نظرة عميقة في أسباب التقلبات سعر صرف USD/JPY
نظرة عميقة في أسباب التقلبات سعر صرف USDJPY
USDJPY تحليل
العملة الآسيوية الأكثر شعبية وشهرة هي الين الياباني (JPY) بلا شك! ووفقاً لأحدث التقارير التي أصدرها بنك المدفوعات الدولية لسوق الفوركس، فإن العملة اليابانية الشهيرة هذه ما تزال ثالث أكثر العملات تداولاً حول العالم بأكمله، خاصة وأنها تعتبر طرف في حوالي 17% من معاملات الصرف الأجنبي.
في الحقيقة، نظراً لشعبية وشهرة الين الياباني، فإن العديد من المتداولين في سوق الفوركس اتجهوا إلى تداول زوج العملات (الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني (USDJPY تحليل)، ويعرف هذا الزوج باسم “النينجا”، ويعود ذلك في الأساس إلى أن الشخصية البطولية الكرتونية الشهيرة تنحدر أصولها من اليابان. كما أن زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني ينتمي إلى مجموعة العملات الأساسية في سوق الفوركس، وهو ثاني أكبر زوج عملات تداولاً، ويأتي قبله فقط زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي. لذا في حال كنت تريد التعرف على أسباب التقلبات في سعر صرف الدولار مقابل الين والاستفادة من هذه التغييرات، فإن هذه المقالة مناسبة لك.
تاريخ الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
في حين أن الدولار الأمريكي يعتبر في الوقت الحالي العملة الاحتياطية الأولى في العالم بأكمله، إلا أنه كان يوجد وقت في ثمانينيات القرن الماضي حين كان الين الياباني هو سيد الموقف! مع ذلك، فإن التراجع الذي حصل في اقتصاد اليابان، أفاد في أن الين لم يحقق حلمه في الانتشار حول العالم كما كان “يحلم” أبداً.
مع ذلك، فما زالت هذه العملة الشهيرة مهيمنة بشكل كبير وضخم في التجارة العالمية، كما أنها رابع أكبر عملة في الاحتياطي النقدي، خاصة وأن اليابان لطالما كانت واحدة من أكبر الدول المصدرة في العالم، حيث إن الصادرات ساهمت في ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 40%. ونتيجة الاعتماد الكبير على الصادرات، اشتهرت الحكومة اليابانية بالتدخل في أسواق العملات وذلك حتى تكون قادرة على التحكم في أسعار المنتجات الخاصة بها في الأسواق الدولية. مع ذلك، حتى الآن يبقى الين الياباني واحداً من العملات الأكثر سيولة في قارة آسيا، كما أنه كثيراً ما يستخدم كواحد من أشكال النمو الاقتصادي الآسيوي بأكمله.
البنك المركزي الياباني والين الياباني
إن العملة الرسمية المعتمدة في اليابان هي الين الياباني (JPY)، وتم استخدام هذه العملة بدايةً مع بداية إصدار قانون العملة الجديد في عام 1871، وذلك على أمل استقرار النظام النقدي في اليابان، حيث حلت عملة الين محل النظام النقدي لعصر توكوغاوا، والذي كان عبارة عن نظام نقدي معقد قائم على النحاس. وجدير بالذكر أن كلمة “ين” في اليابان تعني كائناً دائري الشكل.
أما بحلول عام 1873 والذي تزامن مع انخفاض قيمة معدن الفضة، فقدت عملة الين قيمتها بالمقارنة مع المنافسين الرئيسيين أمثال الدولار الأمريكي والدولار الكندي الذين اعتمدوا المعيار الذهبي. بعد ذلك، وفي عام 1987، كانت تكلفة تصنيع عملة الين 50 سنتاً فقط! وعملت اليابان في نفس العالم على اعتماد المعيار الذهبي، مما أدى أخيراً إلى استقرار قيمة العملة اليابانية وعودتها إلى المنافسة مع الدولار الأمريكي.
ليس من المستغرب في الحقيقة أن بعض أهم المتداولين في العالم يطلقون على الين الياباني اسم “الملاذ الآمن”، حيث إلى جانب كونها ثالث أكثر العملات تداولاً حول العالم، بعد الدولار الأمريكي واليورو، فإن الين الياباني يعتبر أيضاً رابع عملة احتياطية بعد الدولار واليورو وأيضاً الجنيه الإسترليني. لكن الأهم من ذلك، هو أن الين الياباني لطالما كان واحداً من أصول الملاذ الآمن للكثير من الأشخاص في أوقات عدم اليقين، إلى جانب الذهب والسندات السيادية والفرنك السويسري.
USDJPY تحليل
في الحقيقة، هناك مجموعة من العوامل التي من شأنها أن تؤثر على سعر صرف الدولار مقابل الين، ويتضمن ذلك الأحداث السياسية والمؤشرات الاقتصادية وقرارات السياسة النقدية. حيث إن المؤشرات الاقتصادية مثل معدلات التوظيف والناتج المحلي الإجمالي والتضخم من الممكن أن تؤثر على قوة العملتين مما ينعكس بشكل مماثل على سعر صرف الدولار مقابل الين. في حين أن بعض الأحداث السياسية مثل المفاوضات التجارية والانتخابات من الممكن أيضاً أن تؤثر على سعر الصرف. إلى جانب ذلك، فإن قرارات السياسة النقدية التي يتم اتخاذها من قبل البنك المركزي الياباني ومجلس الاحتياطي الفيدرالي من الممكن أن تؤثر أيضاً على سعر الصرف.
