على اختلاف العصور، يبحث المستثمرون عن أفضل الأدوات والموارد لكسب الأموال والأرباح منها، ولعلّ أقدم موارد الاستثمار والتي استحوذت على اهتمام المستثمرين والمهتمين في مجال الصناعة كانت المعادن الثمينة التي تتميز بقيمتها المرتفعة، ويعود ذلك لارتفاع تكاليف استخراجها وندرتها، وأهم هذه المعادن: الذهب، الفضة، النحاس، البلاتين والبلاديوم.
يعتبر تداول المعادن من أنواع الاستثمارات الآمنة إلى حد ما، وهذا ما يجعله جذابًا بالنسبة للكثيرين، بالإضافة إلى أنه يسهم في تنويع المحافظ الاستثمارية مما يحمي المتداولين من تقلبات الأسعار قدر الإمكان، هذا فضلًا عن أن تداول المعادن من أقل الأصول المالية تأثرًا بالأحداث على الساحة العالمية مما يوفر درجة أعلى من الأمان بالنسبة للمستثمرين.
والجدير بالذكر أنه في السابق كان هذا النوع من التداول يتطلب الكثير من الخبرة والمال، أما في الوقت الحالي، فقد أصبح من الممكن الاستثمار في المعادن وجني الأرباح من خلال تداولها دون الحاجة لامتلاكها بشكل فعلي، وذلك من خلال تنويع استراتيجيات التداول ولا سيما التداول بنظام العقود مقابل الفروقات.
تداول الذهب
جدول المحتويات
Toggleيعتبر الذهب أهم المعادن الثمينة على مر العصور والأزمنة، وكان له النصيب الأكبر من الاهتمام والاستثمار كونه المعدن الأكثر قيمة فضلًا عن أن قيمته متزايدة، وهذا ما يجعله من الاستثمارات الآمنة والمغرية بالنسبة للكثير، بالإضافة إلى أن تداول الذهب يعد أفضل أنواع تداول المعادن الثمينة، مقارنةً بالأنواع الأخرى من التداول طويل الأمد، والتي يضطر فيها المتداولون إلى الانتظار مدة طويلة للحصول على الأرباح.
من ناحية أخرى، يتم تداول الذهب بنظام تداول عقود الفروقات، حيث يمثل العقد الواحد سعر أونصة من الذهب، وبالتالي ليس هناك حاجة لامتلاكه فعليًا، وإنما يتم التداول على قيمته من خلال شراء العقود، والانتظار حتى ترتفع قيمتها لإعادة بيعها، ويتحقق الربح من خلال الفارق بين سعري الشراء والبيع.
أهم النصائح لتداول الذهب بالطريقة الأفضل
تنويع أنواع التداول
من أكثر النصائح لإتمام عمليات تداول الذهب بنجاح، وذلك باعتبار أنه من الاستثمارات طويلة الأمد، هو تنويع التداول، وعدم الاكتفاء بنوع واحد من التداولات، حيث يفضل الاعتماد على تداول آخر قصير الأمد، حتى لا ينتظر طويلًا للحصول على الأرباح.
تتبع السوق بعناية
تتسم السوق المالية بتقلب شديد، وتأرجح بين صعود وهبوط، لذا على المستثمر متابعة السوق وما تشهده من نقاط تحول، لمعرفة أفضل الأوقات للاستثمار واتخاذ قرارات التداول الأنسب من بيع وشراء، وفيما يخص تداول الذهب على وجه الخصوص، فإنه يزدهر بشكل ملحوظ في فترات الركود الاقتصادي ويصبح تداول قصير الأمد، على عكس فترات الازدهار الاقتصادي، التي ينخفض فيها الذهب ويصبح تداولًا طويل الأمد.
تتبع المؤشرات
من الأدوات المشاع استخدامها في الأسواق المالية المؤشرات، التي تساعد المتداول في معرفة اتجاهات السوق وأفضل الأوقات للاستثمار والتداول، لكن يجب التأكد من كفاءة هذه المؤشرات، حيث من الممكن أن يتعرض المتداول للخسائر في حال لم تتم مراقبتها بشكل جيد.
استخدام مؤشرات RSI وStochastic
تعد مؤشرات RSI وStochastic من المؤشرات الجيدة ذات الفعالية الكبيرة الخاصة بالمعادن عامة، وبتداول الذهب والفضة بشكل خاص، لها دور كبير في تسهيل التداول واتخاذ القرارات، من خلال تحديد نقاط الدخول للبيع والشراء، حيث يستطيع المتداول تتبعها لتحديد الوقت المناسب لتنفيذ صفقات التداول، ولكن لا بد من مراجعة البيانات التي توفرها قبل اتخاذ قرارات التداول وفقًا لها.
تداول الفضة
الفضة هي من المعادن الثمينة التي بدأ الاستثمار فيها منذ زمن بعيد، حيث كان يلجأ الناس إلى حفظ قيمة أموالهم من خلال الاستثمار في الفضة، نظرًا لقيمتها المرتفعة في ذلك الوقت، فضلًا عن الاستقرار المالي الذي تتمتع به، وهذا ما جعلها من الأصول المالية الأكثر رواجًا وجذبًا للمتداولين، واستمر ذلك مع بدء التداول عبر الإنترنت أيضًا.
