من منّا لا يتمنى أن يمتلك تلك القدرات الخارقة التي تجعلهُ يتوقّع المُستقبل ويقف عند أحداثهُ؟
بالنسبة للمتداول، فإن ذلك يعني تحقيق ثروة هائلة عبر اغتنام الأسهم التي سترتفع أسعارها دون سواها بلا شك.
كيف أعرف أي سهم سيرتفع ؟ الإجابة عن هذا السؤال لا تحتاج إلى منجّم أو قدرات خارقة، ولكن تحتاج إلى بعض
المهارات الفنية أو الأساسية التي يَستخدمها المُتداول وسنشرحها الآن.
كيفية معرفة أي سهم يرتفع
جدول المحتويات
Toggleتقييم سعر السهم
في الواقع نحن بحاجة قبل كل شيء إلى نقطة علّام أو لنقل سعر مَرجعي يُمكننا العودة إليه في كل مرة لحسم ارتفاع
سعر السهم من انخفاضهُ بشكلٍ نسبي. وحتى نتمكّن من الوصول إلى السعر مَرجعي يجب علينا أن نفهم أن الهدف
الأساسي من عملية تداول الأسهم بسيط وهو:
من الأفضل دائماً شراء الأسهم عندما تكون القيمة أقل من القيمة الحقيقية (مقوّمة بأقل من قيمتها) والبيع عندما ترتفع قيمتها بشكل مبالغ فيه.
القيمة الحقيقية لأي سهم نَتحدث عنها هُنا هي القيمة العادلة.
القيمة العادلة للسهم هي عملية تقديرية للسعر النظري والذي يَعكس القيمة الحقيقية والجوهرية للسهم بناءً
على مجموعة من العوامل الأساسية والمالية. وهي تمثّل السعر الذي يُعتبر عادل لكلا الطرفين سواءً (المُشتري أو البائع) وذلك
يكون في ظل ظروف سوق مثالية. بِعبارة أخرى، القيمة التي تعكس التوازن بين المخاطر المتوقعة والعوائد المتوقعة من الاستثمار في هذا السهم.
لنأخذ شركة “Nvidia” تعمل في مجال التكنولوجيا. بعد إجراء تحليل شامل لمؤشرات الشركة المالية، توقعات النمو ومقارنتها
بشركات
منافسة، توصلنا إلى أن القيمة العادلة لسهم “Nvidia” هي 130 دولار. هذا يعني أننا نعتقد أن السهم يستحق هذا السعر بناءً على العوامل الأساسية
للشركة.
في هذهِ الحالة، وعندما نعود للسوق فنحن أمام حالتين:
- السيناريو الأول: إذا كان سعر سهم “إنفيديا” في السوق يساوي 110 دولار، فإن السهم يُعتبر مقوم بأقل من قيمتهُ الحقيقية أو العادلة. هذا يعني أن السعر الحالي أقل من القيمة التي تستحقها الشركة، ونتيجة لذلك أنت أمام فرصة شراء قوية ولكن بشرط أن يكون لديك تحليلك الخاص الذي يفترض أن السعر سيعود إلى مستواه العادل أو أعلى.
- السيناريو الثاني: إذا كان سعر سهم “إنفيديا” في السوق يساوي 150 دولار، فإن السهم يُعتبر مقوم بأعلى من قيمتهُ الحقيقية أو العادلة. هذا يعني أن السعر الحالي أعلى من القيمة التي تستحقها الشركة، وذلك يُشير إلى أن السهم قد يكون مبالغ في تقييمهُ، وربما يشهد انخفاض في السعر للمستقبل.
ويحاول بعض المُتداولين المضاربين استغلال الفروق المؤقتة بين السعر الحالي للسهم وقيمتهُ العادلة. وهذهِ الاستراتيجية تعرف بـ (استغلال فجوة القيمة العادلة) ولكنها تتطلب مهارات تحليلية عالية ومتابعة دقيقة لحركة الأسعار بشكل دوري.
