فهم أسواق الطاقة: تحليل النفط الخام برنت وآثاره العالمية
تحليل النفط الخام : هل من المتوقع أن ترتفع أسعار النفط أم تنخفض؟” هو سؤال هام في عالم المال، وخاصة بالنسبة للمتداولين والمستثمرين الذين يتطلعون إلى دخول سوق الطاقة. تعد توقعات أسعار النفط الخام أداة مهمة تساعدك في فك رموز ديناميكيات السوق المعقدة. وبينما ننتقل إلى عصر تؤدي فيه التوترات الجيوسياسية والشكوك الاقتصادية إلى تفاقم تقلبات السوق، فمن الضروري إجراء فحص دقيق للتوقعات.
التحليل الفني لأسعار النفط
تحليل النفط الخام يعمل التحليل الفني لأسواق النفط المتداولين على تقييم اتجاهات أسعار النفط الخام من خلال دراسة اتجاه تحركات الأسعار وأحجام التداول لاتخاذ قرارات تداول مناسبة. لإجراء التحليل الفني لمخططات النفط، يستخدم المتداولون أطر زمنية وأدوات ومؤشرات وأنماط مختلفة.
الأطر الزمنية لتحليل النفط
الأطر الزمنية الأساسية التي يجب أن تركز عليها كمتداول عند تحليل النفط الخام تشمل الرسوم البيانية قصيرة المدى (كل ساعة – H1، H4) متوسطة المدى (يومية – D1)، طويلة المدى (أسبوعية – W1)، ورسوم بيانية عامة (شهرية -M1). حيث تتيح لك هذه الأطر الزمنية تحديد الاتجاهات طويلة المدى وحركات الأسعار قصيرة المدى.
أدوات التحليل الفني لأسعار النفط
- تستخدم مخططات الأسعار لعرض الأداء السابق للسعر وتغيراته بشكل مرئي. وتعتبر الرسوم البيانية للشموع مفيدة بشكل خاص للنفط؛ وهي تعرض تحركات الأسعار بشكل أكثر وضوحًا.
- المؤشرات الفنية تتيح لك تقييم الاتجاه وقوته. بالنسبة لأسواق النفط، غالبا ما يتم استخدام المتوسطات المتحركة (MA)، ومؤشر القوة النسبية (RSI)، ومؤشر ستوكاستيك. سوف نستخدم هذه المؤشرات أيضًا في التحليل الفني.
المؤشرات
- المتوسطات المتحركة (MA) – وهي نوع من المستويات الديناميكية، تساعد المتداولين على تحديد الاتجاه ومستويات الدعم/المقاومة. بالنسبة لأدوات النفط، تعتبر المتوسطات المتحركة لمدة 50 يومًا و144 يومًا و200 يومًا فعالة.
- مؤشر القوة النسبية (RSI)- يوضح ما إذا كانت الأداة في منطقة ذروة الشراء/ذروة البيع، مما قد يشير إلى انعكاسات الاتجاه المحتملة.
- مؤشر ستوكاستيك (مذبذب ستوكاستيك) يحدد موضع السعر الحالي بالنسبة إلى الفترة الزمنية السابقة.
كما أنه يشير أيضًا إلى مناطق ذروة الشراء وذروة البيع لأداة معينة في الوقت الحالي، مما قد
يشير أيضًا إلى انعكاسات الاتجاه المحتملة. - مؤشرات القناة تظهر ممرًا يتحرك فيه السعر خلال فترة معينة. تعمل حدود هذا الممر كمستويات
دعم/مقاومة، والتي قد يرتد السعر بالقرب منها. طريقتا التداول الرئيسيتان المستخدمتان
هنا هما تداول انتعاش السعر وتداول اختراق حدود القناة.
الأنماط
- تتضمن أنماط الرسم البياني تشكيلات مختلفة (على سبيل المثال، قمم أو قيعان مزدوجة، مثلثات)، والتي يمكن أن تشير إلى انعكاس الاتجاه أو استمراره.
- تُستخدم مستويات فيبوناتشي لتحديد مستويات الدعم والمقاومة بناءً على تحركات الأسعار السابقة.
يعرض المؤشر المستويات الرئيسية (0%، 23.6%، 38.2%، 50.0%، 61.8%، 100%) على الرسم البياني للسعر ويجعل من الممكن التنبؤ بالحركات المستقبلية (غالبًا ما يرتد السعر من المستويات).
توقعات أسعار النفط
في الأسبوع الماضي، تم تصحيح النفط ليصل إلى منطقة الدعم (A) 81.62 – 81.07، ولا يزال الترند متوسط المدى صاعد، وهذا الأسبوع، سيكون من المناسب الدخول في صفقات شراء للنفط من منطقة الدعم بهدف عند قمة شهر أبريل،
وإذا تم كسر منطقة الدعم (A) هبوطاً اليوم، فسيستمر التصحيح ليصل إلى منطقة الدعم (B) 78.88 – 78.05، وتعمل تلك المنطقة بمثابة حدود للترند، لذلك سيكون من المناسب فتح صفقات شراء وفقا للنمط من هذه المنطقة.
