ما هو نفط برنت؟
جدول المحتويات
Toggleيعد نفط برنت أحد الأصول المالية التي يتم تداولها، ويعتمد هذا التداول على تحليل خام برنت، ويشير خام برنت إلى خام بحر الشمال، ويعتبر ثاني أكثر أداة تداول نفط شعبية، ويعد بدوره معياراً أساسيّاً يُعتمد عليه في تحديد أسعار النفط. غالباً ما يتم استخراج النفط الخام برنت من بحر الشمال، أما المُكرّر فيتم استخراجه في شمال غرب أوروبا، وتتمثل أهميته في أنه نوع النفط الأساسي المستعمل في كلّ من أوروبا وشمال إفريقيا.
أهمية سعر نفط برنت
يتم استخدام طرق وآليات تحليل خام برنت لتوقع سعر نفط برنت، وتكمن أهميته في أنه يستخدم في تسعير ما يصل إلى ثُلثي إنتاج النفط المتداول حول العالم، وعلى الرغم من ارتفاع سعره مقارنةً بالنفط الأمريكي والنفط المنتج من اتحاد أوبك؛ إلا إن الانخفاض في تكلفة الشحن تعادل هذا الارتفاع، الأمر الذي يجعل العديد من الدول تستخدمه، كما أنه يزيد من أهمية تداول برنت مقارنةً بالنفط الخام تكساس.
العوامل المؤثرة في أسعار النفط برنت
تهدف عملية تحليل خام برنت إلى توقع الأسعار المستقبلية له خلال الفترة القادمة؛ ذلك لتحديد ما إذا كانت الصفقة المناسبة لكسب الربح أو تجنب الخسائر هي البيع أو الشراء. يوجد مجموعة من العوامل التي تؤثر في أسعار النفط برنت، وهي بدورها تؤخذ بعين الاعتبار عند تحليل خام برنت، وهي:
استخراج وتكرير النفط
تعد عملية استخراج النفط الخام وتكريره من الأمور ذات التكلفة العالية، خاصةً أن احتياطات النفط العالمية تقع في أعماق الأرض، ونتيجةً لذلك فإن استخراجه يحتاج إلى مجهود كبير، ويساهم أي تقدم تكنولوجي أو انتكاسة في عملية استخراج النفط بالتأثير بشكل مباشر على سعر النفط.
الاستهلاك والطلب
بشكل عام تعد الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستهلك للنفط على مستوى العالم، وتليها اليابان ثم الصين ثم الدول الأوروبية الصناعية، ويعود ارتفاع معدل طلب هذه الدول على نفط برنت الخام؛ ذلك من أجل تشغيل مشروعاتها الصناعية والاقتصادية، والحصول على احتياجاتها من الطاقة الخاصة بالأغراض الصناعية، الأمر الذي يؤثر على سعر برنت اليوم.
الحصول على النفط
من العوامل التي يتم أخذها بعين الاعتبار عند تحليل خام برنت وتحديد سعره، هو أنه ومهما كانت كمية برنت المعروضة فإن الحصول عليه يتأثر بالعديد من العوامل الاقتصادية والسياسية؛ حيث إن ارتفاع كلّ من معدلات البطالة والتضخم والفقر تساهم في انخفاض معدل استهلاك النفط؛ إذ يصعب الحصول على منتجات النفط، أو تزداد تكلفة الحصول عليه، كما أن الاضطرابات السياسية وحالات العصيان تساهم في خفض واردات النفط، كما تُعرّض النفط المستورد للسرقة.
الكوارث الطبيعية والحوادث
تعد الكوارث الطبيعية التي قد تتعرض لها الدول المختلفة؛ مثل العواصف والزلازل، من الأحداث التي لا يمكن التنبؤ بها، وهي تؤدي إلى حصول أضرار في مواقع التنقيب عن خام برنت ومواقع معامل التكرير، الأمر الذي يؤدي إلى عرقلة معدلات إنتاج النفط أو يساهم في تراجعها. بالإضافة إلى ذلك فإن حصول الحرائق أو أي خلل في الآلات الميكانيكية أو تعطلها يؤدي إلى تأخر إنتاج النفط، ويؤدي التأخير الذي تتسبب فيه هذه الظروف إلى انخفاض معدلات عرض خام برنت، ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع سعر خام برنت.
التوجه نحو مصادر الطاقة البديلة
نظراً لوجود العديد من التغيرات المناخية العالمية، فقد تعرضت شركات الطاقة إلى العديد من الضغوط التي تهدف إلى ضرورة البحث وإيجاد طرق جديدة للحصول على الطاقة وتوليدها، ويساهم الاعتماد على الموارد البديلة؛ مثل: طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرمائية إلى انخفاض الطلب على النفط.
