في حال كُنت من الأشخاص الذين يَتداولون العملات المشفرة، فمن المؤكّد أنك تبحث عن طريقة لتحقيق أكبر ربح ممكن في أقل وقت. مع التغلب على تقلبات الأسواق في هذا المجال. إذ إن التقلب والتغيير السريع في عالم العملات الرقمية يجعل المتداولين يشعرون بالقليل من الخوف والقلق، حيث إن الكثير منهم لا يعرفون كيفية الاستفادة من هذه المخاطر الناتجة عن التقلبات. ولكن مع ذلك، لا بد من وجود بعض الأشخاص الذين يقومون بدراسة هذه التقلبات والتغيرات في أسعار العملات المشفرة ومعرفة أسباب هذه التغييرات وتحليلها من أجل معرفة كيفية التغلب عليها. إذاً ما هي الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه التقلبات؟ وما أهمية التعرف على أسبابها؟ وما هي العوامل التي تؤثر على تقلبات العملات المشفرة؟ هذا ما سنتعرف عليه معاً.
ما هو التقلب في عالم العملات الرقمية المشفرة ؟
جدول المحتويات
Toggleإن التقلب في مجال العملات الرقمية يشير بشكل أساسي إلى تقلبات الأسعار السريعة والكبيرة التي تحدث بشكل متكرر في سوق العملات الرقمية. على عكس الأسواق المالية التقليدية، حيث في هذه الأخيرة غالباً ما تكون تحركات أسعار العملات أقل وضوحاً، في حين أن العملات الرقمية من الممكن أن تشهد تقلبات كبيرة خلال دقائق أو حتى ساعات. مع ذلك، فإن هذا التقلب لا يأتي بدون أسباب! إذ من الممكن أن يعزى تقلب العملات الرقمية إلى مجموعة متنوعة من العوامل ويشمل ذلك معنويات السوق والطبيعة الناشئة للصناعة والتقدم التكنولوجي والتطورات التنظيمية بالإضافة إلى أحداث الاقتصاد الكلي.
من هنا، يمكن أن نلاحظ أن فهم طبيعة تقلبات الأسواق في عالم العملات الرقمية يعتبر من الأمور بالغة الأهمية لأي شخص يشارك في سوق العملات الرقمية المشفرة، إذ إنه يؤثر على المستثمرين والمستخدمين وحتى أنه يؤثر على الاستقرار العالم للسوق نفسه. بالتالي، عن طريق استيعاب مفهوم التقلبات، سوف يتمكن المتداولون من اتخاذ قرارات مالية أكثر استنارة، إلى جانب تخفيف المخاطر المختلفة.
ما أهمية تقلبات العملات الرقمية المشفرة ؟
في الحقيقة، إن أي شخص يتعمق في أسواق العملات الرقمية ويحللها تاريخياً، من الممكن أن يلاحظ أن التقلب في سوق العملات المشفرة من الممكن أن يمثل مخاطر وفرصاً على حد سواء. حيث من ناحية، يمكن أن يؤدي هذا التقلب إلى مكاسب كبيرة في حال تم تحليل السوق بشكل جيد وتم توقيت التداول بشكل صحيح. حيث في مجال العملات المشفرة، يطلق المستخدمون على هذا اسم “جني الأرباح” وأيضاً “شراء الانخفاض”، بمعنى آخر، نظراً لكون التقلبات في الأسعار تصاحب سوق العملات الرقمية المشفرة، يمكن للمتداول أن ينتظر انخفاض السعر للشراء، وغالباً ما يبيع عند أعلى مستوى بعد فترة قصيرة.
أما من الناحية الثانية، من الممكن أن يؤدي التقلب في عالم العملات الرقمية إلى خسارات كبيرة في حال لم تتم إدارة الأمر بشكل صحيح، وبمعنى آخر، يمكن أن يفشل المتداول في تقدير الأمر ويقع في فخ “البيع على انخفاض” أو “الشراء على أعلى مستوى”. لذا، باختصار، يمكن أن نخلص الأمر بأن التقلب يعتبر من السمات البارزة والأساسية في سوق العملات الرقمية المشفرة ولا يمكن تجاهلها، بالتالي، إن دراسة وتحليل تلك التقلبات من الممكن أن يتيح للمتداولين إمكانية تطوير استراتيجيات فعالة للتنقل في تقلبات السوق.
العوامل المؤثرة على تقلبات العملات الرقمية
نظراً لكون التقلبات من الميزات الأساسية والشائعة في أسواق العملات الرقمية، من المهم لكل متداول أن يتعرف على العوامل التي تؤثر على تلك التقلبات، حيث يوجد الكثير من العوامل المختلفة والمتنوعة والتي تساهم في تقلبات سوق العملات الرقمية المشفرة، إليك أهمها كما يلي:
معنويات السوق
في الواقع، إن معنويات السوق تلعب دوراً كبيراً وحاسماً في تقلبات الأسواق في عالم العملات الرقمية، حيث من الممكن للأخبار ومعنويات المتداولين ووسائل التواصل الاجتماعي أن تؤثر بشكل كبير على ديناميكيات الطلب والعرض للعملات الرقمية، الأمر الذي يؤدي إلى تحركات الأسعار المتقلبة.