من ناحية أخرى، يوفر تداول الفضة للمستثمرين مصدر أرباح مغري، فضلًا عن أنه من أنواع التداول التي تفيد في سياسة إدارة المخاطر نظرًا للاستقرار الذي يتمتع به، ويمكن تداول الفضة بعدة أشكال، إما من خلال صناديق المؤشرات أو عن طريق تداول أسهم شركات التعدين، والجدير بالذكر أن تداول الفضة كالذهب لا يتطلب امتلاك المعدن بشكل فعلي، وإنما فقط يتم التداول على قيمته مقابل إحدى العملات العالمية مثل: الدولار أو اليورو، ويتحقق الربح من خلال فارق السعر بين قيمة البيع والشراء.
لا بد من الإشارة إلى أن هناك عدة عوامل تؤثر على قيمة الفضة، وبالتالي من الضروري متابعتها حتى تتم عملية التداول على الشكل الأمثل:
معدل العرض والطلب
من أهم العوامل التي تؤثر على قيمة الأصول المالية المتاحة للتداول هو معدل العرض والطلب عليها، فحين يكون معدل الطلب على أحد الأصول المالية عالي يسبب الندرة في الحصول عليه وتداوله، وبالتالي ترتفع قيمته، وهذا ما يحدث مع معدن الفضة نظرًا للإقبال عليه لاستخداماته المتعددة في مجال الصناعة.
الطلب على المعادن الأخرى
في الواقع يتم استخراج الفضة في بعض الحالات من معدن النحاس، وبالتالي فإن معدل الطلب على النحاس، ومدى توفره أو ندرته يؤثر بشكل كبير على قيمة الفضة.
الأحداث السياسية والاقتصادية
تتأثر قيمة المعادن الثمينة بشكل عام بما تشهده الساحة العالمية من أحداث وأزمات على الصعيد السياسي والاقتصادي ولكن بدرجات مختلفة، ففي حالة الأزمات يلجأ الناس إلى حفظ قيمة أموالهم من خلال الإقبال على شراء المعادن الثمينة وخوفًا من التأثر بهذه الأزمات.
تداول البلاتين
يعتبر البلاتين من المعادن الثمينة النادرة، حيث إنه أعلى قيمة من الذهب، يتميز بلونه الفضي المائل للأبيض، يُستخدم في صناعة السيارات والمجوهرات، وهذا ما يجعل الطلب عليه كثير والمعروض منه قليل، مما أدى إلى ارتفاع سعره في التداولات العالمية حتى أنه تجاوز تداول الذهب، ولكن هناك عدة عوامل تؤثر على القيمة السعرية للبلاتين، وهي:
- قلة المعروض من المعدن: كما سبق وذكرنا يعد البلاتين من المعادن النادرة، ويقتصر وجوده على عدة دول فقط، حيث إن النسبة الأكبر من خام البلاتين موجودة في روسيا وجنوب أفريقيا، وهذا بدوره يتيح الفرصة لهذه الدول باحتكاره، مما يؤدي إلى ارتفاع سعره، هذا فضلًا عن إن إنتاجه واستخراجه يتطلب الكثير من الطاقة والمال، وهذه من العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع سعره أيضًا.
- اختلاف معدل الطلب: تتأثر القيمة السعرية للبلاتين بمعدل الطلب عليه، على سبيل المثال هو من المعادن المستخدمة في صناعة السيارات، وبالتالي فسعره يتأثر بأي قرارات أو تشريعات تتعلق بصناعة السيارات، ففي عام 2017، انخفض سعر البلاتين بسبب انتشار إشاعات في دول أوروبا حول ارتفاع التكاليف المفروضة على أصحاب سيارات الديزل.
تداول النحاس
يدخل معدن النحاس في العديد من القطاعات الاقتصادية، مثل: أعمال البناء والصناعات، مما يجعل سعره مرتبط بالحالة الاقتصادية العالمية، وهذا يجعله من أدوات التداول الرائجة بين المتداولين، كما أنه يتيح الفرصة لهم في تنويع الاستثمار مما يحميهم من تقلبات الأسعار والسوق، التي تؤثر بشكل كبير على المحافظ الاستثمارية.
من ناحية أخرى، يتم تداول معدن النحاس كغيره من المعادن والسلع، لذا من الضروري مراقبة أسعاره وتحركاته في السوق بشكل جيد لمعرفة أفضل الأوقات لاستثماره، ويتزايد توجه المتداولين نحو هذا النوع من الاستثمار كونه يعكس معدل الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن سعر النحاس وتداوله يتأثر بالعديد من العوامل، أهمها: سعر النفط، ومعدل الطلب عليه في الأسواق، وتكاليف إنتاجه واستخراجه، بالإضافة إلى سعر الصرف للدولار الأمريكي، حيث إن النحاس يُعرض بالدولار عادةً.
يتم تداول النحاس بنظام العقود مقابل الفروقات، وهي من الأدوات التي توفر للمتداولين تخمين أسعار العملات، كما تمكنهم من المضاربة على سعر النحاس سواءً كان في ازدياد أو انخفاض ودون امتلاك النحاس بشكل فعلي، أو الحاجة إلى امتلاك أسهم في شركات التعدين، هذا فضلًا عن أن معدل تداول النحاس يساعد في تخمين معدل النمو الصناعي، وسوق الإسكان.