مؤشر ماكد MACD هو واحدًا من أشهر المؤشرات الرئيسية في التحليل الفني، وأكثرها رواجًا واستخدامًا من قبل المتداولين سواء المبتدئين أم المحترفين، أنشأه ديرالد آبل Gerald Apple منذ أكثر من أربعين عامًا، يشيع استخدامه في التحليلات الفنية لأسعار العملات الرقمية والأسهم وغيرها من الأصول المالية المختلفة، حيث يشير بشكل عام إلى تباعد وتقارب متوسط الحركة، وتتبع الاتجاهات ويُعرف أيضًا بـ “مؤشر الاتجاه”، حيث يظهر الاتجاه بين متوسطين متحركين للأسعار.
ومصطلح MACD هو اختصار لـ Moving Average Convergence Divergence، يتكوّن من متوسطين متحركين، الأول طويل المدى والذي يبلغ طوله الافتراضي 26 فترة EMA، والثاني يطلق عليه المتوسط المتحرك قصير المدى، ويبلغ طوله الافتراضي 12 فترة EMA، ويكون كلاً من خط الإشارة والرسم البياني محسوبين من خلالها.
ولحساب صيغة المؤشر يتم طرح متوسط الحركة طويل المدى خلال مدة 26 يوم EMA 26 من متوسط الحركة قصير المدى لمدة 12 يوم EMA 12.
شكل مؤشر الماكد
ماكد يظهر مؤشر MACD في أسفل الرسم البياني، حيث يكون هناك خط مساعد في نافذة خاصة به، ليظهر الاختلاف في المتوسطين المتحركين، ففي حال كان أحد المتوسطين يتحرك باتجاه مبتعدًا عن المتوسط الآخر، تظهر أعمدة الرسم البياني بشكل متزايد “تنمو”، أما في حال كان المتوسطين يقتربان من بعضهما فتكون أعمدة الرسم البياني أقل، وعادةً ما يتم تمثيل ذلك حسب موقع المؤشر على الرسم البياني، فإن رُسم المؤشر فوق خط الصفر، فهذا يشير إلى أن متوسط الحركة يتحرك فوق المستوى البطيء بشكل سريع، أي أن الاتجاه صاعدًا، أما في حال كان المؤشر في أسفل الرسم البياني قريبًا من الصفر فهذا يشير إلى أن متوسط الحركة انخفض بسرعة، أي أن الاتجاه هبوطيًا.
أمّا من حيث الخط المساعد، الذي يتقاطع بشكل دوري مع المدرج التكراري في نافذة المؤشر الخاصة، فهو المتوسط المتحرك، الذي تمّ بناؤه على الرسم البياني للمؤشر بدلاً من الاعتماد على الرسم البياني للسعر، وبشكل عام فقد تم إنشاء هذا الخط للحصول على إشارات إضافية من المؤشر، ويُطلق عليه أحيانًا مؤشر ماكد المنزلق.
بالإضافة إلى ذلك، يترافق مؤشر MACD مع خط إشارة، وهو متوسط متحرك بقيمة 9 فترات افتراضيًا، الغاية من استخدامه لتحديد إشارات دخول مركز البيع والشراء، ووفقًا لظرف السوق يتأرجح كل من الرسم البياني للمؤشر وخط الإشارة أعلى وأسفل خط صفر MACD، وهذه التحركات تعتبر بمثابة إشارات تساعد المتداول على الدخول إلى السوق المالية، واتخاذ قرارات البيع والشراء الصحيحة.
من ناحية أخرى، على الرغم من أن مؤشر MACDد يعمل بطريقة جيدة، إلا إن إرفاقه بمجموعة أخرى من تقنيات التداول؛ مثل: استراتيجية مؤشر الماكد و rsi، أو مؤشر الماكد ومؤشر الاستوكاستك، من شأنه أن يجعله يعمل بشكل أفضل.
مؤشر MACD ذو الخطين
يتكون مؤشر ماكد MACD من خطين، لذا من الشائع معرفته مؤشر ماكد ذو الخطين، وهذين الخطين هما:
- خط ماكد MACD Line: يكون عادةّ أزرق اللون، وهو عبارة عن ناتج طرح المتوسط الأسي لـ 12 إغلاق من المتوسط الأسي لـ 26 إغلاق.
- خط الإشارات Signal Line: يكون أحمر اللون عادةً وهو المتوسط الأسي لـ 9 حركات إغلاق.
طريقة قراءة مؤشر MACD
هناك مجموعة من التفاصيل التي يجب على المتداول الانتباه إليها حتى يتمكن من قراءة مؤشر MACD بشكل صحيح، وبالتالي معرفة الاتجاه الحالي للسوق وتقييم مدى القوة من خلال خط الإشارة للمؤشر، حيث يكون هذا الاتجاه أقوى كلما كان خط الإشارة أقل من المدرج التكراري تصاعديًّا، وأكبر من المدرج التكراري هبوطيًّا.