USDJPY نظرة أعمق عن تحليل الدولار مقابل الين
أما إذا أردنا أن نأخذ نظرة عميقة حول تحليل سعر صرف الدولار مقابل الين، فإنه بعد ارتفاع معدل التقلبات في أسواق العملات الأجنبية (الفوركس) وسندات الخزينة في غضون الأسابيع الماضية، فإن العطلات التي صدفت في هذه الفترة أتاحت المجال للمتداولين بأخذ بعض الهواء للتنفس. مع ذلك، فإنه مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الين منذ بداية عام 2022 أصبح هذا الزوج من العملات مثيراً للاهتمام أكثر من ذي قبل.
من الناحية الفنية، وبعد ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الين بشكل متواصل لمدة 7 أسابيع على التوالي، فقد وصل سعر الزوج هذا إلى أعلى مستوياته على الإطلاق منذ 20 عاماً، حيث وصل إلى مستوى 155.54 في هذا العام، حيث إن هذه المستويات لم نشهدها منذ فترة طويلة. مع ذلك، هناك بعض المحللين الذين يتوقعون حصول لمسة هبوطية بسيطة تصحيحية قبل عودة ارتفاع الأسعار.
حقيقة التوقعات لسعر الين مقابل الدولار
يمكن أن نقول أن الحقيقة وراء توقعات ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الين هو الضغط المتوقع من وصول عائدات سندات الخزينة الأمريكية لمدة 10 سنوات إلى أعلى مستوياتها، إلى جانب الاختلاف الكبير في الموقف المتعلق بالسياسة النقدية المتساهلة لبنك اليابان على عكس الاحتياطي الفيدرالي المتشدد.
إذ إن هذا الأمر كان واحداً من المحركات الأساسية للارتفاع الأخير منذ بداية العام، وإن هذا الأمر يفسر بطريقة أو بأخرى سبب انخفاض الين الياباني حالياً. وفي حين أن الكثير من المحليين يعتبرون أن الموجة الحالية من تقلبات أسعار الأسواق المالية العالمية مستمرة نتيجة الصراع الروسي الأوكراني، فإن الدولار الأمريكي ما يزال هو الرابح الأكبر والمفضل لدى الكثير من المستثمرين مقابل معظم العملات الأساسية وليس فقط الين الياباني.
لمتابعة USDJPY تحليل تواصل مع خبراء موقع توصيات
مع ذلك، فإن مواصلة الزخم الصعودي من الممكن أن يتخذ بعض الراحة في الوقت القريب، وحتى من الممكن أن ينعكس قليلاً بهدف التصحيح الفني قصير الأجل قبل مواصلة الارتفاع. في الوقت الحالي، فإن مؤشر القوة النسبية RSI يقع فوق مستوى 70، والذي يعتبر في التحليل الفني حد إشباع الشراء، والذي من شأنه أن يعكس الاتجاه. كذلك يمكن للمحلل الفني أن يلاحظ أن مؤشر الستوكاستيك أيضاً يقع فوق مستوى 80، والذي بدوره أيضاً من الممكن أن يعطينا إشارة للبيع عند تحليل المؤشرين معاً، وتداول الأسعار على أعلى الخط العلوي لمؤشر بولينجر باندز، والتي تعتبر من أهم خطوط المقاومة.
أهم الهيئات الرئيسية المؤثرة على سعر صرف الدولار مقابل الين
في الواقع، إن الهيئة الأساسية التي تؤثر على سعر صرف الدولار مقابل الين هي بنك اليابان، والذي يعرف بتخدلاته الكثيرة في الأسواق المالية. حيث يعمل بنك اليابان على توزيع أسعار الفائدة بشكل شهري، بحيث تكون مصحوبة ببيانات الأسعار التي سوف تعطي المتداولين والمستثمرين أفكاراً عن التوجهات السياسية المستقبلية.
من الجانب الآخر، فإن مكتب الإحصاءات الياباني يصدر مجموعة من البيانات الهامة بشكل دوري، والتي من شأنها أن تمتلك تأثيراً كبيراً على سعر صرف الدولار مقابل الين. إلى جانب ذلك، ونظراً لكون اقتصاد اليابان يعتمد بشكل أساسي على التصدير، فإن بعض البيانات الاقتصادية مثل الناتج المحلي الإجمالي والميزان التجاري والحساب الجاري من الممكن أن تؤثر بشكل كبير على سعر صرف الدولار مقابل الين.
من الناحية الأخرى، فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يؤثر بشكل كبير على سعر صرف الدولار مقابل الين، خاصة في ظل اتخاذ قرارات السياسة النقدية الأساسية والتي تكون قادرة على تشكيل اتجاه طويل الأمد على زوج العملات هذا. وبدوره، يعمل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يعمل على نشر أسعار الفائدة حوالي 8 مرات بشكل سنوي.
وجدير بالذكر أن اليابان تعتبر من أكثر الدول المعرضة للزلازل حول العالم، وبناء على هذا الأمر، فإن وكالة الأرصاد الجوية اليابانية تعتبر من الهيئات الهامة عندما يتعلق الأمر بالتأثير على سعر صرف الدولار مقابل الين. ومن الممكن للتحذيرات الزلزالية الشديدة والتي تصدر من نظام الإنذار المبكر للزلازل أن تضخم كذلك من الضغط على الين الياباني، وبالتالي تؤثر بالنتيجة على سعر صرف الدولار مقابل الين.