يُطلق اسم تداول العقود مقابل الفروقات CFD على إحدى أهم الاستراتيجيّات التي يتم العمل بها في سوق المال، ويمكن استخدام هذه الآلية للتداول في كلٍّ من الفوركس، مؤشرات الأسهم والمنتجات المختلفة.
وتعتمد هذه الآلية على قيام المتداولين بالمضاربة في السوق المالي بدون شراء، أو بيع للأصول الأساسيّة؛ حيث يتم التداول على أساس فرق السعر الذي يحصل ما بين سعر الشراء والبيع عند فتح وإغلاق الصفقات، وبمعنى آخر؛ فإن المتداولين يتضاربون في هذا السوق بالاعتماد على حركة السعر وليس على السلع نفسها، ولا تكون هذه الأسعار مؤكّدة بشكل كامل؛ حيث إنها تعود إلى توقعات المتداولين.
كما يعتمد الربح في تداول العقود مقابل الفروقات على صحة توقعات المتداولين؛ ففي حال قام المتداول بالشراء لتوقعه بارتفاع الأسعار ومن ثم ارتفع السعر فعلاً؛ فإنه يحصل على المكسب، الذي ينشأ من الفارق المالي ما بين سعر البيع والشراء ويُطلق عليه اسم الهامش، أمّا في حالة توقع الارتفاع وانخفض السعر؛ فإنه سيواجه الخسارة؛ لأنه قام بالشراء بسعر أغلى من سعر البيع؛ لذا فإن الخسارة تعتمد بشكل أساسي على توقعات كل متداول في الصفقة التي يقوم بها.
تداول العقود مقابل الفروقات ومفهوم البيع والشراء
يمكن الاعتماد على آلية تداول العقود مقابل الفروقات للقيام بالمضاربة على حركة السعر، سواءً في البيع أو الشراء؛ حيث إنها تتيح تمثيل حركة التداولات التقليدية لتحقيق الأرباح؛ وذلك في نفس الوقت الذي يتم فيه ارتفاع حركة السوق، كما يمكن فتح مركز للعقود مقابل الفروقات؛ وبالتالي يحصل المتداول على ربح مع انخفاض سعر السوق الأساسي، ويُطلق على هذه العملية البيع.
طريقة القيام بالعقود مقابل الفروقات
يوجد مجموعة من الخطوات التي يجب الاعتماد عليها للقيام بالتداول من خلال هذه الآلية؛ وهي:
معرفة كيفية عملها
تعد الخطوة الأولى هي معرفة طريقة عملها؛ حيث إن هناك مجموعة من الاختلافات التي ما بين العقود مقابل الفروقات وغيرها من طرق التداول الأُخرى، وتساعد هذه الفروق في فهم التداول بشكل أفضل، ويمكن التعرّف على ذلك من خلال الدوّرات المجانية الإلكترونية التي تقدمها العديد من منصات التداول.
إنشاء وتمويل الحساب
يجب على المتداول القيام بفتح حساب في إحدى المنصات، وبعد التحقّق من الهوية؛ فإن عليه تغذية حسابه بالحد الأدنى من المال الذي تفرضه المنصة، ويكون ذلك إما من خلال إجراء عملية تحويل بنكي، أو عبر بطاقة إيداع أو ائتمان.
ويمكن أيضاً للمبتدئين الاستفادة من الحساب التجريبي، الذي يحتوي على مبالغ افتراضية؛ وذلك لتجربة التداول قبل البدء فيه.
إعداد خطة للتداول
تعتمد هذه الخطوة على إعداد خطة التداول؛ أيّ القيام بإجراء خطة شاملة لأنشطة التداول، ويشمل ذلك العديد من الأمور، مثل: الدوافع، الأهداف ذات السقف الزمني، مدى البعد عن المخاطر، رأس المال المتوفر والسوق التي يرغب المتداول في الدخول إليها.
وتساعد خطة التداول على اتخاذ قرارات أفضل والوصول إلى الأرباح المطلوبة، إضافةً إلى تجنب أكبر قدر ممكن من الخسائر.
معنى الرافعة المالية في تداول العقود مقابل الفروقات
تعد هذه الآلية منتجاً له رافعة ماليّة، الأمر الذي يعني أنه يمكن للمتداول الحصول على مركز كبير دون الالتزام بالتكلفة الكاملة بدايةً، كما أنه من خلال هذه الآلية يكون على الشخص ضرورة تسديد 20% فقط من تكلفة الأسهم مقدماً.
على الرغم من أن الرافعة المالية تساعد في زيادة رأس المال؛ إلّا إنّه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الربح والخسارة يعتمدان بشكل أساسي على الحجم الكامل للأسهم، ويمكن للخسائر أن تتجاوز الإيداعات؛ لذا فإنه يجب الانتباه إلى النسبة التي تشغلها الرافعة المالية، والتأكد من أن الشخص يتداول بحدود إمكانياته.
