ترامب في مرمى الاتهام: أكبر عملية تلاعب مالي في تاريخ الولايات المتحدة؟
ترامب في مرمى الاتهام: أكبر عملية تلاعب مالي في تاريخ الولايات المتحدة؟
أولًا،في خطوة وُصفت بأنها “زلزال اقتصادي”، اتُّهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالتلاعب بالأسواق المالية وذلك لتحقيق مكاسب شخصية بمليارات الدولارات.
بداية القصة: ضربة اقتصادية غير متوقعة
في التاسع من أبريل، شهدت الأسواق الأمريكية اضطرابًا غير مسبوق.
كما أن أعلن ترامب فرض رسوم جمركية على واردات من 90 دولة، من أبرزها الصين،
حيث وصلت التعريفات إلى 125% على بعض السلع الصينية.
نتيجة لذلك، فقدت البورصات الأمريكية ما يقارب 10 تريليونات دولار خلال ساعات،
واندفع المستثمرون الصغار لبيع أسهمهم خوفًا من الانهيار الكامل.
ترامب يدعو للشراء، ثم يتراجع
في خضم هذا الانهيار، خرج ترامب بتغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) عند الساعة 9:37 صباحًا، كتب فيها: “الآن هو الوقت المناسب للشراء… DJT”. الرمز DJT يعود إلى شركته المدرجة في البورصة، والتي تحمل الحروف الأولى من اسمه (Donald J. Trump). تزامنًا مع التغريدة، بدأت عمليات شراء مكثفة لأسهم DJT وشركات أخرى ذات صلة بدائرة ترامب.
بعد أربع ساعات فقط، أعلن ترامب تأجيل تطبيق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، مما أدى إلى انتعاش الأسواق بشكل مفاجئ وارتفاع الأسهم بنسب جنونية.
المكاسب: أرقام بمليارات الدولارات
ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 9.5% في يوم واحد،
مضيفًا 4 تريليونات دولار إلى قيمة السوق.
أسهم شركة ترامب DJT ارتفعت بـ22% خلال نفس اليوم،
ما أضاف إلى ثروته الشخصية أكثر من 415 مليون دولار خلال ساعة واحدة فقط.
الأدهى من ذلك، أن عقود الخيارات الشرائية (Call Options) على أسهم DJT وبعض الشركات الأخرى شهدت زيادة غير طبيعية قبل ساعات من إعلان ترامب، ما يشير إلى أن هناك من علم مسبقًا بما سيحدث.
شبهات التلاعب: تصريحات وشهادات مسربة
وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، صرّح في وقت لاحق بأن تأجيل الرسوم “كان جزءًا من خطة تكتيكية للتفاوض”. بينما كشفت صحيفة “بوليتيكو” أن الخطة كانت مطروحة بالفعل قبل أسبوع من تنفيذها.
لكن الضربة القاضية جاءت عبر فيديو مُسرّب من المكتب البيضاوي، وقد ظهر فيه ترامب وهو يضحك ويشير إلى اثنين من الحاضرين، قائلًا: “هذا ربح 2.5 مليار دولار اليوم، وذاك كسب 900 مليون… ليس بالأمر السيئ، أليس كذلك؟”.
أحد المذكورين في الفيديو كان الملياردير “تشارلز شواب”، مؤسس إحدى أكبر شركات الاستثمار في أمريكا، والمقرّب من ترامب.
ردود الأفعال: الغضب يعم الكونغرس
لقد انهالت الانتقادات على الرئيس السابق، ووصفته السيناتورة إليزابيث وارن بأنه “أداة في يد الأوليغارك”، وقالت: ” في الواقع، ما حدث هو أكبر مخطط لتلاعب الأسواق في العالم، ويعيد إلى الأذهان فساد عصابات المال في عشرينيات القرن الماضي”.
في المقابل، دافع البيت الأبيض عن ترامب، مؤكدًا أن للرئيس الحق الدستوري في “طمأنة السوق”.
مؤشر ترامب: الخطر القادم؟
في تطور مقلق، أفادت صحيفة “واشنطن بوست” أن بعض صناديق التحوط بدأت ببرمجة خوارزميات تداول تعتمد على تحليل تغريدات ترامب، الأمر الذي يجعله “مؤشرًا ماليًا” بحد ذاته، قادرًا على تحريك السوق بكلمة.
هل تحولت الديمقراطية إلى بورصة؟
ما حدث في التاسع من أبريل لم يكن مجرد خطأ سياسي أو سوء تقدير اقتصادي، بل يُنظر إليه على نطاق واسع كأكبر عملية إعادة توزيع للثروة من الطبقات المتوسطة والفقيرة إلى النخبة الثرية، باستخدام أدوات السلطة ومنصات الإعلام الاجتماعي.
ويبقى السؤال: هل ستُفتح تحقيقات جدية تكشف حجم التربح، أم أن الرابحين سيستمرون في ممارسة لعبتهم تحت غطاء السياسة والشرعية الدستورية؟
التحقيقات جارية، لكن الثقة تهتز، والسوق يترقب.
بقلم الكاتب: نايف الأحمد
يمكنك الاطلاع على اخر اخبار التداول في موقع توصيات