مؤشر ستوكاستيك
يُعد مؤشر ستوكاستيك Stochastic Oscillator أحد الأدوات التي تُستخدم في التحليل الفني؛ حيث إنه يتواجد في معظم منصات التداول إن لم يكن جميعها، ويعتمد عليها عددٌ كبيرٌ من المتداولين في كافة أنحاء العالم.
وقام بإنشاء هذا المؤشر المُحلّل الفنيّ الشهير جورج لين، وهو يعتمد في طريقة عمله على فرضية أن الأسعار تميل إلى الإغلاق، وذلك عند القرب من قمة الشمعة، وتحديداً عند الحركة التصاعدية للأسعار، وعند الاقتراب من النهاية الدنيا للشمعة عند الحركة الهبوطية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المؤشر يقوم بتحديد المكان الذي تمّ إغلاق السعر فيه بالنسبة إلى نطاق سعري معيّن خلال فترة زمنية محدّدة، وخلال الاتجاه التصاعدي فإن الأسعار تميل إلى الإغلاق على مقربة من قمة نطاق مُحدّد، أما خلال الاتجاه الهبوطي فإنها تتمركز معاً على مقربة من القاع، ويتكوّن هذا المؤشر من خطين؛ وهما: الخط %K، والخط %D، ويمكن الحصول على أهم الإشارات من خلال الخط الأخير.
سبب الاعتماد على مؤشر ستوكاستيك
بشكل عام فإنه يمكن القول بأن هذا المؤشر يمتلك شعبيةً واسعةً في عالم التداول؛ إذ إنه يعد أداةً فعالةً خاصةً للمتداولين المبتدئين؛ حيث يمكنهم الاعتماد على مؤشر ستوكاستيك، بالإضافة إلى عدة مؤشرات أخرى موثوقة، التي تساعدهم في الانطلاق إلى عالم التداول الاحترافي؛ وذلك لكون المؤشر يمتلك القدرة ليكون مؤشراً مربحاً في حالة الالتزام بقواعده.
تكوين مؤشر Stochastic Oscillator
عند استعمال منصة MetaTrader 4 للتداول والتي توفرها معظم الشركات، فإنه غالباً ما يتم تضمين مؤشر ستوكاستيك ضمن الحزمة القياسيّة للأدوات الفنية، ويوجد العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تثبيتها في نافذة الرسم البياني؛ وذلك لتسهيل الاعتماد عليها والوصول إليها، ويعد الخيار الأسهل لذلك هو القيام بتحديد قائمة المؤشرات الموجودة في شريط الأدوات العلوي، وذلك بعد تحميل هذه المنصة، ويُرمز إليه بإشارة علامة زائد خضراء، وفي القائمة المنسدلة فإن على المُستخدم تحديد فئة المذبذبات والتي تحتوي على مؤشر ستوكاستيك، كما يمكن أيضاً استخدام نظام الحماية؛ وذلك لإدارة مخاطر التداول.
أما الطريقة الثانية لإضافة هذا المؤشر؛ فهي عند الضغط على إدراج الموجودة في القائمة الرئيسية لمنصة التداول، ثم يتم تحديد المؤشرات، ومن ثم مؤشرات التذبذب، واختيار مؤشر ستوكاستيك، وعند اختيار المؤشر يتم فتح نافذة إعدادات الاستوكاستك، ومن خلالها يوجد مجموعة من القيم المهمة التي تؤثر بدورها على سلوك الأداة في المخطط، وذلك في علامة التبويب المسمّاة المعلمات.
مؤشر ستوكاستيك شرح طريقة التداول
يعد الأهم من طريقة التداول باستخدام هذا المؤشر هو الفهم الصحيح لإشاراته، وطريقة التعامل معها، وقراءتها بالشكل الصحيح؛ حيث إن القراءة الخاطئة ينبني عليها فهم خاطئ لإشارات المؤشر.
وبشكل عام، فإن الاعتماد على المؤشر يجب أن يكون مضبوطاً ومحدداً ومنسجماً مع تحركات السعر.
يقع معظم المتداولين في ذات الخطأ، وهو استعمال قواعد المؤشر في كافة التداولات وبطريقة عشوائية، دون مراعاة وضع السوق، وتحديد توجهات الأسعار، ولتجنب هذه الأخطاء فإنه يمكن التعرّف على استخدامات وأسرار مؤشر ستوكاستيك، التي تساعد في إجراء عمليات تداول ناجحة، وهي:
اكتشاف التشبع البيعي والشرائي
في حالة تجاوز خطوط المؤشر للمستوى 80 في اتجاه هبوطي، فإن هذه الإشارة تدل على أن السعر في ذروة شراء محتملة، ويمكن الاعتماد عليها بالإضافة إلى الاعتماد على مجموعة أخرى من أدوات التحليل؛ مثل المقاومات، وذلك للدخول إلى مراكز بيع الأسهم.
أمّا عند نزول خطوط هذا المؤشر عن المستوى 20 في اتجاه صعودي، فإن هذا يعني أن السعر بلغ ذروة البيع، ويمكن الاعتماد عليها مع مجموعة أخرى من أدوات التحليل؛ وذلك للدخول في مراكز الشراء أو للتقليل من مراكز البيع المفتوحة.