كيفية عمل العقود مقابل الفروقات
للتعرّف على طريقة عمل العقود مقابل الفروقات؛ فإنه يجب التعرّف على المفاهيم الأساسية التي توضح ذلك، وهي:
الفارق والعمولة
يتم تحديد سعر العقود مقابل الفروقات بالاعتماد على عاملين أساسيين، وهما:
- سعر البيع – سعر العرض: وهو السعر الذي يمكن من خلاله فتح بيع العقود مقابل الفروقات.
- و سعر الشراء – سعر الطلب: يُطلق هذا الاسم على السعر الذي يمكن للمتداول الاعتماد عليه لفتح شراء العقود مقابل الفروقات.
يكون سعر البيع أقل من السعر الحالي بالسوق، أما سعر الشراء فإنه أعلى بمقدار قليل، ويُشار إلى الفرق بين السعرين بمصطلح الفارق، أما الهانش فهو يغطي غالباً كلفة فتح مركز العقود مقابل الفروقات، ويتم تعديل سعر البيع والشراء ليعكس كلفة القيام بالتداول، كما يتم استثناء أسهم العقود مقابل الفروقات التي لا تحصل عن طريق الهامش من ذلك.
من جهة أخرى تتناسب أسعار البيع والشراء مع سعر السوق الأساسية، وتعتمد على تكلفة فتح مركز لسهم هذه العقود بالعمولة، وتكون المضاربة على سعر السهم بهذه الآلية أقرب إلى بيع وشراء الأسهم في السوق.
حجم الصفقة
يتم التداول بالاعتماد على هذه الآلية بعقود نموذجية يُطلق عليها اسم الحصص، ويختلف حجم العقد الفردي بالاعتماد على الأصل محل العقد الذي يتم تداوله؛ إذ يتم محاكاة طريقة تداول الأصل بالسوق، ويمثّل حجم العقد بالعادة قيمة السهم الواحد بالشركة التي يتم التداول فيها؛ أيّ أنه في حالة رغب الشخص بشراء 500 سهم في إحدى الشركات فإن عليه شراء 500 عقد مقابل الفروقات.
المُدة
لا يوجد مدّة مُحدّدة لانقضاء تداول العقود مقابل الفروقات، ويعد هذا من أهم الاختلافات والأمور التي تميز آلية التداول هذه عن غيرها من الآليّات، بالمقابل فإنه يتم إغلاق المركز من خلال التداول في الاتجاه المعاكس للتداول الذي تمّ افتتاح المركز به، وتعكس التكلفة قيمة رأس المال الذي تمّ فتح التداول بالرافعة المالية به.
الربح والخسارة
لمعرفة مقدار الربح أو الخسارة التي تتم عند إجراء اتداول العقود مقابل الفروقات؛ فإنه يترتب على المتداول ضرب حجم التداول للمركز، الذي يُسمّى العدد الإجمالي للعقود في قيمة كل عقد، التي يتم التعبير عنها بمصطلح نقطة الحركة، ويتم ضرب هذا الرقم بفارق النقاط بين كلًّ من السعر عند فتح العقد وعند إغلاقه.
للقيام بحساب أيٍّ من الربح أو الخسارة التي تنتج من تداول العقود مقابل الفروقات؛ فإن ذلك يتم بعد خصم مقدار التكلفة أو الرسوم التي قام المتداول بدفعها، التي من الممكن أن تكون رسوم تمويل لليلة، أو تكون مقدار عمولة، أو رسوم توقّف مضمون.
مميزات تداول العقود مقابل الفروقات
يوجد مجموعة من المزايا التي تجعل العديد من المتداولين يتجهون إلى هذه الآلية؛ ومنها:
- زيادة رأس المال عبر الرافعة الآلية: يمكن للمتداول من خلال هذه الآلية زيادة رأس المال الذي يستثمر به، ويتوجّب عليه فتح مركز لإيداع مبلغ بسيط من المبلغ الكلي للتداول، ويُطلق على هذا المبلغ الهامش.
- إمكانية البيع والشراء: نظراً لكون هذه الآلية تعتمد على اتفاق تبادل الفرق بين سعر الفتح وسعر الإغلاق؛ فإنها الأكثر مرونة بالمقارنة مع آليات التداول الأُخرى، وعند الاعتماد عليها يظهر سعرين؛ سعر البيع الذي يتم اعتماده في حالة اعتقد المتداول أن سعر السوق سينخفض، وسعر الشراء الذي يتداول به عند اعتقاده بأن سعر السوق سيرتفع.
- التحوّط للأسهم: في حالة امتلاك العميل عدداً من الأسهم في شركة معيّنة وكان يرغب بامتلاكها لفترة طويلة؛ فإنه يمكنه الاعتماد على هذه الآلية لتجنب الخسارة؛ حيث يقوم بفتح مركز بيع. وفي حالة انخفضت قيمة الأسهم؛ فإنه يحصل على الربح من العقود مقابل الفروقات وتعويض خسارته، وفي حالة زادت قيمة الأسهم؛ فإنه يمكنه إغلاق مركز العقود مقابل الفروقات الخاصة به.
