تداول الأسهم. وسطاء موثوقين تجدهم على يسار الشاشة أو بالأسفل، يقدمون منصات سهلة الاستخدام وأدوات تعليمية شاملة.
وعند اختيار الوسيط، ابحث عن الميزات التالية:
- من الجيد أن تكون الرسوم منخفضة وشفافة.
- سهولة الوصول إلى الأدوات البحثية والتعليمية.
- دعم تداول الأسهم عبر الإنترنت والموبايل.
تحديد الميزانية والاستثمار
كأول خطوة، يجب تحديد الميزانية للاستثمار. يُفضل البدء بمبلغ يمكنك تحملهُ دون التأثير على احتياجاتك اليومية أو التزاماتك المالية الأخرى. عند الاستثمار في الأسهم، عليك أن تكون على استعداد لاحتمال الخسارة، لذلك من الأفضل عدم المخاطرة بأموال لا يمكنك تحمل فقدانها.
يُمكنك اتباع استراتيجيات مثل:
- التنويع: توزيع استثماراتك على أسهم متنوعة يقلل من المخاطر.
- الاستثمار المتدرّج: استثمر مبلغ صغير بشكلٍ دوري بدل من استثمار كبير دفعة واحدة، هذا يُساعدك على التكيف مع تقلبات السوق.
التعلم من الخبراء والمصادر التعليمية
تعليم الذات عنصر مهم في نجاح أي مُستثمر مبتدئ. يوجد العديد من الموارد المتاحة على الإنترنت لتعلم كيفية الاستثمار في الأسهم . من الجيد أن تجد:
- الدورات التعليمية التي يقدمها خبراء في التحليل الفني والأساسي.
- الكتب المالية المخصصة للمبتدئين مثل “The Intelligent Investor” من تأليف بنيامين جراهام.
- الفيديوهات والدروس عبر الإنترنت التي يقدمها مستثمرون محترفون.
حاول مُتابعة الأخبار الاقتصادية أيضاً والمستجدات العالمية على الساحة المالية من خلال مواقع مثل توصيات وإنفيستتينج.
اختيار الأسهم بعناية
ليسَ كل سهم مُناسب للمبتدئين، لذلك من الأفضل التركيز على الشركات المستقرة ذات الأداء الجيد. يمكن أن تكون الأسهم الكبرى مثل Apple أو Microsoft خيار جيد لأنها تتمتع بتاريخ طويل من النجاح واستقرار نسبي. إذا كنت ترغب في تجنب المخاطر العالية، فمن الحكمة الابتعاد عن الأسهم الصغيرة أو الشركات الناشئة حتى تتمكن من بناء خبرة ومعرفة كافية بالسوق.
اختبار استراتيجياتك باستخدام الحسابات التجريبية
إذا كنت غير متأكّد من جاهزيتك للدخول الفعلي إلى السوق، يمكن البدء بحساب تجريبي فهو خيار مثالي للمبتدئ، مع العلم توفر العديد من شركات الوساطة حسابات تجريبية لمُساعدة المبتدئين على تجربة الاستثمار دون المخاطرة بأموال حقيقية. يمكنك استخدام هذا النوع من الحسابات لاختبار استراتيجيات مختلفة مثل الاستثمار طويل الأجل أو التداول اليومي.
مُراقبة السوق وتقييم أدائك بانتظام
بعد شراء أسهمك الأولى، من الضروري مراقبة أداء السوق وتقييم استثماراتك بانتظام. حاول ألا تتأثر بشكلٍ كبير بتقلبات السوق قصيرة المدى. بدلاً من ذلك، ركز على استراتيجيتك الاستثمارية واهدافك طويلة الأجل. يُمكنك ضبط المحفظة الاستثمارية بناءً على التطورات التي تحصل في السوق أو التقييم لأداء الأسهم التي تريد الاستثمار فيها.
التخطيط لإدارة المخاطر
الاستثمار في الأسهم يحمل دائماً بعض المخاطر، من المهم أن تكون لديك خطة في إدارة المخاطر الاستثمارية. يُمكنك اتباع عدة استراتيجيات لإدارة المخاطر مثل:
- وضع أوامر وقف الخسارة: لحماية رأس المال الخاص بك من الانخفاضات الكبيرة.
- عدم التركيز على سهم واحد: توزيع استثماراتك على أسهم متعددة من مختلف القطاعات يساعدك في تقليل المخاطر.
الصبر والانضباط
الصبر من أهم العوامل في حال كنت تريد تحقيق النجاح في الاستثمار. السوق قد يَشهد تقلبات كبيرة وعديدة خلال فترات زمنية متقاربة، لكن على المدى الطويل الأسهم قد تكون واحدة من أفضل أدوات بناء الثروة. انضبط في متابعة أهدافك واستراتيجياتك، وتعلم كيف تتجنّب القرارات العاطفية أو غير المبنية على حقائق السوق.