رصد تقاطعات خطوط ستوكاستيك
تعد التقاطعات من أهم إشارات مؤشر ستوكاستيك وأكثرها استعمالاً في التداول، ويمكن للمتداول الاعتماد عليها للدخول إلى مراكز البيع والشراء بالاعتماد على كيفية التقاطع، ويمكن تحديد ذلك على النحو التالي:
- إشارة الشراء: تكون عندما يتقاطع الخط الأزرق K% مع الخط الأحمر D% ويكون فوقه.
- إشارة البيع: تكون عندما يتقاطع الخط الأزرق K% مع الخط الأحمر D% ويصبح تحته.
اكتشاف الدايفرجنس – الانفراج أو التباعد
يعد الانفراج والتباعد بين كلٍّ من السعر والمؤشر إحدى الإشارات التي تساعد المتداول في التنبؤ بحركة السعر بالشكل الصحيح.
ويحدث الدايفرنجس في حالة عدم تطابق زخم مالي مع السعر، بمعنى أن السعر يكون في اتجاه والمؤشر في اتجاه معاكس له، وذلك على النحو التالي:
- إشارة الشراء: يكون السعر بشكل قيعان هابطة؛ أمّا المؤشر فهو على شكل قيعان صاعدة.
- إشارة البيع: يكون السعر على شكل قيعان صاعدة، بينما يكون المؤشر على شكل قيعان هابطة.
وضع وتركيب علامات مؤشر ستوكاستيك
تعتبر الفترة K% مَعلماً رئيسيّاً يعتمد عليها حِدّة المؤشر، وكلّما زادت قيمة هذه الفترة كلّما كان المذبذب أكثر سلاسةً، بالإضافة إلى ذلك تؤثر هذه الفترة أيضاً على حركة المتوسط المتحرك D%؛ حيث يتم حساب هذه الفترة بالاعتماد على قيمة K%، أما الفترة D% فإنه تعتبر المسؤولة عن سلوك الخط المنقط، بحيث كلّما ارتفعت قيمته كانت الشريحة الانزلاقية أكثر سلاسة، بينما يمكن أن يبقى الخط K% سريعاً، الأمر الذي يزيد من درجة التباعد بين الفترتين.
كما يعمل التباطؤ على زيادة حساسية المذبذب لتحركات السعر الحادّة، ومع زيادة المعلمة يصبح المؤشر وخطوطه أكثر سلاسة؛ إلا إن ذلك لا يتم مع مراعاة أكبر عدد ممكن من قيم الأسعار مثل k%، ولكن بإزالة خاصية ضجيج السوق.
ومن خلال هذه النافذة فإنه يمكن للمتداول تغيير طرق المتوسطات المتحركة والسعر، كما يتم الأخذ بعين الاعتبار عند حساب معلمات كلاً من الحد الأدنى والحد الأقصى أو الإغلاق، كما يمكن من خلال علامة التبويب – المستويات يمكن للمتداول إضافة أو إزالة المستويات بشكل أفقي، كما يمكن تغيير معلمات المستويات المُحدّدة عند الاستخدام؛ فإن ذلك لن يؤثر على حركة المؤشر؛ إلا إنه يسمح للمتداول بالحصول على مجموعة من الإشارات بالاعتماد على متطلبات نظام التداول.
استراتيجية التداول بالاعتماد على ستوكاستيك والبولنجر باند
تصبح ممارسة التداول بالاعتماد على مؤشر ستوكاستيك أكثر فعالية إذا تمّ استعماله بالتزامن مع استعمال مؤشر الاتجاه والمعروف باسم البولنجر باند؛ حيث يتم تثبيت المؤشرين السابقين على الرسم البياني، مع ضبط الإعدادات القياسية، وبهذه الحالة يكون النظام مناسباً للتداول على أزواج العملات، كما يمكن استخدامه لتداول الأسهم باستخدام تقنية العقود مقابل الفروقات، وتداول العملات المشفرة، وتكون الأطر الزمنية الأفضل للتداول هي: M15، وM30، وH1.
وللقيام بفتح صفقات الشراء فإنه من اللازم أن يتجاوز الرسم البياني الخاص بالسعر الحدّ السفلي من مؤشر البولنجر باند، ومن ثم يتقاطع مع مؤشر ستوكاستيك المتصاعد.
أما لفتح صفقات المبيعات فإنه يجب أن يتقاطع كلاً من السعر مع الخط العلوي لمؤشر البولنجر باند، أما بالنسبة لمؤشر ستوكاستيك فإنه يعبر الخط البطيء من الأعلى نزولاً إلى الأسفل.
ويمكن إنهاء عملية التداول في حالة تجاوز السعر خط الوسط لمؤشر البولنجر باند، أو عند دخول مؤشر ستوكاستيك للمنطقة المقابلة، وعندها يتم ضبط إيقاف الخسارة بالاعتماد على الحد الأقصى لذلك.