التقارير الرئيسية التي يجب متابعتها حول النفط
يوجد تقريران أساسيات مرتبطان بشؤون النفط، ينبغي التعرف عليهما والاطلاع عليهما، خاصةً في حالة المتداولين الذين يقومون بإجراء تحليل خام برنت بشكل شخصي؛ ذلك لأنها تحتوي على مقدار كبير من المعلومات التي يحتاجها المتداول، وهذه التقارير هي:
تقرير وزارة الطاقة الأمريكية الأسبوعي عن حالة النفط
تعمل وزارة الطاقة الأمريكية على إصدار تقريرها عن حالة النفط بشكل أسبوعي وتحديداً كل يوم أربعاء، ويحدد التقرير مخزون الولايات المتحدة من النفط، ونظراً لكون الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر دولة مستهلكة للنفط؛ فمن المهم لمتداولي النفط أن يقوموا بمراجعة معدلات الطلب بصفة منتظمة، وذلك من خلال الرجوع إلى كميات المخزون المتوافرة.
تقرير أوبك حول سوق النفط
يُطلق مسمى أوبك على منظمة الدول المصدرة للنفط، ويعد التقرير الصادر عن هذه المنظمة بشكل شهري من التقارير المهمة والأساسية للمتداول؛ حيث إنه يمنحه فهماً أعمق لكميات الإنتاج المستهدفة لدى الدول الأعضاء بمنظمة أوبك، كما أنه يعكس كميات وحصص الإنتاج المستهدفة، والمستويات الحالية للعرض والطلب على النفط في الأسواق العالمية.
توقعات أسعار برنت
فيما يلي مجموعة من توقعات سعر خام برنت وفقاً لمجموعة من المؤسسات والبنوك، وهي:
توقعات رويترز
يذكر استطلاع نشرته وكالة رويترز أن أسعار برنت من المتوقع أن تصل إلى 107 دولاراً للبرميل في الربع الأخير من عام 2022، بينما من المتوقع أن تصل إلى 95.75 دولاراً للبرميل في العام 2023، وقد شهد هذا التقرير الذي تم نشره في مطلع النصف الثاني من عام 2022 ارتفاعاً عن التوقعات السابقة للوكالة نفسها؛ حيث بلغت 101.9 دولاراً للبرميل لعام 2022، وما يقارب 92 دولاراً للبرميل في عام 2023.
البنوك الدولية
وفقاً لتقرير نشره بنك الاستثمار الدولي مطلع شهر أغسطس؛ فإنه من المتوقع أن يصل سعر خام برنت إلى 140 دولاراً للبرميل في الفترة ما بين الشهر الثامن والتاسع من عام 2022، ويعد هذا الرقم أعلى بحوالي 10 دولارات عن التوقعات التي أصدرها البنك في تقرير سابق.
أما بنك غولدمان ساكس فقد صرح في أحدث التقارير التي نشرها، أنه من المتوقع أن يصل متوسط سعر خام برنت إلى 135 دولاراً للبرميل، وذلك خلال النصف الثاني من عام 2022، والنصف الأول من عام 2023.
طرق تداول برنت
يعد تداول برنت من الأمور التي تجذب عدداً كبيراً من المستثمرين؛ حيث يوجد العديد من الطرق التي يمكنهم من خلال الاستثمار والتداول في هذه الأداة المالية، ويكون ذلك إما من خلال شراء النفط الخام، أو شراء أسهم النفط، أو تداول العقود الآجلة للنفط، أو الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة للنفط، أو من خلال تداول عقود فروقات النفط.
يمكن تفصيل أهم هذه الطرق على النحو التالي:
شراء النفط الخام مباشرة
تعد هذه الطريقة هي الطريقة المباشرة في تداول خام برنت، وهي تتمثل في شراء برميل نفط، ثم بيعه بسعر أعلى بمجرد ارتفاع السعر، إلا إنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل على متداول التجزئة الاستثمار في براميل النفط المادية؛ حيث يعد الأمر مختلفاً عن السلع الأخرى كالذهب والفضة، وذلك لصعوبة تخزينه واحتياجه إلى تأمين عالي وخطورة تخزينه.
الاستثمار في أسهم النفط
تعد هذه الطريقة من أفضل الخيارات في تداول برنت؛ حيث يكون على المتداول الاستثمار في أسهم الشركات العاملة في تنقيب وإنتاج وتنقية النفط، إلا إنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أن سعر أسهم الشركات لا يعكس التغيرات في سعر النفط بشكل دائم؛ ذلك بسبب وجود عوامل أخرى تدخل في تقييم الشركة؛ مثل: توزيع الأرباح وتغيير الإدارة وتنظيم الأعمال التجارية.