في الواقع التداول في السوق الأمريكي يَجذب اهتمام المُستثمرين من مختلف دول العالم.
ومع توفّر مجموعة واسعة من الشركات العملاقة بالإضافة إلى، التنوع الكبير في الصناعات والتجارة
يرى البعض أن السوق الأمريكي يقدم فرص ذهبية لا يمكن تعويضها بسهولة لتحقيق أرباح كبيرة.
وهنا السؤال الأهم: هل التداول في السوق الأمريكي مربح حقًا ؟ من أجل أن تجيب على هذا السؤال، دعنا
نتناول بعض النقاط المُهمة التي تؤثّر على أرباحك، لنتحدث بشكل عملي عن الفرص وما هي التحديات أيضاً التي قد تواجه المستثمرين.
التنوع الكبير في الأسهم الأمريكية
جدول المحتويات
Toggleأحد أهم العوامل التي تجعل السوق الأمريكي يجذب المُستثمرين هو التنوّع الواسع في الأسهم. السوق الأمريكي اليوم وفي السابق يضم شركات من مختلف القطاعات مثل التكنولوجيا والصحة والطاقة، والصناعة. والتنوع الذي يتميّز به يَمنح المُستثمر فرص لاختيار الشركات التي يتوقّع أنها تحقّق نمو في المستقبل القريب أو البعيد.
لتفرض أنّك استثمرت في آبل أو أمازون قبل سنوات من اليوم، بكل تأكيد لكنت شهدت ارتفاع كبير في قيمة الاستثمار وحقّقت أربح ضخمة. هذهِ الشركات حققت نمو غير مسبوق بفضل التوسع العالمي والابتكارات المُستمرة. في الذات الوقت يجب أن تتذكر دائمًا، تحقيق الأرباح لا يعني مطلقاً الاستثمار في الشركات الكبيرة فقط، يوجد العَديد من الشركات المتوسطة والصغيرة التي قد تحقق نمو جيد.
هل هذا يعني أن السوق الأمريكي خالٍ من المخاطر؟
بالطبع لا. صحيح السوق الأمريكي تجد به فرص كبيرة إلى أنّ البورصة الأمريكية مثل أي سوق مالي آخر تتعرض لتقلبات. قد تجد أحيانًا أن أسعار الأسهم تتراجع بسبب ظروف اقتصادية أو سياسية، مثل ما حدث خلال جائحة كورونا. لهذا السبب من المهم جداً ودائمًا أن تكون على علم ومعرفة بالمخاطر وتستعد لها.
الاستثمار على المدى الطويل مقابل التداول اليومي
عِندما تتساءل عن مدى الربحية بالتداول فالسوق الأمريكي، يجب عليك أن تفكّر في الاستراتيجية.
هناك من يفضل التداول اليومي، حيث يقوم المُستثمر بشراء وبيع الأسهم خلال اليوم بهدف تحقيق أرباح سريعة.
لكن في المقابل، هُناك من يفضل الاستثمار على المدى الطويل، حيث يَحتفظ المُستثمر بأسهمهُ لفترة أطول ويستفيد من نمو الشركة مع مرور الوقت.
هل التداول اليومي مربح ؟
التداول اليومي مُربح لبعض المُتمرسين على التداول ولهم خبرة جيدة بقراءة شارت التداول، ولكن تحتاج إلى مهارات وخبرة جيدة. مع العلم هُناك مخاطر كبيرة مرتبطة بهذا النوع من التداول. حيث تتطلب الأسواق تركيز مستمر وتحليل دقيق للسوق. على سبيل المثال، قد يَقوم المتداول ببيع سهم بسرعة معتقد أن سعرهُ سيتراجع، ولكن بعد ساعات يرتفع السعر بشكل مفاجئ، مما يعني خسارة فرص جديدة لزيادة رأس المال وحصد الأرباح.
في المقابل، الاستثمار على المدى الطويل يعد أكثر استقرار وأقل تقلب.
لذلك، إذا كنت تمتلك أسهم في شركة موثوقة مثل مايكروسوفت، فمن المرجح أن ترى نمو تدريجي على مر السنين.
ولكن هل يمكنك تحمّل انتظار هذا النمو ؟ هذا يعتمد على أهدافك المالية القريبة والبعيدة وعلى قدرة تحمّلك بعزل بعض المال عن تداولك اليومي.
هل السوق الأمريكي يوزع أرباح ؟
الجواب يحتمل نعم ولا لسبب، الكثير من الشركات المدرجة في البورصات الأمريكية تقوم بتوزيع الأرباح
على المساهمين ومنها بشكل منتظم. توزيع الأرباح يُعتبر جزء مهم من استراتيجية الكثير من المستثمرين
الذين يبحثون عن دخل منتظم من استثماراتهم، خاصة إذا كانوا يستثمرون في شركات ذات تاريخ طويل من الأداء المالي الجيد.