ما هي الطرق المُختلفة للاستثمار في الأسهم ؟
عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في سوق الأسهم، يمكن للمُستثمرين الاختيار بين نهجين رئيسيين: الاستثمار المباشر في الأسهم الفردية والاستثمار غير المباشر عبر الصناديق الاستثمارية ETFs.
الاستثمار المباشر في الأسهم الفردية يسمح للمستثمرين شراء أسهم في شركات محددة يمتلكون فيها ثقة كبيرة. هذا الخيار يُعطي المُستثمر القدرة على التحكم في القرارات الاستثمارية وكيفية اختيار التوقيت للدخول أو الخروج، ولكنهُ يتطلب تحليل دقيق لكل شركة من حيث الأداء المالي وإمكانات النمو، والعوامل المؤثرة في السوق. ورغم أنهُ قد يحقق عوائد كبيرة، إلا أنّ المخاطر أكبر، لأنها تَعتمد بالنتائج على أداء كل سهم بشكل فردي.
الاستثمار بشكل غير مباشر عبر الصناديق (مثل الصناديق المشتركة أو صناديق المؤشرات المتداولة) يوفر للمُستثمر فرص تنويع محافظهم بشكلٍ تلقائي، حيث تحتوي الصناديق على مجموعة من الأسهم المتنوعة من عدّة شركات وقطاعات. يُعَد هذا الخيار أقل خطورة بشكل نسبي، لأنهُ يوزع الاستثمار عبر عدّة أصول، هذا يقلّل تأثير وتراجع أداء سهم معين على المحفظة.كيف اتعلم الاسهم الامريكية
آرا خبراء الاستثمار بالأسهم
إذا ما نظراً إلى بنيامين جراهام في الاستثمار للمبتدئين وهو من أشهر المستثمرين الذين ساعدوا من خلال كتابتهم
في عالم التداول والاستثمار العديد من المستثمرين حول العالم.
يُعَد بنيامين جراهام، “الأب الروحي للتحليل المالي الحديث”، من أبرز المدافعين عن الاستثمار القائم على القيمة لأسهم الشركات.
ينصح جراهام المبتدئين في سوق الأسهم باتباع استراتيجيات منضبطة، وتكون معتمدة على تقييم القيمة الحقيقية للشركة
وليسَ السعر الحالي للسهم فقط. في نظر السيد جراهام، لا ينبغي أن يُغرى المُستثمر بالأسعار المرتفعة المؤقتة للأسهم أو ما يعرف بـ”السوق المُضاربة”. من الأفضل أن يُشجّع على التركيز على الشركات التي تملك أصول قوية، وتدفقات نقدية ثابتة، وإمكانات نمو حقيقية يمكن الاعتماد عليها.
أحد المبادئ الأساسية التي دافع عنها جراهام هو هامش الأمان. يَعتقد جراهام أن المُستثمر الناجح يجب أن يشتري الأسهم فقط عندما تكون مقيمة بأقل من قيمتها الحقيقية، وهذا من أجل أن يوفر هامش كافي للحماية من المخاطر المحتملة في المستقبل. وفي حال تعرّض السوق لانخفاضات غير متوقعة، سيكون المُستثمر محمي إلى حدٍ جيد إذا دخل السهم بسعر أقل من قيمتهُ الفعلية، مما يقلل من فرص الخسارة الفادحة ويزيد من احتمالات تحقيق عائدات مجزية على المدى الطويل.
الدخول لعالم الأسهم من قبل المبتدئين يتطلب بعض الجهد في التعلم والتدريب الجيد، لكن بمجرّد فهم الأساسيات
واتباع الخطوات المناسبة، يُمكنك أن البدء ببناء محفظة استثمارية قوية.
اختر وسيط موثوق ووضع خطة إدارة للمخاطر. ركز على الأهداف طويلة الأجل لتحقيق النجاح. الأسهم تعتبر واحدة من أفضل أدوات الاستثمار المتوفرة اليوم، بشرط أن يتم الاستثمار فيها مع إدارة المحفظة من المخاطر بشكل حقيقي.
هل لديك أي أسئلة إضافية أو ترغب في الحصول على استشارة حول كيفية البدء ؟
خبراء توصيات جاهزين للمساهدة! تواصل الآن عبر WhatsApp وسيكون الفريق سعيد بالإجابة على جميع استفساراتك وتقديم الدعم اللازم لتحقيق أهدافك الاستثمارية.