كيف أعرف أي سهم سيرتفع
ذكرنا في الفقرة الأولى أن الهدف الأساسي من تداول الأسهم هو اقتناص اللحظة المثالية التي يكون فيها
الوضع مناسب للشراء أو البيع، لكن كيف يُمكنك تحديد هذهِ اللحظة المثالية؟ وكيف لك أن تحدد سعر القيمة العادلة؟
حتى تتعلم كل ذلك يجب عليك أولاً أن تتعرف إلى مدرستي التحليل في عالم التداول.
في الواقع، ينقسم المتداولون بشكلٍ عام إلى مدرستين: مدرسة التحليل الأساسي ومدرسة التحليل الفني.
وكل مدرسة تعتمد على مجموعة أدوات ومنهجيات مختلفة لتحليل الأسهم واتخاذ قرارات التداول.
التحليل الأساسي
تركّز مدرسة التحليل الأساسي في تحليل الأسهم الأمريكية وغيرها على تحليل القوائم المالية للشركة، ودراسة عواملها الأساسية مثل الأرباح والتدفقات النقدية والأصول، والنمو المُستقبلي.
والهدف من هذا التحليل هو تحديد قيمة السهم الحقيقية. وبمقارنة هذهِ القيمة بالسعر السوقي الحالي للسهم، يمكنك تحديد ما
إذا كان السهم مقدراً بأقل من قيمتهُ الحقيقية أو بأكثر من قيمتهُ الحقيقية.
وإليك بعض مؤشرات التحليل الأساسي التي يُمكنك رصد ارتفاع السهم من خلالها:
- ربحية السهم (EPS): وهي الأرباح التي تحققها الشركة مقسومة على عدد الأسهم المتداولة. ونلاحظ أن ارتفاع ربحية السهم تُشير إلى أن الشركة تحقق أداء جيد وتستطيع توليد أرباح للمساهمين. وننصحك بأن تقارن ربحية سهم الشركة بأرباح الشركات المُنافسة في نفس القطاع لمعرفة أي سهم سيرتفع.
- نسبة السعر إلى الأرباح (P/E): هي نسبة سعر السهم إلى ربحية السهم الواحد. هذهِ النسبة تُساعد في تقييم ما إذا كان سعر السهم مرتفع أو منخفض مقارنة بأرباح الشركة. وكلما كانت النسبة أقل، كلما كان السهم أرخص نسبياً مقارنة بأرباحهُ.
- نسبة السعر إلى الأرباح إلى نسبة النمو (PEG): هي نسبة السعر إلى الأرباح مقسومة على معدل نمو الأرباح المتوقع. وتساعد في تقييم ما إذا كان سعر السهم يعكس توقعات النمو المُستقبلي للشركة. وبالتالي كلما كانت النسبة أقل، كلما كان السهم أكثر جاذبية للاستثمار.
- نسبة السعر إلى القيمة الدفترية (P/B): كما يوحي اسمها، فهي نسبة سعر السهم إلى القيمة الدفترية للسهم الواحد. وكلما كانت النسبة أقل، كلما كان السهم أرخص نسبيًا مقارنة بقيمتهُ الدفترية.
- نسبة توزيع الأرباح (DPR): وهي نسبة الأرباح التي يتم توزيعها على المُساهمين إلى الأرباح الكلية للشركة. وتُشير إلى سياسة الشركة تجاه توزيع الأرباح على المُساهمين.
التحليل الفني
من الطرق الآخر تركّز مدرسة التحليل الفني على تحليل حركة أسعار الأوراق المالية السابقة، استخدام مجموعة
متنوعة من الأدوات والتقنيات مثل الرسوم البيانية والمؤشرات الفنية، وأنماط الشموع اليابانية.
ويَهدف تحليل الأسهم الأمريكية أو العالمية الفني إلى تحديد الاتجاهات السائدة في السوق، وتوقّع نقاط الدخول والخروج المناسبة.
ويعتقد من يعتمد على هذه المدرسة أن أسعار الأوراق المالية تتأثر بشكل كبير بعوامل نفسية وسلوكية للمستثمرين، وأن هذه العوامل يمكن رصدها وتحليلها من خلال دراسة حركة الأسعار.
من أبرز المؤشرات الفنية التي يُمكنك تنبؤ أي سهم سيرتفع من خلالها نذكر:
المتوسطات المتحركة: وتضم المتوسط المتحرك البسيط (SMA)، والمتوسط المتحرك
الأسي (EMA). تُساعد المتوسطات المتحركة في تحديد الاتجاه السائد في السوق.