غالباً ما تكون الشركات الكبيرة والمستقرة، مثل مايكروسوفت وكوكاكولا، من بين الشركات التي تقوم بتوزيع أرباح بانتظام.
بالوقت ذاتهُ يجب أن تعلم توزيع الأرباح ليسَ مضمون. في بعض الحالات، قد تختار الشركات إعادة الاستثمار للأرباح في تطوير الأعمال وهذا بدلاً من التوزيع على المُساهمين. وأيضاً، بعض الشركات تخفض أو توقف توزيع الأرباح في أوقات الأزمات الاقتصادية وهذا حدث مع بعض الشركات خلال جائحة كوفيد-19 بين عامي 2019 و 2021.
أهمية التوقيت في التداول
ربما لا تعلم أن توقيت الاستثمار يلعب دور كبير في تحقيق الأرباح. بعض الأحيان، تجد أنّ الدخول إلى السوق في الوقت المناسب قد يزيد من فرص الربح بشكلٍ كبير. لكن كيف تعرف متى يكون الوقت مناسب؟
على سبيل المثال، بعد فترة من الركود الاقتصادي أو الأزمات المالية، قد تكون هناك فرصة للاستثمار في أسهم الشركات التي انخفضت قيمتها ولكن لديها إمكانات للنمو. كما حدث بعد الأزمة المالية في 2008، حينما شهدت العديد من الأسهم انتعاش قوي بعد فترة الركود مباشرة وهذا ما ساعد العديد من المستثمرين في تحقيق أموال ضخمة.
لكن هل هذا يعني أنك بحاجة إلى التنبؤ بالسوق باستمرار ؟
بالطبع لا. التنبؤ الدقيق بحركة السوق أمر شبه مُستحيل سواءً السوق الأمريكي أو أي سوق آخر. حتى أفضل المُحللين الماليين من المحتمل أن يرتكبوا أخطاء أثناء التحليل الفني. لذلك، من الأفضل أن تَعتمد على استراتيجية استثمارية متوازنة تستند إلى التحليل الفني والأساسي والأبحاث عن الشركة التي تريد أن تستثمر في أسهمها، والأفضل أن لا تعتمد فقط على محاولات التنبؤ بالتقلبات قصيرة الأجل.
أنواع الأسهم الأمريكية
في سوق الأسهم الأمريكية، يوجد أنواع مُتعددة من القطاعات والأسهم التي يمكنك كمستثمر الاختيار بينها، ولكل نوع خصائص خاصة تناسب أهداف استثمارية مختلفة حسب رؤية كل مستثمر.
- الأسهم العادية: وتعتبر الأكثر انتشاراً، وتقدم للمُستثمرين حق التصويت في الاجتماعات العامة للشركة في حال كنت تملك أسهم فعلياً ضمن الشركة، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على أرباح أيضاً، إن قدمت الشركة أرباح للمستثمرين.
- الأسهم الممتازة: هي لشركات تُعتبر من الفئة الأولى كقيمة سوقية وحجم إراد مرتفع وتُعطي الأولوية لحملة هذهِ الأسهم في توزيع الأرباح.
- أسهم النمو: هي شركات ناشئة أو مُستمرة النمو لعدّة سنوات مُتتالية، تتمتع بإمكانات كبيرة للنمو السريع، ولكن قد لا توزع أرباح، تركز على إعادة استثمار الأرباح في توسعها.
- أسهم القيمة: تمثّل شركات قد تكون أقل سعراً مقارنة بأرباحها أو الأصول، وغالبًا ما تجذب المستثمرين الباحثين عن فرص شراء بسعر منخفض.
إذن، هل التداول في سوق الأسهم الأمريكية مربح؟ الجواب يَعتمد على عدّة عوامل مثل استراتيجيتك الاستثمارية، توقيت دخولك إلى السوق، وفهمك للمخاطر. الربح ممكن، ولكنهُ يتطلّب بحث وتحليل دقيق، بالإضافة إلى الصبر والانضباط. إذا كنت مستعدًا للاستثمار بحكمة والاهتمام بالتفاصيل، قد تجد أن السوق الأمريكي يقدم فرص ثمينة. لكن إذا كنت ترغب في معرفة المزيد أو لديك تساؤلات محددة حول أفضل طرق الاستثمار في السوق الأمريكي، فلا تتردد في طرح أسئلتك!