التطورات التنظيمية
إن التطورات التنظيمية تؤثر بدورها أيضاً على تقلبات العملة المشفرة، حيث من الممكن أن تؤثر اللوائح الحكومية أو تغييرات السياسة على كيفية استخدام العملة الرقمية المشفرة وعرضها، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة التقلبات. ومن أهم الأمثلة الحديثة على هذا الأمر هي الموافقة على الصناديق الفورية المتداولة في البورصة، والتي يرمز لها بالرمز (ETFs)، الأمر الذي أدى بطبيعة الحال إلى تدفقات بمليارات الدولارات الأمريكية إلى الصناديق وتقلب الأسعار.
تقدمات تكنولوجية
بالمثل، فإن الابتكارات والتقدم التكنولوجي في مجال العملات الرقمية المشفرة من الممكن أن يؤدي إلى حدوث تقلبات في السوق، إذ غالباً ما يتفاعل المتداولون مع الاحتمالات الجديدة.
أحداث الاقتصاد الكلي
من الممكن لأحداث الاقتصاد الكلي، مثل الأزمات الاقتصادية أو التوترات الجيوسياسية أن تؤدي كذلك إلى زيادة التقلبات في سوق العملات المشفرة، حيث من الممكن لهذه الأحداث أن تؤدي إلى رحلة من الأمان، الأمر الذي يدفع المستثمرين والمستخدمين إما إلى شراء أو بيع العملات الرقمية المشفرة وذاك استجابة لشكوك السوق الأوسع، وأشهر مثال على ذلك هو إعلانات أسعار الفائدة من قبل الحكومة.
العرض والطلب على العملات الرقمية المشفرة
في الواقع، يلعب العرض والطلب دوراً هاماً وأساسياً في تغير سعر وقيمة العملات الرقمية المشفرة، إذ يتم تحديد سعر العملة عن طريق معرفة مدى توافرها في السوق، ونسبة الطلب والعرض عليها، حيث يمكن تلخيص الأمر بأن سعر العملة الرقمية يزداد كلما زادت الصعوبة في الحصول عليها، والعكس صحيح، أي في حال انخفاض الطلب وارتفاع العرض، ينخفض سعر العملة الرقمية.
المضاربة في العملات الرقمية المشفرة
إن المضاربة تعتبر أيضاً من العوامل التي تؤثر على تقلبات أسعار العملات الرقمية المشفرة بشكل كبير، حيث يمكن للمضاربة رفع سعر إحدى العملات إلى مستويات مرتفعة للغاية، ومن الممكن أيضاً أن تخفض سعرها بشكل كبير. وإن هذا التقلب يتيح للمستثمرين والمستخدمين إمكانية الحصول على عائد مادي في الاستثمارات الخاصة بهم ومن ثم تداولها عبر البيع والشراء قصيرة المدى.
في الحقيقة، إن فهم تلك العوامل والتعرف على التفاعل بينها يعتبر أمراً ضرورياً للتنقل في تقلبات السوق واتخاذ قرارات مالية مستنيرة في مشهد العملات المشفرة المتغير باستمرار.
كيف يتم تحديد قيمة العملات الرقمية المشفرة
حتى تفهم كيف يتم تحديد قيمة وسعر العملات الرقمية المشفرة، يجب عليك في البداية أن تعرف أهم أوجه التشابه والاختلاف بين العملة الرقمية المشفرة والعملة الورقية (مثل الدولار الأمريكي واليورو وغيرها). في الواقع، إن أعظم وأهم اختلاف بينهما هو أن العملات الورقية يتم دعمها من قبل الحكومات، وبالتالي يتم الإعلان عنها كعملة قانونية من الممكن أن يتم استخدامها دون أي مشاكل. إذ غالباً ما يضع المتداولون ثقتهم في تلك العملة، وهذا ما يؤدي إلى حصولها على قيمتها. إلى جانب ذلك، فإن هذه العملة تتبع للبنوك المركزية، لتقوم الأخيرة بالتحكم في سعرها، وبالتالي فهي تتحكم بشكل غير مباشر في حجم تضخم هذه العملات.
أما على صعيد العملات الرقمية المشفرة، فلا يتم التحكم بها من قبل أي مؤسسة مركزية سواء كانت حكومة أو بنك، بل تتميز عن العملات الورقية التقليدية بكونها تستمد قيمتها من اعتماد الأشخاص عليها كوسيط للتبادل وشراء السلع والخدمات. بخلاف ذلك، فإن العملات الرقمية والعملات الورقية تتشابهان إلى حد كبير، حيث تعتبر كلا العملتين وسيلة من أجل شراء وتبادل الخدمات والمنتجات، ولكل منهما مخزون نسبي للقيمة.