الترند في عالم التداول
جدول المحتويات
Toggleيُطلق على الترند Market Trend أيضاً اسم اتجاهات السوق، ويُعد الترند الصاعد والهابط واحداً من الأدوات الأساسية المُرتبطة بالتحليل الفني بالتداول؛ وذلك لأنه يُتيح للمتداولين إمكانية تحديد اتجاه حركة السوق، ومعرفة النتائج، واتخاذ القرارات بالاعتماد على ذلك.
وبشكل عام فإن الترند هو الاتجاه الذي تُشكّله حركة السعر في إحدى الأدوات المالية، التي تكون عبارةً عن خط مستقيم لفترة زمنية مُحدّدة في السوق المالي، ولا يمكن القول بأن الأسعار تكون على هيئة خط مستقيم؛ إلّا إنّها عادةً ما تكون على هيئة موجات تصاعدية وتنازلية، ومن خلالها يتم تحديد الاتجاه العام أو الترند.
كما يعتبر الترند من الأمور الأساسيّة للتداول لقدرته على تحديد اتجاه السوق؛ وذلك لما يوفره من المعلومات المهمة، التي تساعد المتداول من اتخاذ القرار؛ لإتمام صفقات التداول، ولتحديد اتجاه الترند الصاعد والهابط فإنه من المهم تحديد طريقة التداول والفترة الزمنية التي يعمل الشخص بها؛ حيث إنها تختلف في حالة الفترات القصيرة أو الفترات الطويلة.
تفسير خطوط الاتجاه (الترند الصاعد والهابط)
لا تقتصر خطوط الاتجاه على الترند الصاعد والهابط، وإن كانت الأكثر أهميةً لدلالتها في عالم التداول؛ إلّا إنّه يوجد مجموعةً أخرى من خطوط الاتجاه التي يجب أخذها بعين الاعتبار، ويمكن تفسير خطوط الاتجاه على النحو التالي:
الترند الصاعد
يُعرف أيضاً باسم خط الاتجاه الصاعد، ويتم رسمه من القاع من جهة اليسار إلى اليمين، وهو يُشير في السوق المالي إلى الحركة التصاعدية للأسعار خلال فترة زمنية معيّنة، كما يُطلق عليه أيضاً سوق الثيران Bull Market؛ وذلك دلالةً على الحيوية والقوة، ويكون فيه ضغط الطلب أعلى من ضغط العرض، الأمر الذي يعكس ارتفاع السعر.
قام أحد خبراء السوق المالي واسمه داو بوضع نظرية للترند الصاعد، ويتم من خلالها اكتشاف ثلاث مراحل؛ وهي:
- التراكم: تمتاز هذه المرحلة بأن المستثمرين يحظون بموقف معتدل مع وجوب الحذر، ويُرافق ذلك القليل من التداول في السوق، ويساهم ذلك في ازدياد عمليات البيع، على الرغم من عدم وجود الثقة بشكل كامل بالسوق.
- المشاركة: في هذه المرحلة تبدأ الثقة بالسوق المالي تعود بشكل تدريجي، كما يبحث المستثمرون عن الأرباح؛ حيث إن الأسعار تبدأ بالارتفاع.
- التوزيع: تتوقّف فترة التصاعد بشكل تدريجي، وعادةً ما يقوم كبار المستثمرين والتجار من ذوي الخبرة بأن هذا هو الوقت الأفضل للخروج من السوق والبيع، أمّا الأقل خبرة فإنهم يبدؤون بشراء الأسهم؛ وذلك اعتقاداً منهم أن الأسعار ستستمر بالارتفاع وأنهم سيحصلون على أرباح سريعة وسهلة.
الترند الهابط
وهو الترند المعروف باسم خط الاتجاه الهابط، ويتم رسمه على القمة في أعلى السعر من الجهة اليسرى إلى اليمنى، ويُشير الترند الهابط أو ما يُطلق عليه أيضاً بالسوق الهابطة إلى لحظة البدء بانخفاض السعر بطريقة مستدامة؛ حيث يبدأ التشاؤم ينتقل في السوق، ويبدأ المستثمرون بالخوف من خسارة أموالهم؛ وبالتالي تقل حركة الاستثمار في السوق ويتجاوز ضغط البيع ضغط الشراء، كما يبدأ كلّاً من الحد الأدنى والحد الأقصى يتناقصان.
يوجد ثلاثة مراحل للترند الهابط، وهي:
- التوزيع: يصل السعر في هذه المرحلة إلى الحد الأقصى، ومن هذه النقطة يبدأ بالانخفاض بمجرد ظهور أوامر المبيعات الأولى.
- المشاركة: تكون الأسعار في هذه المرحلة منخفضةً بشكل أكثر حِدّة، ويبدأ المستثمرون بالخروج بشكل سريع من السوق.
- الذعر: يؤدي الخوف الناتج عن انخفاض الأسعار إلى اتجاه بعض المتداولين للتخلي عن الأصول التي يمتلكونها بأيّ ثمن.