مؤشرات الزخم: ومنها:
- مؤشر القوة النسبية (RSI): وهو مؤشر يقيس سرعة ودرجة التغيير في حركة السعر. وبناءً على ذلك يساعد في تحديد المناطق المشبعة بالشراء والبيع.
- مؤشر ستوكاستيك: يقيس الزخم مقارنة بمدى السعر خلال فترة زمنية محددة.
هل يتعارض التحليل الفني مع التحليل الأساسي ؟
في الواقع، يُمكنك تحليل الأسهم الأمريكية أساسياً وفنياً، والحقيقة أنهُ يجب استخدامهما معاً لتكوين صورة أكثر اكتمالاً في تحليل الأسهم الأمريكية.
فالتحليل الأساسي يوفر أساس قوي لتقييم القيمة الجوهرية للشركة، بينما يُساعد التحليل الفني في تحديد أفضل الأوقات لشراء وبيع الأسهم.
دور الخبراء في تحديد أي سهم سيرتفع
من أجل التغلب على تعقيدات عملية تحليل الأسهم الأمريكية بشقيها الفني والأساسي، يلجأ العديد من المتداولين إلى
توصيات الخبراء، مثل المحللين الماليين ومديري الصناديق الاستثمارية. ويَعتمد هؤلاء على الخبرة الواسعة
ومعرفتهم العميقة بالأسواق المالية لتقديم توصيات شراء أو بيع للأسهم.
الحقيقة أن التوصيات قد تكون مفيدة بشكل فعلي في تدريبك أثناء عملية التعلم، بمعنى آخر الاطلاع عليها
يَجعلك تفهم تحركات السوق بشكلٍ أفضل، كما أنها قد تشكل دليل إضافي إلى جانب تحليلك الخاص يجعلك أكثر
ثقة بقرارتك في التداول، ولكن حذارِ من الاعتماد عليها بشكل تام في عملية التداول.
كيف اتعلم الاسهم الامريكية ؟
لا نخفيك بأن قدرتك على تعلم تحليل الأسهم الأمريكية فنياً وأساسياً يشكل أكثر من 80 بالمئة من رحلتك نحو تعلم الأسهم الأمريكية ، ولكن عليك بكل تأكيد قبل كل ذلك أن تفهم الأساسيات في التداول، وبعدها فَهمك الفروقات بين التداول اليومي والتداول طويل الأجل، وتُساعدك في هذه الرحلة الاستعانة ببعض المصادر مثل:
- الدورات التدريبية: ابحث عن دورات تدريبية عبر الإنترنت أو في مؤسسات مالية، وننصحك بمراجعة خبراء الموقع للحصول على مصادر تعليمية حقيقية.
- الكتب والمقالات: اقرأ الكتب والمقالات التي تتناول التداول في الأسهم، ونحن ننصحك بكتاب Trading in The Zone لمارك دوجلاس. وكتاب The Secret of Economic Indicators لبرنارد بومول. ويمكنك الاستعانة بشكل دائم بمقالات موقعنا المتنوعة حول التداول.
- المجتمعات الاستثمارية: انضم إلى منتديات ومجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي للتفاعل مع مستثمرين آخرين وتبادل الخبرات.
الخلاصة من المقال هو أنك لن تصبح ماهراً في تحديد أي سهم سيرتفع بين ليلةً وضحاها، ولكن يمكنك أن تصل
سريعًا إلى ذلك من خلال تكثيف جهودك في تعلم تحليل الأسهم الأمريكية ، فهل أنت مستعد للتحدي؟ ننتظرك لننطلق
في رحلة استثمارية مثيرة تحقق أحلامك بها.
هل لديك أي أسئلة إضافية أو ترغب في الحصول على استشارة حول كيفية البدء ؟
خبراء توصيات جاهزين للمساهدة! تواصل الآن عبر WhatsApp وسيكون الفريق سعيد بالإجابة على جميع استفساراتك وتقديم الدعم اللازم لتحقيق أهدافك الاستثمارية.