لن يضغط الاحتياطي الفيدرالي على “زر الذعر” ويتجه إلى خفض كبير في أسعار الفائدة، كما يقول أحد الاقتصاديين.
في ظل ترقب المستثمرين لقرار الفائدة القادم من الاحتياطي
الفيدرالي الأمريكي هذا الشهر، قال كارل وينبرج من High Frequency Economics إنه من غير المرجح حدوث خفض عميق في أسعار الفائدة.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبدأ صناع السياسات في البنك المركزي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة عندما
يجتمعون في 17-18 سبتمبر، مما يمثل تحولا عن سياسة التشديد التي تم اتباعها بعد الجائحة والتي أثارت مخاوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
قال وينبرج، كبير الاقتصاديين في High Frequency Economics، في حديثه لـ CNBC “Squawk Box Asia”: “لا نرى في البيانات أي شيء يمكن أن يدفع الفيدرالي للقيام بخفض كبير بمقدار 50 نقطة أساس”، مضيفًا أن الاقتصاد سيرحب بخفض بمقدار 25 نقطة أساس بدلاً من ذلك.
وأشار إلى أنه رغم وجود تباطؤ في التوظيف، إلا أن أحدث بيانات المطالبات الأولية للبطالة قد انخفضت.
وقدمت بيانات سوق العمل الأمريكية يوم الخميس إشارات متباينة حول حالة الاقتصاد وسط مخاوف من أن الفيدرالي أبقى أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول مما كان ضروريًا.
وقال: “ما أعتقد أنه سيجعل الفيدرالي يتحرك بخفض بمقدار 50 نقطة أساس هو زيادة كبيرة في المطالبات الأولية للتأمين ضد البطالة، ودلائل على المزيد من عمليات التسريح في الاقتصاد، وانخفاض حاد في التوظيف، ربما إلى الصفر.”
وأضاف وينبرج أن أسعار الفائدة الحقيقية أصبحت أعلى مع انخفاض التضخم. “يجب على الفيدرالي اتخاذ إجراء
بشأن ذلك، لكنه لا يحتاج إلى الضغط على زر الذعر والذهاب لخفض بمقدار 50 نقطة أساس”.
في حين أن سعر الاقتراض الأساسي للفيدرالي، الذي يؤثر على معظم أسعار الفائدة الأخرى التي يدفعها
المستهلكون، يتراوح حاليًا بين 5.25% و5.50%.
أسعار الفائدة
ومع ذلك، يؤكد بعض مراقبي السوق أن خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس ليس خارج الطاولة تمامًا، خصوصًا
مع اقتراب أحد أهم التقارير الاقتصادية لهذا العام، وهو تقرير الوظائف لشهر أغسطس.
وقال بن إيمونز، مؤسس Fed Watch Advisors: “السوق العمالية الأضعف تسمح للفيدرالي بإزالة القيود من السياسة النقدية، مما قد يكون بمقدار 50 نقطة أساس”، مضيفًا أن الزخم في بيانات العمل كان “يضعف”.
ويتوقع أن ترتفع الرواتب غير الزراعية بمقدار 161,000 في أغسطس، بينما
يُقدر أن ينخفض معدل البطالة إلى 4.2%، وفقًا لـ Dow Jones
. ومع ذلك، فإن البيانات الأخيرة، بما في ذلك مراجعة هبوطية كبيرة لأرقام نمو الوظائف السابقة، أشارت
إلى تباطؤ حاد في التوظيف، مما يضع بعض المخاطر الهبوطية على هذا التوقع.
وعلى الرغم من أن الرواتب غير الزراعية قد تأتي إيجابية، إلا أن هناك احتمالًا بأن تكون الأرقام أقل من 100,000، وفقًا لإيمونز.
وأضاف إيمونز: “رقم منخفض أقل من 100 ألف يُعد سلبياً للمخاطر لأنه سيؤدي إلى تسعير السوق في
سوق عمل ضعيفة بدلاً من سوق عمل متراخية مع مخاوف من تحول النمو إلى مخاوف ركود.”
وتابع في ملاحظة يوم الجمعة: “إذا تسببت الأرقام القادمة في تحريك سيناريو الهبوط لسوق العمل، سيتحرك
الفيدرالي بسرعة، مما قد يؤدي
في النهاية إلى ترسيخ القاع الرئيسي التالي لمؤشر S&P 500 حول أو أقل بقليل من المتوسط المتحرك لـ 200 يوم.
المصدر: الوكالات