وإن تضمين خط مؤشر ماكد في الرسم البياني يظهر في مواصلة الحركة الحالية أو مرحلة الاندفاع في السوق، وفي حال خروج خط الإشارة من الرسم البياني فإن ذلك يشير إلى ضعف الاتجاه، أو انعكاس فيه في وقت قريب.
تباعد مؤشر الماكد
حتى يتمكن المتداول من قراءة مؤشر ماكد بطريقة صحيحة لا بد من فهم تباعد وتقارب المؤشر، فعندما يصل السعر لأدنى مستوى منخفض، ففي هذه الحالة يحقق مؤشر ماكد انخفاضًا أعلى منه ويُطلق عليه “التباعد الصعودي”، أمّا في حال حقق المؤشر ارتفاعًا وفي ذات الوقت حقق السعر ارتفاعًا أعلى منه فإن ذلك يطلق عليه “التباعد الهبوطي”.
والجدير بالذكر، أنه بعد أي حركة سعرية حادة سواء كانت للأعلى أم للأدنى يحدث الاختلاف والتباعد، والذي يكون إشارة إلى أن السعر قد ينعكس، وللتأكد من ذلك يتم كسر خط الاتجاه عادةً.
التداول اليومي بالاعتماد على مؤشر ماكد
من الممكن للمتداول الاعتماد على مؤشر ماكد لإتمام عمليات التداول والبيع والشراء، وذلك نظرًا لأنه مؤشر زخم يتيح للمتداولين التعرف على الارتداد، ففي عملية الشراء يجب أن يكون السعر أعلى من SMMA “وهو عبارة عن دمج المتوسط المتحرك البسيط (SMA) والمتوسط المتحرك الأسي (EMA)”، وأن يكون المؤشر أقل من خط الصفر، وأن يكون نطاق ويليام يتجاوز -80 من الأسفل.
أما في حالات البيع اعتمادًا على مؤشر ماكد، فيجب أن يكون السعر أقل من SMMA، وأن يكون المؤشر أعلى من خط الصفر، وأن يكون نطاق ويليام يقطع -20 من الأعلى.
وهنا لا بد من الإشارة إلى مبدأ التداول الأساسي، أنه يجب الشراء في الاتجاه التصاعدي عند انخفاض السعر، أمّا البيع في الاتجاه الهبوطي يتم عند ارتفاع السعر، وبذلك فإن المؤشر يُحدّد متى يكون السعر مناسب للبيع أو للشراء.
كيف يستخدم المتداولون مؤشر ماكد
يتسم مؤشر ماكد بطبيعة متذبذبة، وبالتالي في حال دمجناه مع مؤشر آخر فهذا من شأنه أن يضبط المؤشر بشكل أكبر وبالتالي نحصل على نتائج أفضل، وبناءً عليها يمكننا اتخاذ قرارات تداول أصح سواء بيع أم شراء، وبالتالي فإن دمج مؤشر ماكد مع مؤشرات أخرى يزيد كفاءته، ومن أهم هذه المؤشرات ما يلي:
استراتيجية مؤشر ماكد MACD وMA
إن استخدام استراتيجية مؤشر ماكد مع مؤشر MA من شأنها أن تقلل من عدد المدخلات الخاطئة للسوق، حيث تعمل المؤشرات على تصفية إشارات بعضها، وتكون الإشارات الخاصة بالبيع والشراء في هذه الاستراتيجية على النحو الآتي:
- تتم عمليات البيع في حال كان السعر يتحرك من أعلى إلى أسفل الرسم البياني.
- في حين تتم عمليات الشراء في حال كانت الإشارات من أسفل إلى أعلى.
ولكن لا بد من الإشارة إلى أنه وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الاستراتيجية من الممكن أن تقدم صفقات غير مربحة، ويتم تعويض ذلك من خلال تحقيق الأرباح التي تعتمد على قوة الاتجاه.
استراتيجية مؤشر ماكد MACD وRSI
مؤشر RSI من المؤشرات التي يمكن أيضًا دمجها مع مؤشر ماكد MACD، وهو مؤشر القوة النسبية، وتساعد هذه الاستراتيجية في اتخاذ قرار التداول الصحيح سواء للبيع أم للشراء، حيث إن مؤشر RSI يساعد في تحديد النقاط المثلى للدخول، مما يضمن بقدر كبير للمتداول إجراء عملية صحيحة، وتحقيق الأرباح المحتملة، وفي المقابل قد تكون مؤشرًا لعدم إجراء أي صفقات تداول بيع أم شراء.
وإن الإشارات الخاصة بالبيع والشراء في هذه الاستراتيجية هي على النحو الآتي:
- تتم عمليات الشراء في حال تقاطع الرسم البياني للسعر مع مؤشر ماكد من الأسفل للأعلى، أو أن يتقاطع مؤشر RSI مع مؤشر ماكد في نفس الاتجاه.
- أما لإجراء عمليات البيع يجب أن يكون المؤشر تحت المستوى 30 وأن يتجه من الأسفل للأعلى.
