تحليل سعر الذهب
يشغل تحليل الذهب وتوقعات أسعاره ذهن العديد من الأشخاص المهتمين بالسوق المالي العالمي؛ حيث يقومون بمتابعة تحليل سعر الذهب اليوم والتقلب اليومي والأسبوعي والشهري والسنوي الذي يشهده السعر. يعود سبب هذه المتابعة إلى التأثير المحتمل على المحافظ الاستثمارية والأفكار المرتبطة بصحة الاقتصاد العالمي، كما أن العديد من المستثمرين يلجؤون إلى الذهب كملاذ آمن في حال كانت الأدوات المالية الأخرى غير مستقرة.
كيف يمكن الاستثمار في الذهب؟
يوجد عدد من الخيارات المتاحة التي يمكن اللجوء إليها في حال رغب الشخص بالاستثمار في الذهب، ويعد من أشهرها شراؤه في صورته المادية؛ أي بصورة سبائك ذهبية أو النقود المعدنية، كما يمكن شراء أسهم وسندات في أحد صناديق المؤشرات المتداولة التي تقتصر على الاستثمار في الذهب، أو التداول في أسواق المشتقات المالية؛ مثل العقود الآجلة أو الخيارات.
أساسيّات تحليل أسعار الذهب
يعد التحليل الفني للذهب من أهم الأمور التي يعتمد عليها المستثمر في تداول الذهب، وعلى عكس معظم الأسهم؛ فإن هناك العديد من الأوراق المالية التي تعتمد على تحليل الذهب من جهة، وتقوم بتعقب ومتابعة سعر الذهب المادي، ومن الممكن أن تؤكد الاتجاهات عند تحليلها مع تحليل الذهب. في التحليل الفني للذهب فإنه ما يتم الاعتماد على اثنين أو أكثر من المؤشرات المتداولة، وهي تصنف كمؤشرات تقنية تعمل على تحديد وتأكيد الاتجاهات الصعودية والهبوطية في السعر.
أدوات تحليل سعر الذهب
تشهد أسعار الذهب ارتفاعاً وانخفاضاً على الدوام، ونتيجةً لذلك فإنه يوجد مجموعة من الأدوات التي تعمل على المساعدة في تحديد مدى قوة الاتجاه، ويمكن الاعتماد على مؤشرين مختلفين ولكن مرتبطين في تحليل الذهب؛ ذلك بهدف تحديد وتأكيد الأسعار؛ حيث إن النظر إلى صناديق الاستثمار المتداولة يساعد في اتخاذ القرارات المرتبطة بتداول أسهم شركات التنقيب وصناديق الاستثمار الخاصة بالذهب. بشكل عام فإنه يوجد العديد من العوامل الأساسية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار في حال الاتجاه الصعودي في السعر ويتم استعمالها عند تحليل سوق الذهب، وهي:
- عادةً ما يكون سعر الذهب مرتفعاً؛ أي أنه يصنف بالسوق الصاعدة.
- الاطلاع على سعر أسهم الشركات العاملة في التنقيب عن الذهب.
تنطبق هذه الإشارات أيضاً على الاتجاهات الهبوطية في تحليل الذهب، مع مراعاة أنه يتم عكس التوقعات؛ حيث ينخفض سعره في سوق الذهب الضعيف، أما فيما يتعلق بالنقطة الأولى فإن مخزون الذهب والأسهم يميل إلى التحرك معاً، على الرغم من كون الأسهم عادةً ما ترتفع قبل مخزون الذهب.
تأكيد الاتجاهات عند تحليل أسعار الذهب
يرتبط تحليل سعر الذهب اليوم بالوثوق في اتجاه السعر، ومن هنا فإنه يجب أن ترتفع مخزونات الذهب أيضاً، ويوجد طريقتان للتحقق مما إذا كانت الاتجاهات مرتفعة أم لا، وللقيام بذلك فإنه يجب سحب مخطط لمؤشر مخزون الذهب والتحقق من أنه يتحرك للأعلى، أو إنشاء نسبة على الرسم البياني لمقارنة مؤشر مخزون الذهب بسعر الذهب. تعد النسبة هي الطريقة الأكثر دقة لتحديد ما إذا كان المخزون أعلى من سعر الذهب، وهو ما يحتاجه المستثمر لتأكيد الاتجاه الصعودي.
ينبغي المقارنة بين أسهم صغار شركات صناعة الذهب وأسهم كبرى الشركات، وخلال اتجاه الذهب الصاعدة بقوة فإن المتداول يكون على استعداد لعقد صفقات الشراء، وللتأكد من إمكانيات الصعود بشكل أكبر في تحليل مؤشر الذهب فإنه يجب أن ترتفع نسبة مخزون الذهب خلال الاتجاه الصعودي، وفي حال لم يكن الأمر كذلك؛ فإنه من الممكن ألا يكون الاتجاه الصعودي للسعر قويّاً، ونتيجةً لذلك فإن الذهب وأسهم التعدين سواءً لشركات التعدين الكبيرة أو الصغيرة ستبدأ بالانخفاض.