توقعات أسعار النفط من بي إم آي
وفقا لتقرير حديث صادر عن شركة بي إم آي، وهي شركة تابعة لشركة فيتش سوليوشن، فإن متوسط سعر برنت يبلغ حوالي 80 دولارا في العام الحالي، و83 دولارا في كل من عامي 2024 و2025، و سيصل إلى 80 دولارا في عامي 2026 و2027. ومن المثير للاهتمام أن إجماع بلومبرج توقع مسار مختلف قليلاً، حيث من المتوقع أن يصل متوسط سعر النفط الخام (خام برنت) إلى 81 دولاراً في عام 2023، و83 دولاراً في عام 2024، ثم يتراجع إلى 81 دولاراً في عام 2025، ثم ينخفض أكثر إلى 78 دولاراً في عام 2026، و يبلغ 70 دولاراً في عام 2027.
توقعات أسعار النفط من جيه بي مورجان
جيه بي مورجان، الذي يتوقع دورة فائقة الاضطراب في السوق، يتوقع أن يتراوح سعر النفط الخام (خام برنت) بين 90 دولارًا و110 دولارًا في عام 2024 وأن يرتفع إلى 100 دولار و120 دولارًا في عام 2025 وسط مخاوف تراجع العرض العالمي وتخفيضات الإنتاج الأخيرة من المنتجين الأساسيين مثل أوبك وروسيا. وعلى الرغم من توقع استقرار السعر عند مستوى 80 دولارًا أمريكيًا من منظور أوسع، إلا أن هناك خطرًا يتوقع استقرار الأسعار عند حوالي 100 دولار أمريكي للبرميل.
وتتوقع المؤسسة المالية اختلال التوازن بين العرض والطلب، مع عجز قدره 1.1 مليون برميل يوميا في عام 2025، ومن المتوقع أن يتسع العجز بشكل كبير بحلول عام 2030.
العوامل المؤثرة على سعر النفط الخام
إن رواية أسعار النفط عبارة عن نسيج من عوامل متعددة متشابكة. على رأس القائمة الجغرافيا السياسية لمناطق الموردين. وأي اضطرابات سياسية في هذه المناطق يمكن أن يسبب تقلبات كبيرة. كذلك، فإن القرارات التي تتخذها الدول والمنظمات المنتجة الرئيسية مثل أوبك فيما يتعلق بمستويات الإنتاج تؤثر مباشرة على العرض، وبالتالي على الأسعار.
وتعتبر الصحة الاقتصادية العالمية لاعباً رئيسياً آخر. تؤدي الطفرات الاقتصادية إلى زيادة الطلب على الطاقة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، في حين يؤدي الركود إلى إضعاف الطلب، مما يؤدي إلى خفض الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، فإن التقدم التكنولوجي في مجال الاستخراج والإنتاج، مثل التكسير الهيدروليكي، يؤثر على مستويات العرض والأسعار أيضاً.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التوجه العالمي نحو الطاقة المتجددة والسياسات واللوائح اللاحقة يمكن أن يؤثر على الطلب. ستؤثر الوتيرة التي تحل بها الطاقة المتجددة محل الوقود الأحفوري في مختلف القطاعات بشكل كبير على الأسعار على المدى الطويل.
الآثار العالمية لأسعار النفط الخام
تلعب الثروة النفطية دوراً مهماً في صادرات ومستوردات الدول المنتجة والمصدرة لها، وهو ما
يعني أنها تؤثر على التجارة الخارجية لهذه الدول خصوصاً، وعلى حركة التبادل التجاري العالمي
بشكل عام، وبالتالي فإن أي تقلب في أسعار هذه السلعة من ارتفاع او انخفاض سيكون لها تأثير
على حركة التبادل التجاري، خاصةً في حالة التقلبات السريعة مثل الانخفاض الكبير الذي حدث في
أسعار النفط العالمية في العام 2014، والذي أدى الى أزمات اقتصادية في العديد من الدول
النفطية، ومن ضمنها دولة الكويت، ويمكن ملاحظة التأثير البالغ لانخفاض أسعار النفط على نمو
الاقتصاد الكويتي، وذلك نظراً لكون النفط هو المكون الرئيسي في إيرادات وصادرات الدولة حجماً
وقيمةً، وبما أن دولة الكويت تعتمد بشكل كبير جداً على الاستيراد لتغطية معظم احتياجاتها من
السلع والمواد المختلفة كما ذكرنا سلفاً، فإنه من الطبيعي أن تتأثر سياسة الاستيراد المتبعة
نتيجة لانخفاض الإيرادات الناجمة عن انخفاض قيمة الصادرات النفطية.
يمكنك الاطلاع على اخر اخبار التداول في موقع توصيات