كسر خطوط الاتجاه
لا يستمر الترند الصاعد والهابط بذات الاتجاه، كما أن السعر لا يبقى ثابتاً بشكل دائم؛ حيث تنكسر خطوط الاتجاه، كما تحصل ظاهرة الكسر في كل من الدعم والمقاومة.
وفي حال حدوث ذلك فإن ذلك يعد بداية الإشارات التي تدل على انتهاء الاتجاه الحالي والبدء باتجاه جديد؛ إذ إن كسر خط الاتجاه الصاعد يُظهر سيطرة البائعين على السعر، وينتج عن ذلك أن زيادة احتمال تغيير الاتجاه إلى الهبوط، والعكس في حالة الاتجاه الصاعد.
بالإضافة إلى ذلك فإن كسر خطوط الاتجاه توضح نظرية تبادل الأدوار بخطوط الاتجاه، فإنه في حالة كسر خط الاتجاه الصاعد أو الدعم، فإنه يتحوّل إلى مقاومة عند عودة السعر إليه، والعكس صحيح في حالة كسر خط الاتجاه الهابط أو المقاومة؛ حيث إنه يتحوّل إلى دعم.
أنواع أخرى من خطوط الترند
يمكن تصنيف خطوط الترند أيضاً بالاعتماد على مدتها مع الوقت؛ حيث إنها تنقسم إلى ثلاثة أنواع:
- الاتجاه الرئيسي: يعتمد هذا الاتجاه على المدى الطويل؛ حيث تعتبر نظرية داو أن هذا الاتجاه يستمر لأكثر من عام.
- والاتجاه المتوسط: عادةً ما يستمر هذا الاتجاه إلى ثلاثة أشهر.
- الاتجاه الفوري: يعتمد الاتجاه على المدى القصير؛ حيث لا تزيد مدته عن ثلاثة أسابيع.
كيفية تحديد اتجاه الترند الصاعد والهابط في سوق التداول
يعد استخدام اتجاه الترند من الأدوات الهامة والبسيطة؛ إلّا إنّه لاستخدامها فإنه يجب في البداية تحديد ما إذا كان الترند صاعداً أو هابطاً؛ ففي حالة الترند الصاعد فإنه يُلاحظ وجود قاعين صاعدين متتاليين، أما إذا كان هبوطيّاً، فإنه يجب أن يكون هناك قمتين هابطتين متتاليتين لتأكيد الاتجاهين، كما يجب أن يكون هناك حد أقصى ثالث.
وعند رسم الاتجاه الصعودي فإن ذلك يكون في المنطقة السفلي من الرسم البياني، أما الاتجاه الهبوطي فإنه يتم رسمه في المنطقة العليا، ويكون في الحد الأقصى، وبمجرد أن يتم وضع علامة على الاتجاه، فإن ذلك يساعد خط الترند على تحديد ما إذا كان سيتغيّر اتجاهه خلال المستقبل القريب، ويكون ذلك في حالة عدم انكسار الخط واستمرار القاع فوقه أو ملامسته، أمّا في حالة كسر السعر الخط؛ فإن ذلك يعني احتمالية التغيير، وفي ذلك فهي تتشابه مع المقاومة أو الدعم.
في حين أن الاعتماد على تداول الاتجاه أو الترند؛ فإن ذلك يشير إلى طريقة العمل التي يتم من خلالها تحقيق الأرباح بالاعتماد على متابعة حركة السوق، وبشكل عام، فإن ذلك يكون من فتح مركز في أدنى نقطة ممكنة عند التصحيحات، ومن ثم الاحتفاظ بالصفقة مفتوحة إلى أن يحصل أيّ تغيير في الاتجاه، ومن الواجب القول بأن اتجاه الترند يعمل مع كافة أنواع الأصول، سواءً كانت الفوركس، أو السلع، أو الأسهم.
إرشادات عامة للاعتماد على الترند الصاعد والهابط
للاعتماد على الترند الصاعد والهابط فإنه يوجد مجموعة من الإرشادات التي يجب أخذها بعين الاعتبار، التي من أهمها:
- اختيار الوقت المناسب للدخول إلى السوق، ويكون ذلك من خلال شراء سعر منخفض، والبيع بسعر مرتفع وذلك في الصفقات الطويلة.
- تحديد أمر إيقاف الخسارة، ويعد ذلك هو أفضل الأوامر التي يجب الاعتماد عليها، ومن بعدها فإنه يجب استعمال الإيقاف المتحرك لتجنّب الإغلاق المبكر.
- وضع الشروط في خطة التداول، التي تُنفّذ لإغلاق المركز.
- زيادة مصداقية الاتجاه، وزيادة الاعتماد عليه في حالة زيادة الفترة الزمنية لثبات السعر.
- زيادة عدد مرات ارتداد حركة السعر تساعد في الاعتماد على الترند بشكل أفضل.
- التحقّق من ألّا تكون درجة ميل خط الاتجاه حادّة أو مسطّحة، وأن تكون درجة ميل خط الاتجاه متوسطة؛ أيّ أن تكون قريبة ًمن 45 درجة.