العوامل المؤثرة في تحليل الذهب عالميا
يوجد مجموعة من العوامل التي يتم أخذها بعين الاعتبار عند تحليل مؤشر الذهب، ومن أهمها:
البنوك المركزية
يعود سبب أخذها بعين الاعتبار عند تحليل الذهب عالميا هي أن البنوك المركزية في الدول المتقدمة؛ مثل دول أوروبا، تتحكم في احتياطات الذهب العالمية، ونتيجةً لذلك فإن هذه البنوك تتمتع بقوة تسعير كبيرة في أسواق الذهب العالمية. في حال زادت البنوك أو قلّلت من تعرضها للذهب في وقت واحد حتى لو بشكل بسيط؛ فإن ذلك يؤثر بشكل كبير على سعر الذهب، وبالتالي فإن البنوك المركزي تعتمد على التزام مشترك، سواءً بصورة رسمية أو غير رسمية، عن الانخراط من جانب واحد في مبيعات الذهب واسعة النطاق التي يمكن أن تؤثر على استقرار الأسواق العالمية.
الارتباط بالدولار الأمريكي
يعد الدولار الأمريكي هو المقياس الذي يتم تحديد سعر الذهب بالاعتماد عليه، وفي حال ازدياد قيمة الدولار الأمريكي فإنه يصبح أكثر تكلفةً للشراء من قبل المستثمرين في الدول الأخرى، ما يؤدي إلى انخفاض الطلب عليه، ويعد ذلك هو السبب في وجود علاقة عكسية ما بين الدولار الأمريكي وسعر الذهب. إضافةً إلى ذلك فإنه عندما يبدأ الدولار في فقدان قيمته؛ فإن المستثمرين يتجهون إليه كبديل آمن للحفاظ على أموالهم، الأمر الذي يساعد في ازدياد سعره، ويظهر ذلك بشكل واضح في تحليل سوق الذهب.
العرض والطلب
تماماً كما هو الحال مع معظم الأصول المعروضة في الأسواق المالية؛ فإن زيادة الطلب على الذهب، وذلك نتيجة دخوله في الصناعات المختلفة سواءً لصنع المجوهرات أو صناعة المنتجات الطبية أو التكنولوجية أو الصناعية، يؤدي إلى ارتفاع سعر الذهب، ومن ناحية أخرى فإن الانخفاض في الطلب يكون له تأثير معاكس على قيمته، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض سعره.
الصناديق المتداولة في البورصة
على الرغم من أن الصناديق المتداولة في البورصة تهدف بشكل أساسي إلى عكس سعر الذهب بدلاً من التأثير عليه؛ فإن العديد من صناديق الاستثمار التي يتم تداولها في البورصة الكبيرة تمتلك كميةً كبيرةً من الذهب لذلك، وبالتالي فإن التدفقات الداخلة والخارجة من صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة تؤثر بشكل مباشر على سعر الذهب، وذلك من خلال تغيير مقدار العرض والطلب في السوق.
الاستقرار
نظراً لكون الذهب هو الأداة المالية الأساسية التي تعتمد عليها العملات العالمية؛ فإن الذهب يعتبر واحداً من الأصول الآمنة بشكل كبير، ونظراً لذلك فإن سعره يميل إلى الارتفاع في أوقات الاضطرابات السياسية أو الاقتصادية، وبالتالي فإن الحكومات والمستثمرين يتجهون إليه كأداة لحماية أموالهم. وعلى العكس من ذلك؛ فإن سعر الذهب ينخفض في الأوقات المستقرة؛ حيث تؤدي طرق الاستثمار ذات المخاطر العالية إلى إمكانية الحصول على أرباح بشكل أكبر.
توقعات أسعار الذهب
فيما يلي توقعات أسعار الذهب في الربع الأخير من عام 2022:
- سبتمبر: سيكون سعر الافتتاح في مطلع الشهر 1549.66 دولاراً، ومن المتوقع أن يصل أعلى سعر إلى 1554.69 دولاراً، وأقل سعر هو 1549.49 دولاراً، بينما يبلغ سعر الاغلاق 1552.09 دولاراً.
- أكتوبر: من المتوقع أن يكون سعر الافتتاح 1552.09 دولاراً، وأعلى سعر 1554.51 دولاراً، وأقل سعر هو 1549.31 دولاراً، أما سعر الإغلاق في هذا الشهر فمن المتوقع أن يكون 1551.91 دولاراً.
- نوفمبر: يبدأ سعر الذهب في هذا الشهر كما هو متوقع 1551.91 دولاراً، ومن المفترض أن يكون أعلى سعر 1557.89 دولاراً، بينما يصل أقل سعر إلى 1551.91 دولاراً، أما سعر الإغلاق فمن المتوقع أن يبلغ 1555.13 دولاراً.
- ديسمبر: وفقاً لتوقعات السعر فإن سعر الافتتاح يبلغ 1555.13 دولاراً، أما أعلى سعر فمن المتوقع أن يكون 1560.98 دولاراً، وأقل سعر 1555.13 دولاراً، أما سعر الإغلاق من المتوقع أن يكون 1558.08 دولاراً.
